خبر القدس المحتلة: إسرائيل ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان

الساعة 08:27 ص|17 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-القدس

أصدرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس اليوم تقريرها الشهري، والذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في القدس الشرقية المحتلة خلال أكتوبر/ شهر تشرين أول من العام 2009.

و أشار التقرير إلى أن أكتوبر المنصرم سجل تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق فيما يتعلق باستهداف الأماكن المقدسة خاصة المسجد الأقصى وفرض قيود مشددة على وصول المصلين إليه وأداء صلواتهم فيه، بلغ ذروته في سلسلة اقتحاماته من قبل الشرطة وفرض حصار على المصلين داخل مبانيه.

.كما سجل تصعيد إسرائيلي آخر خلال الشهر المذكور بهدم منازل المقدسيين وإرغامهم على هدم منازلهم بأيديهم، ومصادرة أراضيهم،  وتوسيع المستوطنات المقامة عليها وبناء أحياء استيطانية جديدة عليها، ومواصلة سياسة تهويد المدينة المقدسة من خلال تخصيص عشرات ملايين الدولارات.

بالإضافة إلى تبني برامج في مجالات الإسكان والتعليم والثقافة لتعزيز التواجد والحضور الاستيطاني في البلدة القديمة وسلوان، ومنطقة ما يسمى بالحوض المقدس ، وهي المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة.

كما سجل الشهر الفائت بحسب التقرير، ارتفاع في عمليات الاعتقال والتنكيل، والاعتداءات على خلفية عنصرية من قبل متطرفين يهود على مواطنين مقدسيين.

الاعتداء على المقدسات

سجل شهر تشرين أول الماضي انتهاكات إسرائيلية خطيرة فيما يتعلق بالاعتداء على المقدسات الإسلامية، خاصة المسجد الأقصى التي اقتحمت ساحاته أكثر من مرة، و ضرب حصار شرطي على بواباته وعلى مسجدي الصخرة والقبلي حيث حوصر المئات من المصلين ، وتعرضت نسوة وأطفال للضرب من قبل الشرطة خلالها اقتحام ساحاته.

ففي الرابع من الشهر الحالي اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، بعد أن كانت أغلقت بواباته واشتبكت مع المصلين مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ما تسبب في إصابة 23 مصلين، واعتقال 17  آخرين.

وكانت الشرطة الإسرائيلية فرضت في ذلك اليوم قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد الأقصى بحيث لم تسمح إلا لمن هم فوق الخمسين عاما من الدخول إليه منتهكة بذلك حرية العبادة.

كما طالت إجراءات المنع مسئولو الأوقاف الإسلامية، وحراس المسجد الأقصى بما في ذلك مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ومدير المسجد حسن براغيث من الالتحاق بوظائفهم داخل الأقصى، واعتقل اثنين من الحراس، وهما سامر صيام بالقرب من باب الناظر، وطارق الهشلمون، الذي تقرر إبعاده عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.

وفي الخامس من ذات الشهر عززت الشرطة قواتها في محيط البلدة القديمة من القدس، وواصلت إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، كما استمر حصارها على مئات المصلين داخل المسجد القبلي.

أما في السادس من شهر تشرين أول فقد نشرت الشرطة أكثر من 3000 من عناصرها في محيط المدينة القدس، مع مواصلة حصار المصلين داخل الأقصى ، واعتقلت الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر من خيمة الاعتصام في حي واد الجوز.

ومنعت عناصر الشرطة المتواجدة على بوابات المسجد الأقصى في ذلك اليوم حراسه من الالتحاق بوظائفهم مشترطة عليهم تسليم بطاقاتهم الشخصية لها إلى ما بعد انتهاء دوامهم، كما أغلقت أبواب المسجد.

وأدت إجراءات الحصار حول البلدة القديمة في حينه إلى تعطل الدراسة لليوم الثالث على التوالي في المدرسة الشرعية ومدرسة الأقصى داخل المسجد .

وفي السابع من الشهر المنصرم نفذت الشرطة الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 75 شابا وفق مصادر الشرطة من بينهم 24 معتقلا هم دون سن الثامنة عشرة، حيث اتهم هؤلاء بمهاجمة أفراد الشرطة وإغلاق الشوارع ، وإلقاء حجارة وزجاجات فارغة ، والإخلال بالنظام العام، وتنظيم مظاهرات غير مشروعة.

