خبر مراقبون يرجحون احتلال « إسرائيل » للضفة بالكامل وتقويض وجود السلطة

الساعة 07:31 ص|17 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – صحيفة فلسطين

رجح مراقبان للشأن الإسرائيلي، أن تقدم "إسرائيل" على احتلال الضفة الغربية بالكامل وتقويض وجود السلطة في حال إقدام الأخيرة على إعلان دولة فلسطينية، مشيرين إلى أن احتلال الضفة سيقضي على فكرة إعلان دولة أحادية الجانب.

 

وأوضح المراقبان، أن إعلان إقامة دولة سيشكل خطر على أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسيؤدي إلى تقويض وجودها في السنوات القادمة، مشيرين إلى أن "إسرائيل" تريد إقامة دولة فلسطينية دون سيادة ومنزرعة السلاح تحافظ على أمنها.

 

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين من اتخاذ أي خطوات أحادية من شأنها هدم الاتفاقيات السابقة بين الطرفين عقب تصريحات فلسطينية بالاستعداد لطلب دعم الأمم المتحدة بإعلان الدولة من جانب واحد، وألمح إلى إمكانية اتخاذ (إسرائيل) خطوات أحادية الجانب إذا أقدمت السلطة على إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد.

 

بيد من حديد

من جهته، المختص بالشئون الإسرائيلي، ومدير مركز الدراسات المعاصرة في أم الفحم الدكتور إبراهيم أبو جابر، قال: "إن "إسرائيل" لم تستسلم للمشروع الفلسطيني الذي بدأ يتبلور بإعلان إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد بعد فقدان الأمل بمشروع السلام الأمريكي في المنطقة"، مشيراً إلي أن رد "إسرائيل" على هذا الخيار سيكون بيد من حديد.

 

وأوضح أبو جابر، أن "إسرائيل" ستقوم إذا تم إعلان الدولة الفلسطينية باجتياح واسع للضفة الغربية كما حدث عام 2002، حيث عملية السور الواقي وتدمير البنية التحتية للسلطة الفلسطينية وقتل قياداتها والزج بهم في السجون.

 

وذكر أن "إسرائيل" ستقوم بالقضاء على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبانتشار عسكري واسع في الضفة لإفشال هذا المشروع والقضاء على أي رمز من رموز السلطة كالشرطة والأجهزة الأمنية وموقعها العسكرية. وأشار إلى أن "إسرائيل" ممكن أن تعلن ضم الضفة الغربية لإسرائيل بإعلان سريان القانون الإسرائيلي المدني على الضفة الغربية، لفتاً إلى أن ذلك يعتبر مشروع مناهض للمشروع الفلسطيني.  

 

ونوه أبو جابر إلي أن الخطوات الإسرائيلية ستجابه برد فلسطينيي بإعلان انتفاضة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في الضفة، وبعمليات عسكرية ضد الاحتلال الأمر سيشعل المنطقة، مبيناً أن "إسرائيل" ستستغل هذه الحدث لإفشال المشروع الفلسطيني.

 

وعن مصير عمليات السلام في المنطقة، قال: "إسرائيل" ستضحي بعملية السلام لأنها ضد السلام ولا تريده، وضد إعلان دولة فلسطينية وترسيم حدودها وهي تنظر للضفة على أنها "إسرائيل" التاريخية، وهي مستعد للتضحية بكل شيء مقابل بقاءها في الضفة"، مضيفاً: "المسيرة السلمية هي محاولة إسرائيلية لكسب وقت وتثبيت وجدها". وتابع قائلاً: "إسرائيل" لن تتنازل عن الضفة الغربية والقدس، وستضحي الغالي والنفيس من أجلها وهذا ما قاله موشي ديان سابقاً "إسرائيل" مازلت متمسكة بالضفة".

 

دعم أمريكي

وعن الموقف الأمريكي من إقدام "إسرائيل" على تدمير المسيرة السلمية، بين المختص بالشئون الإسرائيلية أن "إسرائيل" باتت تحكم العالم وأن اللوبي الصهيوني هو الذي يتحكم بأوباما والإدارة الأمريكية، خاصة أن كبار مستشاري الأمريكي يهود، مشيراً إلي أن "إسرائيل" تفعل ما يحلو لها دون أي ردة فعل أمريكية عملية. وأضاف: "سنلاحظ الدعم الأمريكي لإسرائيل إذا ما قدم الفلسطينيين مشروع الدولة الفلسطينية لمجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، (..) "أمريكا و"إسرائيل" متفقتان رغم وجود تباين في بعض المواقف".

