خبر نهاية العالم، يسارا.. يديعوت

الساعة 11:50 ص|15 نوفمبر 2009

بقلم: باروخ ليشم

قبيل انتخابات 1996 أعد الفريق الاستراتيجي لحزب العمل وثيقة تحمل عنوان: "الصورة المرغوب فيها لبيرس – حازم، قيادي، وطني". والشعار الذي اختبر كان: "اسرائيل قوية مع بيرس". افنير برئيل، مدير الحملة، شرح: "استنادا الى الاستطلاعات فهمنا أن نتنياهو يعتبر أقوى في مواضيع الامن وحاولنا ان نبرز هذا الجانب لدى بيرس". اما نتنياهو فردا على ذلك، قرر تعزيز صورته كرجل سلام. والشعار الذي اختير: "نتنياهو، نصنع سلاما آمنا". ايال اراد، الاستراتيجي لديه، شرح: "نتنياهو لم يكن على الاطلاق في ساحة السلام. رويدا رويدا ادخلناه اليها".

شاؤول موفاز نفذ ذات المناورة في صورته تماما الاسبوع الماضي، عندما أعلن عن خطته السياسية. اغلب الظن فهم، مثلما تصرف ايضا شارون في حملته الانتخابية في 2003 بانه من أجل نيل رئاسة الوزراء ينبغي السير حتى نهاية العالم، يسارا.

سؤال جيد هو لماذا قرر موفاز بدء حملته لرئاسة الوزراء قبل أكثر من ثلاث سنوات من الانتخاب. فهل يقدر بان استقالة ابو مازن، الشرخ مع الولايات المتحدة وامكانية أن ينشق حزب العمل، ستقصر ايام هذه الحكومة؟ مهما يكن من أمر فانه يجبر اللاعبين المركزيين في الساحة السياسة على انعاش ادواتهم القديمة في الحملات الانتخابية. فما هو وضع صورة موفاز، لفني، باراك ونتنياهو قبيل التطورات السياسية الخارجية والداخلية المحتملة؟

موفاز، الذي بدأ هجوم سلام مع الفلسطينيين، شرع ايضا بهجوم حرب مع تسيبي لفني على رئاسة الحزب. مشكلته هي انه رغم كونه قديما في الساحة السياسية، فانه لم ينجح حتى الان في بلورة ما يصفه باحثو الاعلام بانه "صورة جميلة في المسرح السياسي – التلفزيوني". وهذه هي ذات القيمة المضافة التي تخلق حول السياسي توقعا وانفعالا، ينبعان من البث الاعلامي لشخصيته وليس لعمله. خطته السياسية حظيت بتأييد جماهيري واسع، حسب استطلاع نهاية الاسبوع. مشكلته هي ان باقي السياسيين في المنافسة كفيلون بان يتبنوا هذه الخطة، الامر الذي قد يتركه دون مكانة مميزة.

تسيبي لفني لا تزال لا تعتبر قصة نجاح كزعيمة للمعارضة. من الصعب ان نتذكر فكرة أو خطاب ما ترك أثره في هذه الفترة. كديما لا يفقد مقاعد في الاستطلاعات ولكن كتلة اليسار انكمشت. الحملة ضد موفاز ستسرع هذه المسيرة. لفني بحاجة الى أن تحصل على هويتها سياسية وطنية، سياسية تعلن لنتنياهو وباراك بانها تعطيهما شبكة أمان لكل مسيرة سياسية ذات أهمية. اذا لم يسقطوا في هذه الشبكة فانهم سيسقطون عليها.

ايهود باراك يعيش على زمن مستقطع، "شهرين – ثلاثة اشهر" منحها اياه النائب دانييل بن سيمون لخطوة سياسية، قبل أن ينسحب مع متمردي العمل. باراك، الذي يدعي بانه جلس في مقدمة المنصة في جامعة بار ايلان وهمس لنتنياهو بخطابه، ملزم بان يتحول من الهامس للجياد الى ضارب السوط للجياد. وكاشتراكي قديم فانه يعرف القول القائل: ماذا يوجد للعامل ما يخسره غير قيده. ماذا يوجد لباراك ان يخسره غير كراهية اعضاء حزبه؟

بنيامين نتنياهو يرتكب ظاهرا كل الاخطاء في ولايته السابقة: احابيل اعلامية بدلا من افعال، التذبذب بين الضريبة على الخضار وبين الغائها، بين ضريبة الجفاف والغائها. ولكن العجب هو أنه يزدهر في الاستطلاعات. فهل هذا هو شعره المبيض؟ اللغة المنضبطة تجاه خصومه؟ هزال السياسيين المهددين لمكانته؟ يبدو أن ائتلافه المستقر يسمح له بان يطلق كل الكرات في الهواء. وعندما يحتاج الى أن يقرر بين خطابات السلام وافعال السلام، ستبدأ هذه الكرات بالسقوط الواحد تلو الاخرى.