خبر يوجد شريك في الشمال.. هآرتس

الساعة 11:52 ص|15 نوفمبر 2009

بقلم: اسرة التحرير

الرئيس السوري بشار الاسد، يقترح على اسرائيل استئناف محادثات السلام التي دارت بوساطة تركية وتوقفت في السنة الماضية. في زيارته اول امس الى باريس لدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد يومين من زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هناك، دعا الاسد الى اعادة تفعيل طواقم المفاوضات. رسالة الاسد عن رغبته في السلام مع اسرائيل ثابتة، والزعيم السوري كررها في الاشهر الاخيرة على مسمع من سياسيين وشخصيات من الغرب.

في اتفاق سلام مع سوريا تكمن فضائل استراتيجية هامة لاسرائيل. خطر الحرب سيقل، اذا ما حل محل التأهب المتوتر على جانبي "الستار الحديدي" في الجولان ترتيبات امنية مستقرة مع اسناد دولي. وستحظى اسرائيل بحدود معترف بها مع جارة اخرى لها. التحالف الذي تقوده ايران ضد اسرائيل سيضعف ويهزل، حين تنتقل سوريا الى معسكر المؤيد للغرب. حزب الله سيكبح جماحه ولبنان سيتمكن من الانضمام الى دائرة السلام في اعقاب السوريين. من يرغب في ان تصدأ صواريخ حسن نصر الله في المخازن، عليه ان يحقق تسوية مع الاسد.

جهاز الامن يؤيد استئناف القناة السورية. رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي، قال في الشهر الماضي انه " لاحاجة لليأس من الاسد" ، ولاسرائيل مصلحة استراتيجية في قطع سوريا عن المحور المتطرف الذي تقوده ايران، كما افاد باراك رابيد في "هآرتس". اشكنازي يقدر بأن الاسد كفيل بأن ينضم الى المعسكر المعتدل في المنطقة. وزير الدفاع ايهود باراك، يقول انه "لا ينبغي الاستخفاف باشارات السلام التي تصل من ناحية سوريا". موقف اشكنازي وباراك يدل على انهم  يقدران الفضائل الامنية الكامنة في التسوية مع سوريا.

صيغة التسوية معروفة من المحادثات التي ادارها مع سوريا 6 رؤساء وزراء اسرائيليين، بينهم نتنياهو وباراك في الـ 18 سنة الاخيرة: انسحاب اسرائيلي من كل هضبة الجولان مقابل ترتيبات امن وتطبيع في العلاقات، في ظل ايجاد حل ابداعي للخلاف على مكان الحدود. كما انه لا خلاف في قدرة الاسد ونظامه على تنفيذ الاتفاق المتحقق.

على نتنياهو ان يستجيب للفرصة العائدة التي يقترحها الاسد. وبدلا من ان يعرب عن استعداده للمفاوضات بدون "شروط مسبقة" دون ان يتعهد للجميع، على رئيس الوزراء ان يقطع كل الطريق لاتفاق يحسن الوضع الاستراتيجي لاسرائيل. يوجد له شريك في دمشق.