وكان الآلاف من المصلين اضطروا يوم 9 تشرين أول من أداء صلاة الجمعة في الشوارع والساحات العامة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى بعد منعهم من من الدخول إلى البلدة القديمة والصلاة في المسجد الأقصى.

وفي العاشر من تشرين أول أحبط المواطنون محاولة مئات المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصى خلال احتفالاتهم بعيد نزول التوراة.

وسجل يوم أل 25 من أكتوبر ذروة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، حيث اقتحمت الشرطة باحات الأقصى في ذلك اليوم مرتين، وانهالت بالضرب المبرح على عدد من المصلين هناك، ما أوقع 30 مصابا، كما اقتحمت عناصر الشرطة غرفة المعدلات الصوتية الخاصة بالمؤذن ، وعطلت الأجهزة الصوتية ، و قطعت الكهرباء و منعت آذان الظهر من مآذن الأقصى المختلفة.

وفي السادس والعشرين من الشهر ذاته أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا جديدا بإبعاد حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حركة فتح عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى لمدة 21 يوما.

وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت في اليوم ذاته أيضا الشيخ يوسف ألباز إمام مسجد اللد ، والصحافي محمود أبو عطا المنسق الإعلامي للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ومنعته من دخول المسجد الأقصى.

فيما بلغ إجمالي عدد المعتقلين على مدى ثلاثة أيام من التوتر الذي شهدته البلدة القديمة من القدس أكثر من 100 معتقل باعتراف الشرطة الإسرائيلية ذاتها، تعرض غالبيتهم للتعذيب والضرب والتنكيل خلال احتجازهم كما أفاد عدد من المفرج عنهم.

هدم 14 منزلا...

شهد أكتوبر تصعيدا إسرائيليا نوعيا فيما يتعلق بهدم منازل المقدسيين سواء من قبل المقدسيين أنفسهم عبر إرغامهم على هدم منازلهم بأيديهم، حيث بلغ عدد المنازل التي هدمت خلال الشهر المذكور 14 منزلا بعضها قيد الإنشاء، وفي مراحل البناء الأولى ، فيما غالبيتها مأهولة بقاطنيها من الأطفال والنساء.

ففي الثاني عشر من تشرين أول هدمت الجرافات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس منزل المواطن أمجد ألترياقي في حي المروحة في بيت حنينا بعد اقتحامه وإخراج من فيه بالقوة ،دون إمهاله الفترة الكافية ، ما تسبب في تدمير الجزء الأكبر من الأثاث .

كما هدمت الجرافات في ذات المنطقة سورا من الإسمنت يعود للمواطن سامي الرازم، إضافة إلى أساسات منزل آخر قيد الإنشاء.

في حين أصدرت محكمة إسرائيلية في اليوم ذاته قرارا بتجميد هدم منزلي المواطنين خليل أبو غوش ، وماجد أبو عيشة في بيت حنينا لمدة 45 يوما.

وفي السابع والعشرين من الشهر ذاته هدمت جرافات البلدية تسعة منازل، من بينها بناية من  ثلاثة طوابق تشتمل على أربع شقق سكنية وتسوية تعود للمواطن علي نمر ثلاثة من أنجاله .

كما هدمت جرافات البلدية في المنطقة ذاتها منزلا آخر يعود للمواطن احمد ا[و سرحان تبلغ مساحته 120 مترا مربعا.

وفي ضاحية السلام قرب عناتا شمال شرق القدس، هدمت الجرافات الإسرائيلية منزلا آخر يعود للمواطن خميس شحادة سعيد الطحان.

وفي حي الصلعة هدمت بلدية الاحتلال مسكنا عبارة عن بركس يؤوي عائلة المواطن عاطف أبو دويح المكونة من 6 أنفار ، علما أن البلدية كانت هدمت منزلا لعائلة المواطن أبو دويح في وقت سابق تبلغ مساحته 160 مترا مربعا، ما اضطره لبناء البركس لإيواء أسرته وأطفاله.

وفي ذات اليوم هدمت الجرافات الإسرائيلية غرفة مساحتها 30 مترا مربعا تعود للمواطن الضرير عبد الله سلامه شقيرات في حي الفاروق من أراضي جبل المكبر بدعوى البناء غير المرخص.

