خبر اهتمام أمريكي وروسي وتركي بمبادرة موفاز حول دولة فلسطينية بحدود مؤقتة

الساعة 04:04 م|15 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة والوكالات

أثارت مبادرة عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب "كديما"، شاؤول موفاز، لإقامة دولة فلسطينية على مرحلتين تبدآن بدولة في حدود مؤقتة على 60% من مساحة الضفة الغربية وكامل قطاع غزة، اهتماما لدى الإدارة الأميركية والحكومتين الروسية والتركية.

ودعا موفاز لزيارة الولايات المتحدة والتقاء عدد من كبار المسؤولين فيها لشرح هذه المبادرة وإعطاء تفسير أعمق لموقفه المفاجئ خصوصاً استعداده لدولة فلسطينية على أساس حدود 1967 واستعداده للتفاوض مع حركة "حماس" حول هذه المبادرة.

واجتمع موفاز في اليومين الماضيين مع السفراء الأميركي جيمس كوننغهام، والروسي، بيوتر ستغيني، والتركي، أحمد أوغوز تشليكول.

وعرض مبادرته ورد على العديد من الأسئلة التي وجهوها إليه. وقال موفاز في حديث مع التلفزيون الإسرائيلي إن السفراء الثلاثة امتدحوا المبادرة وقالوا إنها مثيرة للاهتمام.

ومن المتوقع أن يلتقي موفاز في الأسبوع القادم عددا آخر من السفراء في إسرائيل، وخصوصا سفراء دول الاتحاد الأوروبي.

وفي ضوء استطلاع الرأي الذي نشر أول من أمس في تل أبيب وأشار إلى أن 57% من الإسرائيليين يؤيدون هذه المبادرة، دعي موفاز إلى واشنطن للتباحث حولها.

ورأى في هذه الدعوة قاعدة انطلاق لرفع مكانته السياسية في الولايات المتحدة والعالم. وقال انه يطرح هذه المبادرة، لأنه يعتقد أن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في الحديث في الهواء من دون خطة سياسية.

وبغياب خطة كهذه من حكومة بنيامين نتنياهو ومن المعارضة، يرى من الضروري والواجب أن يطرح مبادرة.

يذكر أن موفاز اقترح تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مرحلتين: الأولى بإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، في قطاع غزة وقسم من الضفة الغربية (60% منها). والثانية توسيع حدود الدولة الفلسطينية وفقا للاتفاق الذي يتم التوصل إليه بين الطرفين. ولكي لا يحسب الفلسطينيون انه يحاول المماطلة لكي لا تنسحب من بقية أنحاء الضفة الغربية، جاء في المبادرة أن إسرائيل تتعهد وتقدم ضمانات دولية لتعهدها بأن تنسحب في نهاية المطاف من 92% على الأقل من مساحة الضفة.

وفي تصريحات جديدة حول المبادرة، قال موفاز أمس إن سبب اقتراحه تقسيم التسوية إلى مرحلتين يعود إلى الشكوك التي تساور الطرفين من بعضهما البعض وصعوبة التوصل دفعة واحدة إلى تسوية دائمة.

وقال: «أنا أريد كسر الجمود الحالي وإعطاء دفعة لتحريك عملية السلام. فالجميع متفقون على تسوية على أساس مبدأ دولتين لشعبين. واحدة منهما قائمة منذ 61 سنة، بينما الأخرى تتعثر في مفاوضات متعبة ومملة وممضة، وحان الوقت لأن تبدأ عملية ولادتها بشكل طبيعي. وما أقترحه هو الانتقال من المفاوضات إلى العمل على الأرض».

وفي رد على سؤال حول حدود هذه الدولة في نهاية المطاف، فاجأ موفاز بموقف يتناقض مع مواقفه السابقة عندما كان رئيسا لأركان الجيش، حيث تحفظ من كل المشاريع السلمية وكذلك عندما كان وزيرا للجيش.

وعرف عنه انه يميني متطرف. كان يعارض الدولة الفلسطينية ووصف خطة خريطة الطريق الأميركية، بـ«كارثة قومية على إسرائيل». وأدار سياسة تصفيات في صفوف القادة الفلسطينيين. وسمع وهو يهمس في أذن رئيس الوزراء الأسبق، أرييل شارون، بضرورة التخلص من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ولكن في مقابلاته أمس قال إن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على أساس حدود ما قبل حرب 1967.

وأضاف موفاز: «من غير الممكن أن ننسحب إلى حدود 1967، فهناك عشرات المستوطنات وهناك 300 ألف مستوطن، ولا يعقل أن نتجاهلهم. لذلك أنا أدعو إلى الانسحاب لحدود تضمن بقاء الكتل الاستيطانية اليهودية القائمة غربي جدار الفصل، ضمن حدود إسرائيل ومعها الكتل الاستيطانية في منطقة أرئيل المقامة على بعد 17 كيلومترا من الخط الأخضر. ولكن مقابل هذه الأراضي نقدم للدولة الفلسطينية أراضي بنفس المساحة أو ما يعادلها من مناطق أخرى من إسرائيل 1948.

وعاد موفاز ليؤكد انه لا يرى مشكلة في أن يفاوض حركة حماس على مبادرته هذه إذا فازت في الانتخابات الفلسطينية القادمة، علما بأن الناطقين بلسان حماس كانوا قد تحدثوا بالإيجاب عن هذه المبادرة.

وقال إن «هذه الحركة لا تعود حركة حماس التي نبغضها، في حالة قبولها التفاوض معنا على هذه المبادرة. ولذلك، فإنها تصبح صالحة للتفاوض».

يشار إلى أن موفاز، رغم أنه الرجل الثاني في حزب «كديما»، لم يشاور حزبه ولا رئيسة الحزب، تسيبي ليفني، في هذه المبادرة.

وسيتم البحث فيها لأول مرة في مؤسسات الحزب بعد غد، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية. وقال انه تشاور حول المبادرة مع رئيس الدولة، شيمعون بيريس، ووزير الجيش، إيهود باراك، وعدد آخر من الوزراء في حكومة نتنياهو ونواب الائتلاف والمعارضة والخبراء السياسيين والعسكريين وانه لقي منهم تشجيعا كبيرا. بيد أن رفاقه في «كديما» راحوا يسخرون من المبادرة.

ونقل على لسان تسيبي لفني قولها إنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني من يؤيد هذه المبادرة سوى حماس، «وهي حركة الإرهاب التي صرفنا جهودا جنونية حتى نقنع العالم بضرورة عزلها، وعندما نجحنا في ذلك يأتي موفاز ليقترح إعادتها إلى قلب الأحداث»، على حد قولها.