خبر « فلسطين اليوم » ترصد تباين قراءات المحللين في اعتزام « أبو مازن » اتخاذ خطوات أخرى

الساعة 07:28 ص|18 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

تباينت قراءات المحللين والمتتبعين للشأن السياسي الفلسطيني، حول قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم ترشيح نفسه في الانتخابات القادمة، واعتزامه اتخاذ خطوات أخرى إلى جانب نية السلطة مطالبة مجلس الأمن الدولي استصدار قرار لإعلان دولة فلسطينية أحادية الجانب.

فقد رأى المحلل السياسي أشرف العجرمي، أن هذه الخطوات من شأنها أن "تقلق راحة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي اطمأن لحالة الركود التي يشهدها الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في الحلبة السياسية منذ فشل عملية المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود".

وقال العجرمي – الذي شغل منصب وزير شؤون الأسرى والمحررين سابقاً- :" اليوم تدرك الحكومة الإسرائيلية تماماً أن حالة الركود هذه لن تستمر وانه في جعبة الفلسطينيين ما يقض مضاجع الإسرائيليين"، لافتاً إلى أن "حكومة نتنياهو تعيش حالة من فقدان الوزن وعدم معرفة كيف يمكن أن ترد على أي خطوة فلسطينية قادمة، وربما يغيب عن بال هذه الحكومة أن إلغاء اتفاق "أوسلو" ربما يقود إلى إلغاء اتفاقات فلسطينية وعربية مع إسرائيل بما في ذلك اتفاقيات سلام قائمة الآن".

واستغرب العجرمي موقف إسرائيل الذي يفكر دائماً باتجاه العدوان، قائلاً:" عندما فشلت قمة "كامب ديفيد" في صيف العام 2000، ذهبت إسرائيل نحو تصعيد الحرب منذ اليوم الأول للانتفاضة الثانية، وبدلاً من ابتكار أفكار تقرب من مواقف الطرفين، تذهب العقلية الاحتلالية باتجاه المزيد من العدوان".

وتساءل "لماذا لا تفكر إسرائيل مثلاً بتنفيذ انسحابات جديدة والخروج من غالبية المناطق المحتلة، والإفراج عن آلاف الأسرى وتجميد الاستيطان وخلق أرضية مناسبة للبدء من جديد بمفاوضات جادة يمكن أن تفضي إلى اتفاق سلام ؟؟".

من جانبه، أورد المحلل السياسي مصطفى الصواف، جملة تساؤلات:" ما الذي يجري على الساحة الفلسطينية السياسية التي يلعب بها محمود عباس وفريق رام الله؟، ولماذا الآن يأتي الطلب الفلسطيني إلى مجلس الأمن؟، وما الجديد الطارئ حتى تتجه القيادة الفلسطينية في رام الله إلى إعادة فكرة إعلان الدولة المعلنة منذ 21 عاما في الجزائر عام 1988؟، وكم إعلاناً للدولة يريد الجانب الفلسطيني أن يعلن؟، وهل خلف هذا الإعلان تنازل جديد واتفاق جديد على غرار مدريد و "أوسلو" بعد أن فشلت فكرة إعلان الاستقلال التي أعلنت في الجزائر والتي أعقبها اتفاق أوسلو أول مرحلة انقسام فلسطيني داخلي- سياسياً- بعد أن تكاتفت كل الجهود الفلسطينية, وسارت في خط المقاومة ضد الاحتلال, وكان شعلتها الانتفاضة الأولى؟".

وبيّن الصواف – الذي شغل في السابق رئاسة تحرير صحيفة "فلسطين" المحسوبة على حركة "حماس" – أن فكرة التوجه إلى مجلس الأمن لم تلق ترحاباً ليس من أمريكا أو إسرائيل فقط؛ بل من فرنسا الدولة الصديق بالمفهوم العباسي، وكذلك من الاتحاد الأوروبي الذي رفض الإعلان الأحادي من جانب السلطة الفلسطينية، واعتبر الخطوة غير مقبولة، ويجب أن تتم عبر المفاوضات كما ترى أمريكا وفرنسا، والعدو الإسرائيلي من جانبه هدد وتوعد في حال أقدمت سلطة رام على هذه الخطوة.

وأشار الصواف إلى أن أياً من خطوات عباس التي يلوّح بها ستكون بهلوانية وغير مدروسة، قائلاً:" إنه كمن يقفز في الهواء، وهو يعلم أنه سينزل على الأرض, وإن لم يكن متدرباً على الهبوط الجيد سيسقط على رأسه".

وتابع:" محمود عباس وفريق التفاوض مدفوعاً بالرباعية العربية أقدم على هذه الخطوة ( يعني استصدار قرار من مجلس الأمن لإعلان الدولة الفلسطينية) بعد أن فشلت خطوته الأولى في لفت الانتباه, أو استدرار عطف الإدارة الأمريكية التي أعلن فيها نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وهذه الخطوة هي ضمن الخطوات التي يراد منها دفع اليأس إلى قلوب الفلسطينيين، والوقوف أمامهم كمن بذل المحاولات كلها ولم تنجح، ولم يبق إلا الاستسلام للإرادة الأمريكية الإسرائيلية".