وفي شعفاط إلى الشمال من مدينة القدس ، اضطر المواطن راشد النتشة إلى هدم جزء من مخبزه تنفيذا لقار صادر عن البلدية.

يأتي ذلك في وقت طالبت فيه جمعية "عطيرت كهانيم" الإسرائيلية وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي بإقامة حديقة وطنية على أراضي العيسوية والطور إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس ، لمنع إقامة حي فلسطيني في المكان.

في حين رفضت اللجنة القطرية للبناء والتنظيم في بلدية القدس المشروع الهيكلي لحي بشير وواد ياصول في سلوان، حيث يتهدد الهدم هناك 60 منزلا.

وتخطط السلطات إلى مصادرة 550 دونما من أراضي حي الفاروق وواد ياصول وعين اللوزة وبئر أيوب وحي البستان، وواد حلوة ، ومنطقة الطنطور ، وواد الجوز وفق المخطط تنفيذ مخطط الحوض المقدس.

وتزامنا مع عمليات الهدم التي نفذتها البلدية الإسرائيلية في القدس المحتلة،  فقد تواصل مسلسل مصادرة أراضي المواطنين المقدسيين، وتوسيع المستوطنات اليهودية المقامة على أراضي المواطنين في المدينة، في وقت رصدت فيه الحكومة الإسرائيلية عشرات الملايين من الدورات لتعزيز الوجود الاستيطاني اليهودي في المدينة المقدسة.

فقد سلمت السلطات العسكرية الإسرائيلية يوم السابع من أكتوبر الفائت  قرارات مصادرة أراض لمواطنين في بلدة عناتا إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس في منطقة الخان الأحمر واستملاكها لصالح الجيش الإسرائيلي .

وفي اليوم ذاته دشن المستوطنون المرحلة الثانية من بناء حي استيطاني يهودي جديد في مستوطنة نوف تسيون المقامة على أراضي المواطنين في جبل المكبر ، يشمل بناء 104 وحدات استيطانية جديدة.

تهويد البلدة القديمة

و فيما يتعلق بإجراءات تهويد المدينة المقدسة أشار التقرير إلى قرار الحكومة الإسرائيلية تخصيص ميزانيات ضخمة لتوسيع الاستيطان اليهودي وتهويد القدس، خاصة محيط البلدة القديمة، حيث رصدت تلك الحكومة مبلغ 50 مليون دولار لتوسيع مستوطنتي معاليه أدوميم شرق القدس وجبل أبو غنيم ( هارحوما ) إلى الجنوب من المدينة المقدسة.

إضافة إلى رصد 20 مليون دولار لتعزيز الوجود الاستيطاني اليهودي في سلوان والمناطق الأخرى المحيطة بالبلدة القديمة من القدس، ومنطقة باحة البراق ، وحول المسجد الأقصى.

وكذلك تخصيص مبلغ 106 ملايين دولار لربط التجمعات الاستيطانية اليهودية الضخمة بمركز المدينة عبر شبكة متطورة من طرق المواصلات المختلفة.

وكانت شركة إيغد الإسرائيلية دشنت مؤخرا خط حافلات للربط بين الأحياء الاستيطانية اليهودية في القدس الشرقية.ووفقا لمخطط وضعته البلدية ووزارة المواصلات ، فسيتم في فترة لاحقة إغلاق محيط البلدة القديمة أمام حركة السيارات والمركبات الخاصة، فيما ستعمل حافلات لشركة إيغد في خط حول منطقة أسوار البلدة القديمة، بهدف تسهيل تنقل المستوطنين في المستوطنات القائمة على تخوم المدينة المقدسة.

و تشير الوقائع على الأرض إلى أن الحكومة الإسرائيلية بدأت مؤخرا بتنفيذ سلسلة من البرامج والمشاريع الأخرى الهادفة إلى تعزيز الوجود اليهودي في المدينة المقدسة، وإلغاء طابعها وهويتها العربية.

ففي السابع والعشرين من تشرين أول 2009 افتتح جدعون ساعر وزير المعارف الإسرائيلي برنامجا استفزازيا لزيادة ما يسمى "ارتباط الطلبة اليهود في القدس"، وذلك تحت شعار " سنصعد للقدس". واختارت وزارته بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى لإجراء طقوس افتتاح هذا البرنامج باعتبار سلوان " مدينة داود"، وفق ما يطلقون عليها.

