خبر قواعد اللعب تغيرت .. يديعوت

الساعة 12:52 م|18 نوفمبر 2009

بقلم: شمعون شيفر

إذا كان أحد ما بين أصحاب القرار في اسرائيل لا يزال يعتقد بان الامريكيين سيمرون في نهاية المطاف مرور الكرام عن قرار بناء 900 وحدة سكن في جيلو، فقد صفعهم الواقع على الوجه. ادارة اوباما قررت تغيير قواعد اللعب، وعدم التصرف مثل الادارات الامريكية السابقة.

هذا الاسبوع تباهى رئيس الوزراء نتنياهو بمدى الحميمة التي وصل اليها في الحديث الليلي الطويل الذي أجراه قبل عدة ايام مع الرئيس اوباما. يحتمل. ولكن خلع السترة وفك ربطة العنق لا يعبر بشكل دقيق عن الرسالة التي اراد اوباما نقلها الى الضيف من اسرائيل.

فاذا كانت حقا تريد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بادارة الولايات المتحدة، فان اسرائيل مطالبة بان توقف البناء في المناطق التي احتلت في العام 1967. ومن الان فصاعدا، يقول المسؤولون في الادارة الامريكية لا ينبغي لاي طرف أن يغير أي شيء على الارض. الادارة الامريكية الحالية لا تتبنى قرار الكنيست بضم شرقي القدس والمناطق جنوبي المدينة الى السيادة الاسرائيلية. وما يعتبر قلب الاجماع في اسرائيل – البناء في القدس وفي الكتل الاستيطانية – ليس مقبولا على الامريكيين. حسب هذا المفهوم، التغييرات على الارض لن تتم الا في اطار المفاوضات والاتفاق المتبادل، وليس كخطوات من جانب واحد.

اول أمس اوضح لي مكتب رئيس الوزراء بان مسائل مثل تلك المتعلقة بالبناء في جيلو لا تصل على الاطلاق الى طاولة نتنياهو. بعد ساعتين من ذلك، بلورت اوساط رئيس الوزراء بيانا يشبه حي جيلو كحي رحافيا في غربي المدينة. والبناء في القدس بالبناء في تل أبيب. واذا كان هذا هو الحال فانه رغم الحميمية التي تحدث عنها نتنياهو فان اوباما لم يقتنع.

السناتور جورج ميتشيل يحاول منذ زمن بعيد اقناع الجانب الاسرائيلي بان ليس كافيا الاعلان مرتين في اليوم عن الرغبة في استئناف المفاوضات مع ابو مازن. ويوضح الامريكيون بان اسرائيل مطالبة بان تغير نمط سلوكها في كل ما يتعلق بالبناء في المناطق. المفاوضات بين الطرفين لن تستأنف الا اذا اقتنع الجانب الاسرائيلي بانه بالفعل غير الوسط الامريكي قواعد اللعب.

اذا لم يحصل هذا، ستبقى اسرائيل مع المناطق، في الجانب الفلسطيني ستحدث تغييرات بعيدة الاثر، ابو مازن سيختفي، والامريكيون سيبلغون الطرفين ان يبحثوا عنهم حين يتمكنون من الفهم ما هو مطلوب من كل طرف. من هذه الناحية وصلت حكومة نتنياهو الى لحظة الحقيقة. اللحظة التي لا يمكن بعدها تأجيل الحسم، كما يتصرف رئيس الوزراء في مواضيع اخرى.

الرئيس جورج بوش صرح في الماضي عن هدف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين: دولتان تعيشان جنبا الى جنب. دولة فلسطينية ذات تواصل اقليمي، وتبادل للاراضي تسمح للاسرائيليين في الكتل الاستيطانية بان يندرجوا ضمن السيادة الاسرائيلية، مقابل اراض في النقب تسلم الى السلطة الفلسطينية. الكثيرون سيقولون ان بوش لم يقصد ما قاله. اما اوباما فيقصد كل كلمة.