خبر كيف يسهم مشروع « القطار الخفيف » بالقدس المحتلة في تعزيز الوجود الاستيطاني؟

الساعة 06:44 م|16 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

تقوم سلطات الاحتلال على قدم وساق وفي جميع الأوقات، بفرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس، ولعل أهم وأوضح ما تغيره على أرض الواقع هي بناء المستوطنات وطرقها الالتفافية، وإحدى الطرق المستحدثة -والتي بدأت منذ أربع سنوات- هي إقامة خط سكة الحديد الخفيف.

فالقطار الخفيف سطر أحياء شمال القدس وشوارعها بأطنان ثقيلة من الإسمنت والحديد، فهو يشق منطقة المصرارة المحاذية للبلدة القديمة، ويكمل طريقة ليعبر الطريق التاريخي بين القدس ورام الله في شعفاط وبيت حنينا، في ظاهره خدمة المسافرين .. وتحت ثناياه تعزيز الوجود الاستيطاني وفرض الأمر الواقع.

وأوضح جمال جمعة ممثل الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، أن الخط الأول للقطار سيعمل على وصل مستوطنة "بسجات زئيف" ومستوطنة "النبي يعقوب" بشمال المدينة المحتلة (مع وجود مخططات لمد أكثر في وقت لاحق إلى مستوطنة "عطروت" الصناعية) حتى غرب القدس، وسيمتد مسافة 14 كم وسيتضمن إقامة 20 محطة حيث سيخدم 100 ألف مستوطن بشكل يومي، وسيكون هناك ثمانية خطوط تمر في المدينة وتربط جميع المستوطنات السلطات الإسرائيلية بحلول عام 2020.

وبيّن جمعة خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين، أن أعمال الحفر لمد خط القطار الأول على الشارع الرئيس الممتد من منتصف شعفاط إلى جنوب بيت حنينا وكذلك على طول الشارع المؤدي إلى البلدة القديمة بالقرب من باب العمود، بدأت بداية عام 2005.

وأطلقت الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل صرخة إلى الدول العربية والإسلامية طالبت فيها بمقاطعة شركتي "الستوم" و"فيوليا" الفرنسيتين المشاركتين في تشييد وإدارة مشروع القطار الخفيف الإسرائيلي الذي يخدم ويرسخ وجود المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس وحولها.

كما وطالبت باستثناء الشركتين من جميع العقود التجارية العامة بسبب مخالفتهما للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني.

وقال جمعة :" للأسف لم تكن الصورة في العالم العربي بنفس الإشراق، فرغم الدعم السياسي الثابت من الدول العربية لنضال الشعب الفلسطيني للحفاظ على عروبة القدس ولتعزيز صمود أهلها لم يترجم عملياً إلى قيام أي دولة عربية وخاصة في الخليج العربي باستثناء الشركات المتواطئة في مشاريع تهدف إلى تهويد القدس من عطاءات المشاريع العامة الضخمة المطروحة مؤخراً ومن أهمها مشروع قطارات أبو ظبي، ومشروع شبكة السكك الحديدية الخليجي، وعقد سعودي لبناء خط سكة حديدية لقطار فائق السرعة يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة".

ولفت إلى أنه ومنذ عام 2002 – وهو العام الذي شهد توقيع العقد بين "الستوم" وسلطات الاحتلال-  تم التعاقد مع الشركة الفرنسية في العديد من المشاريع المتعلقة بالمواصلات في مختلف الدول العربية خاصةً خلال جولات الرئيس الفرنسي نيوكلا ساركوزي إلى الدول العربية.