خبر شروط نزاع.. هآرتس

الساعة 11:20 ص|15 نوفمبر 2009

بقلم: تسفي بارئيل

الى قائمة الاختراعات التي توقف المفاوضات اضيفت مؤخرا حيلة ذكية تعرف باسمها التجاري: "بدون شروط مسبقة". البشرى الجديدة لبنيامين نتنياهو هي انه مستعد لادارة المفاوضات مع بشار الاسد بدون شروط مسبقة، وكذلك مع محمود عباس.

يبدو جيدا. اخيرا يوجد اختراق. ولكن لحظة، بدون شروط مسبقة ممن؟ من اسرائيل ام من سوريا؟ من نتنياهو ام من عباس؟ هل اسرائيل مستعدة لان تتنازل عن الشرط الاساس الذي طرحته وبموجبه على سوريا ان تنقطع عن ايران وان تتوقف عن دعم حزب الله؟ والاهم من ذلك، "هل بدون شروط مسبقة" معناها بدء كل الجولة من البداية؟ وان كل ما اتفق عليه حتى الان مع السوريين غال، وان "وديعة رابين" وتلك الـ "80 في المائة التي اتفق عليها"، كما درج الاسد على الاعلان، لن تعتبر كنقطة منطلق؟ كل هذه تشطب والمباحثات تبدأ من الصفر؟ هل الاعلان عن "بدون شروط مسبقة" هو غطاء لطلب اسرائيلي من عباس التخلي عن الشرط لوقف البناء في المستوطنات كأساس لبدء المفاوضات؟

جوارير نتنياهو، الاسد وعباس مليئة بالوثائق المصفرة التي تروي قصة المفاوضات، الاتفاقات، التفاهمات، الـ "لا ورق" تدوير الزوايا التي حققوها في اللقاءات العلنية والسرية وعشرات الوسطاء الذين قاموا "بجولة" في النزاع. مراجعة متجددة لبعض منها من شأنها ان تثير الدوار لدى كل مراقب حسابات. من 60 في المائة التي يقترحها الان شاؤول موفاز للدولة الفلسطينية، عبر الـ 98 في المائة التي اقترحها ايهود باراك على ياسر عرفات او الـ 99 في المائة التي اقترحها ايهود اولمرت على عباس. هذه الرياضيات لم تثمر حتى الان شيئا، اذ مقابل النسب المئوية الصورية هذه صبت على الارض معطيات من الاسمنت. مستوطنات، مصادرة اراضي، طرق التفافية وباقي الالغام. في هذا الوضع ليس سهلا مطالبة عباس "هيا نبدأ المفاوضات بدون شروط مسبقة"، وعندما يرفض عباس التخلي عن الشرط الوحيد الكفيل بأن يمنحه مكانة مساوية مع اللاشريك الاسرائيلي، يصبح هو الرافض للمفاوضات.

الاتفاقات مع سوريا علقت الى هذا الحد او ذاك في المكان الذي توقفت عنده في العام 1996. قمة كلينتون، باراك وفاروق الشرع في كانون الاول 1999 ، ومحادثات شيبردستاون في بداية 2000 لم تحدث انعطافة، والوساطة التركية التي اوصلت اولمرت تقريبا حتى اذن الاسد، في بيت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، لم تستأنف. المفاوضات دفعت ثمن الحرد التركي – الاسرائيلي. الدعوات المتكررة من الاسد لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل رد عليها بحركة استخفاف اسرائيلية، قال ان كل ما يهمه هو تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. موقف رئيس الاركان غابي اشكنازي، والقاضي بان الاسد يمكنه ان ينضم الى معسكر المعتدلين واعتقاد باراك القاضي بأن "لا يجب تجاهل اشارات السلام السورية" لا يزال ليس فيها من ناحية نتنياهو ما يحرك الخطوة. فهو منشغل بـ "الشروط المسبقة". هل سيوافق على وساطة خارجية ام يصر على مفاوضات مباشرة، هل يتنازل عن الشرط المتعلق بالعلاقات السورية مع ايران وحزب الله، ام يتناول العلاقات الاسرائيلية السورية كقناة منفصلة؟ واذا كان لا بد من الوساطة فهل "يمنحها" لفرنسا ام يعود لتركيا؟ للعلاقات العامة في المفاوضات توجد في نظره حياة مستقلة. فهي "الشرط المسبق" الذي يمكن عليه ايضا ادارة معركة النصر والهزيمة حتى قبل ان تعقد اي مفاوضات.

هكذا يؤخذ الانطباع بأن اسرائيل تقدم تنازلا هائلا حين تعلن بأنها لا تطرح شروطا مسبقة، وكأنها تحمي نفسها بسترة واقية ما يفترض ان تحميها من محادثين شريرين.

اذا كان نتنياهو يقصد بجدية استئناف المفاوضات مع سورية ومع عباس، فهو يعرف بالضبط ما ينغبي له ان يفعله. اولا، عليه ان يكف عن التلويح بـ "بدون شروط مسبقة". عليه ان يعلن بان كل ما وافقت عليه الحكومات الاسرائيلية السابقة مقبول عليه دون شروط. بأن التجميد المؤقت ولكن المطلق للبناء في المستوطنات مقبول عليه ايضا اذا ما اظهرت واشنطن تفهما لاحتياجاته، المفاوضات هي مع الفلسطينيين وليس مع اوباما، وهم الذين ينبغي لهم ان يهزوا رؤوسهم. عليه ان يعلن، مثلما فعل الاسد في حينه، بأنه يفهم ما هو ثمن السلام في الجولان وهو مستعد لان يدفعه. كل ما تبقى هو مفاوضات. نتنياهو لا حاجة له لان يفتح صفحة تاريخية جديدة، بل ان يكون فقط سياسيا. هذا هو الشرط المسبق الجدير الوحيد.