خبر المحادثة من الفور.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:17 ص|17 نوفمبر 2009

بقلم: يهوشع سيبول

كتب ميغيل دي سرفانس، المعروف بأنه مؤلف "دون كيشوت" بضع روايات اخرى. احداها عمل قصير مليء بالمعنى يسمى "الريتابلو دي لاس مرابيلياس". هذا اسم ذو معنى مزدوج. فمن جهة الـ "رتابلو" هو لوح خشبي يسند منصة مذبح الكنيسة، ومن جهة ثانية يمكن ان يفسر الاسم على انه دعائم خشبة المسرح.

تتناول مسرحيته القصيرة مسرح دمى، في ظاهر الامر، لانه لا يوجد ذكر للدمى، ومستعملوها زوجان من الاوغاد، حانبالا وحورينوس. يعرضون على جمهور من القرويين عرضا غير حقيقي. وهم يقصون على الجمهور ان نصرانيا غير وغد فقط وليس من نسل يهود او مسلمين تنصروا، قادر على رؤية الدمى التي تجسد شخصيات العرض. يعرضون في المرحلة الاولى قصة شمشون الذي يخرب المعبد الفلسطيني في غزة.

***

القرويون الذين يخافون من ان يبدوا اوغادا او من نسل مجربين على النصرانية، يظهرون انهم يرون شخصيات العرض ويستمتعون بها. فجأة يأتي ضابط ويطلب الى القرويين ان يهيئوا مساكن لجنود وحدة توشك ان تنزل قريتهم. القرويون الذين فقدوا القدرة على التفريق بين الواقع والوهم، ينظرون الى الضابط نظرهم الى واحد من شخوص العرض الموجودة في خيالهم فقط. لهذا عندما ينصرف الضابط لا يفعلون شيئا، بل يظلون على التحديق في الخشبة الخالية من أي حدث.

بعد وقت ما عندما يعود الضابط الى المكان ويتبين ان القرويين لم يسمعوا لاوامره ولم يهيئوا أماكن سكن لجنوده يوبخهم توبيخا شديدا. يغضب الجمهور على الضابط ويحدث شجار في المكان. في نهايته يستل الضابط سيفه ويقتل جميع القرويين الذين ادمنوا ايهام الوغدين.

"نجح عرضنا فوق المتوقع!" اعلن حنبالا لحورينوس واضاف: "لم نفعل شيئا وانظر النتيجة! غدا سنعرضها على سائر القرويين الذين لم يروها بعد".

عندما أسمع قادتنا يعلنون باستعدادهم بدء مفاوضة بلا شروط سابقة في شكل ادارة التفاوض (بغير شروط سابقة)، من اجل تمهيد الطريق لاستمرار مسيرة اجراء التفاوض (بغير شروط سابقة) في اجراء التفاوض (بغير شروط سابقة) – وذلك في حين يتضح للجميع ما الذي يجب اجراء التفاوض فيه مع الفلسطينيين ومع السوريين، فلست استطيع الا ارتاب بقادتنا الموهوبين الذين ينشئون ايهامهم العجيب. وينجح ايهامهم فوق المتوقع مع جمهورنا الداخلي. كان 70 في المائة من الاسرائيليين يصوتون لفناني "رتابلو دي لا ماربلياس" عندنا الذين يجعلوننا نفقد كل تمييز بين بالوهم والواقع. ينجح قادتنا في اقناعنا بأننا نعيش في الواقع، لا في الفراغ المطلق للايهام العجيب الذي يبيعوننا اياه.

***

لا شك عندي في اننا سنستيقظ ذات صباح ونتبين انه في الوقت الذي ادمنا فيه عرض اللاشيء لقادتنا، فان الامم المتحدة ومجلس الامن و 99 في المائة من دول العالم اعترفت بالدولة الفلسطينية التي اعلنت باجراء من طرف واحد، وان جميع الاعمال من طرف واحد التي قمنا بها وراء الخط الاخضر منذ 40 سنة ملغاة باطلة. آنذاك من المحقق ان نتسلى باعتقاد ان هذا مشهد اخر يعرضه علينا قادتنا في مسرح دماهم الخيالي.