 

وعن سبب التخوف الإسرائيلية من إعلان الدولة الفلسطينية، قال أبو جابر: "الفلسطينيون يمتلكون قدرات هائلة وإن قل عددهم وحصروا، وبإمكانهم إقامة دولة قوية، و"إسرائيل" تخاف من أن إقامة دولة للفلسطينيين سيؤدي في النهاية إلى تقويض وجودها في المنطقة". وأضاف: "إن أغلب سكان هذه الدولة الفلسطينية من اللاجئين الذين لن يقبلوا التنازل عن أراضيهم التي هجروا منها عام 1948 وهذا سيشكل خطر على أمن "إسرائيل" وغير مستبعد بعد عدة سنوات أن يشن الفلسطينيين حرب على دولة "إسرائيل" وبالتالي تقويض كيانها"، حسب قوله.

 

احتلال الضفة

من جانبه، المختص بالشئون الإسرائيلية باسم أبو عطايا، يرى أن "إسرائيل" حددت موقفها من إقامة دولة فلسطينية وتحدثت بوضوح انه بحال أعلنت السلطة إقامة دولة في الضفة الغربية بشكل أحادي فإنها ستقدم على احتلالها بشكل كامل، وذلك في إطار التصرفات الإسرائيلية الأحادية، ونتنياهو قال إذا تصرفت السلطة بشكل أحادي من حق "إسرائيل" التصرف بشكل أحادي"، حسب قوله.

 

وأوضح أبو عطايا أن احتلال الضفة هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن تقوم به "إسرائيل" للقضاء على فكرة إعلان دولة أحادية الجانب". وقال: "هناك تخوف من قيبل حكومة نتنياهو من إعلان دولة فلسطينية، خاصة أن سلام فياض نجح بإيجاد تأييد لهذه الخطة بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعلى أساس شكل مرحلي، بعد أن لقي موافقة أمريكية وتركية وفرنسية على هذه الخطة". 

 

وشدد أبو عطايا على عدم إمكانية إقامة دولة فلسطينية دون موافقة "إسرائيل"، معللاً ذلك بقوله :"سلام فياض لا يملك الشعبية والقاعدة التي تمكنه من إعلان إقامة دولة وتحدي "إسرائيل" بشكل منفرد إلا إذا تبنت السلطة هذا بشكل كامل، مشيراً إلى أن "هناك خلاف بين سلام فياض وعباس على هذا الموضوع".

 

وعن تضحية "إسرائيل" بمشروع التسوية وقيامها باحتلال الضفة في حال إعلان الدولة، ذكر أن إعلان دولة فلسطينية دون موافقة "إسرائيل" يعني أن مشروع التسوية انتهي لأن مشروع المفاوضات يربط بين الطرفين، مضيفاً: "في حال اتخذ طرف خطوات أحادية ومنفردة هذا يعني أن الطرف الأخر لا وجود أو قيمة له وبالتالي "إسرائيل" ستتخلي عن هذه التسوية ولن تتمسك بها وستقوم بالتصرف بشكل منفرد".

 

للحفاظ على أمنها

وشدد أبو عطايا على أنه بشكل عملي لا يمكن لإسرائيل" أن تقدم على احتلال الضفة الغربية، وأنه لا يوجد في الجانب الفلسطيني من يملك الشجاعة للإقدام على خطوة إعلان دولة فلسطينية بشكل منفرد. وعن سبب تخوف "إسرائيل" من إقامة دولة، ذكر أبو عطايا، أن "إسرائيل" تريد الوصول بالتوافق مع السلطة إلى إقامة دولة فلسطينية تحت الحدود الإسرائيلية ومنزوعة السلاح والتعامل مع الخارج، وضمن شرعية وحماية وأمن "إسرائيل".

 

وذكر أن إقامة دولة فلسطينية يعني أن جميع المستوطنات الواقعة في الضفة هي أراضي محتلة بشكل قانوني ودولي ومن حق السلطة القائمة في ذلك المكان العمل المسلح ضدها، وبالتالي ستصبح "إسرائيل" مجبرة على الانسحاب من كل المستوطنات أو أنها ستجد مقاومة مسلحة في تلك المناطق وهو ما ترفضه جملة وتفصيلاً.

 

وشدد على أن "إسرائيل" تريد أن تعطي للفلسطينيين دولة دون أن تنسحب من المستوطنات في الضفة، ودون أن يكون لها سيادة أو سلطة أو يكون لها حدود أو قوة عسكرية وأمينة، مبيناً أن الدولة التي تريد "إسرائيل" إقامتها هي للحفاظ على أمنها وليس تهديده.