في مقابل ذلك تبذل الدوائر الإسرائيلية الرسمية جهودا حثيثة لشطب كل ما له صلة بالحضارة والتراث العربي والإسلامي وكان عام الآثار الإسرائيلي الشهير تسفرير كشف الشهر الماضي عن قيام سلطة الآثار الإسرائيلية مؤخرا بالموافقة على إقامة بناء من ثلاثة طوابق على خرائب مبنى روماني قديم في ساحة البراق.

أعمال التنكيل

كما حفل شهر تشرين أول بسلسلة غير منتهية من أعمال التنكيل على أيدي مستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية طالت العديد من المواطنين، ففي حي الشيخ جراح اعتدى مستوطنون مساء يوم 20 تشرين أول على عائلة الغاوي وأصابوا سبعة من أفرادها بجروح، كما اعتقلوا 5 آخرين.

وفي المسجد الأقصى بالقدس أصيب في اليوم ذاته طفل في الثامنة من عمره من عائلة ادكيدك بحالة إغماء بعد رشه بالغاز المسيل للدموع من قبل شرطي إسرائيلي.

ولم يسلم من أعمال التنكيل هذه الأطقم الطبية حيث منع أفرادها من العمل وتقديم العلاج لمحتاجيه بالقوة ، بل أن بعضهم تعرض للضرب والإصابة، ففي الخامس والعشرين من تشرين أول اعتدت عناصر من الشرطة الإسرائيلية بالضرب على المسعفة "فاتنة الزغير" من جمعية المسعفين العرب خلال تقديمها الإسعاف لجريح في أحداث المسجد الأقصى في منطقة باب الأسباط.

كما تعرضت أطقم إعلامية لاعتداءات مماثلة في اليوم ذاته من قبل الشرطة عرف من بينهم :عطا عويسات ، ومحفوظ أبو ترك ، ومحمود عليان،وميسة أبو غزالة، وديالا جويحان .

في حين اقتحمت عناصر من الشرطة يوم 20 تشرين أول منزل إيهاب الجلاد منسق الهيئة الشعبية المقدسية، وصادرت 3 أجهزة كمبيوتر وذاكرات رقمية وأجهزة الكترونية أخرى وأوراقا وأقراصا مدمجة.

وفي بلدتي أبو ديس وجبع بمحافظة القدس أصيب ثلاثة مواطنين في اعتداء لجنود إسرائيليين عليهم يوم 6 تشرين أول.

قد أصيب الشاب محمد خالد شحادة ( 19 عاما ) برصاصة مطاطية في رجله اليسرى أطلقها عليه جنود إسرائيليون، كما أصيب المواطن مصطفى عماد روبين حجازي ( 20 عاما ) من سكان أبو ديس جراء إصابته بعيار مطاطي في يده اليسرى.

وفي قرية جبع أصيب المواطن احمد موسى محمد مليحات ( 18 عاما ) برضوض وكسر في الفك بعد الاعتداء عليه بالضرب من قبل جنود إسرائيليين.

وكان الفتى جاسر محمد عبد ربه ( 14 عاما ) تعرض للضرب المبرح من قبل عناصر وحدة خاصة إسرائيلية في منطقة الكسارات قرب المخيم ، وتم اعتقاله ونقله إلى جهة غير معلومة.

وعلى حاجز مخيم شعفاط شمال القدس نكل جنود إسرائيليون هناك بسائقي ثلاث حافلات عامة ، واعتقلوا محمود ديبة المسئول عن حركة سير الحافلات في المخيم، بذريعة عدم الالتزام بتعليمات جنود الحاجز.

ومثل أعمال التنكيل هذه والتي باتت يومية ما يتعرض له طلبة جامعة القدس في أبو ديس من حملة البطاقة الزرقاء على حاجز الزعيم شرق القدس، حيث يتم إنزالهم عند الحاجز وتسليمهم استدعاءات للتحقيق على معبري قلنديا والزيتونة، وقد سجل خلال الشهر المنصرم ا ستجواب العشرات من هؤلاء الطلاب، حول تخصصاتهم الدراسية ، وطبيعة أنشطتهم في الجامعة .