خبر في أعالي القلعة .. معاريف

الساعة 11:58 ص|16 نوفمبر 2009

بقلم: بن كاسبيت

 بنيامين نتنياهو تحدث أمس في القدس، ولكنه قصد رام الله. التهديد كان صريحا. خطوات احادية الجانب، ستؤدي الى خطوات احادية الجانب من طرفنا. معنى الامر: اذا اعلنتم عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على مناطق 67 ستنظر اسرائيل في احلال القانون الاسرائيلي على الكتل الاستيطانية. بتعديل آخر: ضم اجزاء من المنطقة التي يرى فيها الفلسطينيون وطنهم.

 ينبغي التعلل بالامل بان يكون أحد ما قد اطلع نتنياهو قبل ذلك وروى له بان قبل ساعة من ذلك بدت الشخصية القلقة للدكتور صائب عريقات، المسؤول عن ملف المفاوضات مع اسرائيل (المهمة التي لن تنتهي ابدا) تسارع الى خارج فندق كينغ دافيد في القدس. عريقات التقى هناك بعض المشرعين الامريكيين الكبار الذين يتواجدون في المدينة بمناسبة "منتدى سبان" وقال لهم ان ليس للفلسطينيين نية حقيقية للاعلان عن دولة من طرف واحد. وهكذا بحيث أنه في النهاية يهدد الطرفان ولكنهما لا يقصدان ذلك تماما.

 النصيب لم يضىء الوجه لنتنياهو أمس. فالخطابة بعد كلينتون مثلها مثل مباراة كرة قدم بعد مرادونا او التهديد بعد ليبرمان. "لن يجدي"، قال بعد كلمة كلينتون (في حديث مع ناحوم برنياع) السفير مارتين ايندك، "انت لا تزال اعظمهم جميعا". وهو امر صحيح. الرئيس الاسبق لم يتحمس، لم يتهدد ولم يتوعد. بل ببساطة بث كميات تجارية من الكاريزما، الحساسية، حس الدعابة، الابداع والتفاؤل الواعي. فقد سلب القلوب. تحدث من القلب، وبعد كل هذا، حان دور بيبي.

 رئيس الوزراء قدم أمس ظهورا منضبطا. جاء تعبا، على ما يبدو. تحدث بهدوء، مطفأ قليلا. ركز على مطالب اسرائيل. هذه هي روايته. المح بانه لن يكون مفر من استمرار التواجد الاسرائيلي في غور الاردن، تحدث عن ترتيبات امنية متصلبة. كل الاقوال صحيحة، من الصعب الجدال معها، ولكن لا توجد أي حاجة لطرحها الان. لماذا التلويح بالمصاعب اذا كان ممكنا محاولة تحسين الاجواء مع الامال والاماني؟ "لا بديل عن شجاعة الزعماء"، عاد نتنياهو وقال، وكأنه يحاول أن يشجع نفسه، "نحن سنفاجىء الجميع" واصل الاعلان.

 ولكن بعد الكلمات العالية، عند الوصول الى فصل الافعال – نتنياهو علق. في النهاية، جمد البناء في المناطق تماما لاشهر طويلة، "لا نبني مطلة"، قال وزير الاسكان أتياس، وبالمقابل لم يحصل على أي شيء سوى الانتقاد الدولي، المقاطعة الفلسطينية، النقمة الامريكية والحصار آخذ في التعمق حول اسرائيل. شيء ما هنا على غير ما يرام، وكان ينبغي لنتنياهو أن يفهم هذا منذ زمن بعيد. انها الخطابة، انها المطالب المسبقة، لغة الجسد، المقاييس المزدوجة، الغمزة.

 خطابه القاه نتنياهو أمس في فندق "قلعة داود" وهكذا شعر حقا. فهو محصن في اعالي القلعة، يرشق القذائف في كل صوب. اهدأ، يا نتنياهو، فهذه المطالب يمكن طرحها في المفاوضات، بل وينبغي ذلك. ولكن من اجل الوصول الى هناك، ثمة حاجة الى كلمات اخرى. الموضوع هي انهم لا يصدقونه بانه يريد حقا. ولحظه، الطرف الاخر يريد اقل منه. وهكذا يمكن الهدوء. السلام لن يندفع هنا في الوقت القريب القادم. نأمل الا تفعل الحرب هكذا ايضا.