خبر انفلونزا الخنازير ليست مقلقة لكثير من الحجاج في مكة المكرمة

الساعة 07:58 ص|18 نوفمبر 2009

انفلونزا الخنازير ليست مقلقة لكثير من الحجاج في مكة المكرمة

فلسطين اليوم -أ ف ب- عادل الزعنون

في كل مكان في مكة المكرمة تقابل الحجاج لافتات ارشادية للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير ،لكن الكثير من هؤلاء الحجاج لم يشغلهم هذا المرض الفتاك.

   ويلاحظ من يدخل مكة اعلانات وملصقات للارشاد على واجهات مداخل الفنادق والمساكن التي يقيم فيها مئات الاف الحجاج على مسافات مختلفة من الحرم المكي المكتظ بالمصلين على مدار الساعة قبل ايام من بدء شعائر الحج الدينية.

   واكدت وزارة الصحة السعودية انه لم تسجل اي حالة وفاة بين الحجاج القادمين بسبب مرض انفلونزا الخنازير.

   وبدأ الحجاج المسلمون يتوافدون من كافة انحاء العالم الى السعودية منذ بالاسبوع الماضي.

   وقال الطبيب خالد المرغلاني المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس "منذ وصول الحجاج قبل اسبوع لم تسجل اي حالة وفاة بين الحجاج بسبب انفلونزا الخنازير".

   واوضح ان "عددا قليلا من حالات اشتباه بالمرض تم اكتشافها وقدمت لهم العلاجات اللازمة فورا وجميعهم تماثلوا للشفاء".

   واشار الى الاجراءات الكثيرة التي اتخذتها السعودية من اجل رصد اي حالة اشتباه وعلاجها فورا. موضحا انه تم تثبيت كاميرات حرارية للفحص في المطارات والمنافذ.

   ويمر الحجاج امام كاميرات مثبتة قرب شبابيك فحص جوازات السفر لدى وصولهم المطار اوالميناء في جدة او مطار المدينة المنورة وتتولى طواقم طبية متابعة نتائج الفحص الفوري ميدانيا.

   وذكر المرغلاني ان جميع الحجاج تلقوا التطعيمات اللازمة لانفلونزا الخنازير سواءا في بلدانهم قبل او اثناء دخول المملكة.

   اشرف بو نمر  26عاما وهو من اعضاء الجالية الجزائرية في باريس يؤكد ان اللقاح التطعيم الذي تلقاه لدى وصوله المطار ضد انفلونزا الخنازير والحمى الشوكية "امر جيد للاحتياط" لكن الارشادات والملصقات "لا تعنيني بالمرة".

   وتملاء اللافتات التي وضعتها الحملة الوطنية للوقاية من اتش1 ان1 الشوارع وباحات الفنادق في مكة المكرمة اضافة الى حملة التوعية واجراءات الوقاية من المرض المتواصلة في كافة الاذاعات والمحطات التلفزيونية المحلية.

   ويتابع نمر ذو اللحية السوداء والذي انهى صلاته للتوه في الحرم المكي "اعتقد ان الناس هنا لا يهتمون بهذه الاعلانات..وانا لا اشغل نفسي بهذا الامر بتاتا".

   ويبدو عدد قليل من الحجاج يضعون كمامات طبية على الفم والانف.

   ابراهيم قنن وهو فلسطيني يقول "الموسم يسير بشكل معتاد ونسبة قليلة جدا يضعون كمامات ربما بسبب عملهم النظافة او بعض المرضى لا يريدوا نقل العدوى لغيرهم" وتابع "لا يوجد اي حديث عن الانفلونزا بل الناس تتكلم عن العبادة او كرة القدم اكثر".

   ويقر المرغلاني ان هاجس هذا المرض الفتاك انعكس في البداية على الحجاج.

   ويعتبر خالد وهو شاب مصري يقيم في مكة المكرمة وصاحب صالون حلاقة موسم الحج السابق "افضل" من هذا العام "كنا مثل اليوم لا نستطيع استيعاب الزبائن من كثرتهم لكن الحمد الله".

   ويضيف خالد الذي كان في محله والذي يبعد عن الحرم المكي ثلاثة الاف متر انه يتوجه الى الحرم يوميا للصلاة "دون خوف او هوس من العدوى بالانفلونزا".

   ويطوف الحجاج حول الكعبة وهو ركن اساسي في الحج وسط ازدحام غير عاديا ليل نهار دون ملاحظة خوف غالبية هؤلاء الحجاج من حالة الاكتظاظ والعدوى من المرض.

   ورغم تجهيزاتها الكبيرة جهزت وزارة الصحة 7 مستشفيات مجهزة بكافة المعدات الطبية منها 4 مشافي في منطقة منى و3 مستشفيات في مشعر (منطقة) عرفات.

   والمستشفيات في منطقة جبل عرفا جهزت ب1093سرير بحسب المرغلاني.

   واضاف المرغلاني ان "مدينة الملك فهد الطبية" ستشارك ب1600 سرير الاسبوع القادم لتنضم للتجهيزات الطبية لمواجهة اي طارئ.وتابع "لاول مرة في تاريخ المملكة قمنا بتجهيز 4 مختبرات ايضا للفحص "بي سي ار" لانفلونزا الخنازير.

   وتابع انه "للمرة الاولى في العالم بعد الولايات المتحدة يتم استخدام الموبايل (الفاحص النقال) في المملكة للرصد الوبائي او العدوى في اي مكان واعطاء المعلومات اولا باول للمركز والتعامل معها".

   وتضم الطواقم الطبية 15000 طبيب وفني ومساعد.

   ويؤكد المرغلاني ان "الوضح مسيطر عليه ومطمئن جدا بحمد الله" مشيرا الى انه استعين بخبراء ومختصين من كل العالم حيث عقدت ورشة في جدة في يونيو حزيران الماضي افضت الى توصيات مهمة يتم تطبيقها بالاسترشاد بارشادات منظمة الصحة العالمية والاستعادنة بمركز التحكم والسيطرة للمرض الوبائي في نيويورك.

   وتقول ام سعيد وهي من موريتانيا "الحجاج بخير ولسنا بحاجة لكل هذه التجهيزات.. هذه كذبة خلقتها امريكا لتضحك على الناس ويبيعوا لهم دواء ويعيشوا الهوس...نحن نصلي في الحرم وفيه اكثر من مليون حاج ولا يوجد شيئ اسمه انفلونزا الخنازير".

   ويوافقها صالح وهو من البحرين ،لكنه يقر ان "هاجس خوف" ينتابه احيانا "في الزحام وعندما يعطس احد اتذكر الانفلونزا واحاول تجنبه".