خبر كاتب اسرائيلي: صدقوني هذا ماقاله لي نتنياهو

الساعة 06:32 م|18 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قال الصحفي والمحلل الاسرائيلي الوف بن في مقال نشرته اليوم " الاربعاء" صحيفة هأرتس تحت عنوان " صدقوني هذا ماقاله لي نتنياهو ، مستهلا مقاله بملخص لمحادثه هاتفيه اجراها معه نتنياهو دون ان يفصح عما كانت حقيقية ام افتراضية وجاء فيها " حين رن جرس الهاتف سمعت على الجانب الاخر صوت نتنياهو المعروف والمميز قائلا : اريد دفع اتفاقية السلام مع الفلسطينيين قدما انا مستعد لانجاز الاتفاق ويوجد لدي استعداد سياسي داخلي وعاد وكرر ما قاله في خطابه امام مؤتمر يهود امريكا الشمالية وكندا ومؤتمر " سبان" الذي عقد بمدينة القدس ولكنه اضاف على ما جاء في الخطابين بانه مستعد لتقديم تنازلات كبيرة واظهار روح الكرم والتوصل لتسوية جغرافية فقط تعالوا نبدأ المفاوضات ونفاجيء العالم ".

 

واضاف بن نون " انني اصدقه ، الزعماء السياسيون يختبرون بناء على اقوالهم العلنية التي يدافعون عنها امام الكاميرات والميكروفونات وقد علمتنا التجربة بوجود رابط بين ما يقال من على منصات الخطابة و ما يقال سرا في الغرف المغلقة وفي النتيجة نقول بان حديث نتنياهو عن السلام اعد اساسا لتحضير الساحة السياسية الداخلية والرأي العام الاسرائيلي لتقبل الخطوات السياسية التي طرحها امام الرئيس باراك اوباما خلال اجتماعهما الاخير لذي عقد الاسبوع الماضي في واشنطن .

 

ويوجد لدى نتنياهو العديد من الدوافع منها :

1- الاستراتيجية . يبدو ان نتنياهو يخطط لشن حرب على ايران وحزب الله خلال الربيع القادم مع بداية ذوبان الثلوج وانقشاع الغيوم وما الزيادة التي طرات على ميزانية الامن وتحضير اللجبهة الداخلية للمواجهة الا اشارة لهذا التوجه وحتى في نهاية الامر اذا لم يقرر الهجوم فعليه ان يكون جاهزا لمثل هذا الخيار لذلك من الافضل لاسرائيل ان تحارب على جبهات قليلة وتحييد الاعداء بالطرق الدبلوماسية .

 

2- الشعبية . اظهر استطلاع الرأي الذي اجراه الاسبوع الماضي مركز " هأرتس ديلوغ " تأييد غالبية الاسرائيليين التوصل الى تسوية مع الفلسطينين وحتى الاستعداد للحديث مع حماس ولكنه يفضل ان تتولى مهمة المفاوضات حكومة يمينية ونتنياهو حاليا يتمتع بشعبية كبيرة ولا يلوح في الافق السياسي اية شخصية يمكنها سلبه شعبيته هذه واذا دفع العملية السلمية قدما فأنه يحقق رغبة الجمهور كما فعل حين اعلن موافقته على حل الدولتيين والغى ضريبة الجفاف .

 

3- سياسية . ان نتنياهو قلق من تفسخ حزب العمل وما يعنية من امكانية اخراجه من الائتلاف الحكومي وترك نتنياهو مع شركائه" الطبيعيين " الذين يعارضون اية تسوية ودون وزير الجيش اهود باراك الذي يريده الى جانبه خلال المواجهة المتوقعه مع ايران لذلك نتنياهو بحاجة الى مد حبل نجاة سياسي لحزب العمل يمكنه من البقاء شريكا في الائتلاف الحكومي مثلما فعل حين استجاب الى مطلب باراك والغى اقتراح وزير العدل نئيمان القاضي بتقسيم صلاحيات المساشار القضائي للحكومة .

 

4- العالم . ان العزلة الدولية التي تعانيها اسرائيل تتعمق وتزداد وان مفاوضات صادقة مع الفلسطينيين مصحوبة " بالكرم " الذي وعد به نتنياهو من شانها ان تبعد تقرير غولديستون وخطر المقاطعه والادانه عن اسرائيل وستساهم في تحسين العلاقات المتأرجحه مع اوروبا وتركيا والاردن .

 

وختم الوف بن مقاله بالقول " صحيح ، يستطيع نتنياهو التلاعب بالجميع وكسب الوقت من خلال مفاوضات عقيمه وصولا الى لحظة اتخاذ القرار بخصوص الهجوم على ايران او حتى ينغمس الرئيس اوباما في التحضيرات للفوز بولاية رئاسية ثانية .

 

ان نتنياهو يدرك بانهم لا يصدقونه لذلك قال لا اريد مفاوضات من اجل المفاوضات ولكن لاغلاق القضية وبهذه العبارة بامكانه ان يستهزيء بالصحفيين الذين لا يمتلكون غير الكتابة ضده لكن هناك شك كبير بانه حاول او يحاول خداع الرئيس الامريكي بتصريحات كاذبه خاصة وان الصفقة التي يطرحها اوباما واضحه " نضال سياسي ضد ايران وغطاء امني لاسرائيل وفي بعض المجالات اكثر مما كان عليه الحال ابان ادارة بوش وكل ذلك مقابل انسحاب من المناطق واقامة دولة فلسطينية " ونتنياهو يعلم ذلك ويفهمه ومع ذلك اصر على لقاء الرئيس اوباما حتى بثمن الاهانة العلنية فقط ليقول له بانه مستعد ويرغب في دفع التسوية مع الفلسطينيين قدما وتحدث معه عن خطوات محددة وملموسه واعطى تعهده هذا علنا فاذا كان لا يريد ذلك لماذا فعل كل هذا ؟.

 

رئيس الوزراء يعاني العزلة و شريكه الفلسطيني محمود عباس يتنكر له ووزراؤه الكبار غير متحمسين فباراك يتجه نحو سوريا ووزير الخارجية ليبرمان يستخف بالمفاوضات مع الفلسطينيين ومن غير الواضح فيما يوجد الى جانب نتنياهو مفاوض يمكنه انضاج اتفاق مثل ديان حين كان الى جانب بيغن وشمعون بيرس الى جانب رابين وكل سياسي بحاجة الى دبلوماسي مثل هنري كيسنجر او دبلوماسي يضبط الساحه فقد حاول باراك واولمرت التفاوض بنفسهما فتحطما .

 

ولكن جميع المشاكل قابلة للحل فور اقناع نتنياهو لمستمعيه بجديته بعرض خطة سلام جدية بعيدا عن الشعارات في هذه الحالة سترتب الساحة السياسية الداخلية نفسها مجددا وسيمنحه مؤيدو التسوية مع الفلسطينيين الغطاء المطلوب ، هذا هو تحدي نتنياهو الحقيقي فهو نجح في اقناعي فهل نراه يقنع ابو مازن .