خبر سيدة فلسطينية لم تر ولديها الأسيرين منذ 16 عاماً وتخشى الرحيل قبل احتضانهما

الساعة 09:03 ص|13 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

مع بزوغ شمس يوم جديد تبدأ مسيرة متجددة من الألم والحزن والمعاناة للحاجة الفلسطينية نجاح مرتجي (64 عاماً)، التي حرمها الاحتلال والمرض من زيارة نجليها المعتقلين في سجون الاحتلال فادي (34 عاماً) وسمير (39 عاماً)، الذي لم تزره أو تسمع صوته عبر الهاتف منذ لحظة اعتقاله قبل 16 عاماً.

 

وتخشى الأم وفاتها قبل أن تحتضنه بين يديها أو أن تكتحل عينيها برؤيته بعد طول انتظار، وهي تعتقد أن شفائها من أمراضها التي تعاني منها لن يكون إلا برؤيتهما ينعمان بالحرية، ويسيران أمامها من دون قيد أو سجان.

 

وقالت لـ: "أكثر ما أخشاه أن أفارق الحياة من دون احتضانهما أو سماع صوتهما، فوالله إنني أشعر بالمرارة التي لا يمكن وصفها بالكلمات".

 

وتساءلت: "لتتخيل أي أم في العالم أنها لم ترى ابنها مدة 16 عاماً، كيف سيكون شعورها؟ وهل تستطيع النوم أو الراحة؟ وتجيب هي بنفسها: "لا والله منذ اعتقاله لم أذق طعم الراحة أو الفرحة حتى عندما تزوج أخيه، أو بمرور الأعياد عام بعد آخر".

 

وكان الأسير سمير حسين مرتجى اعتقل بعد شهر من زواجه في 29 تشرين الاول (أكتوبر) 1993 بتهمة الانتماء لحركة "حماس"، وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً قضي منها 16 عاماً متنقلاً بين سجون الاحتلال المتعددة "غزة المركزي وعسقلان المجدل والنقب"، حتى انتهى به الحال في سجن نفحة الصحراوي.

 

وقطعت الأم الحزينة حديثها أكثر من مرة وهي تحاول كفكفة دموعها، وقالت وهي تتحسس بعض من ملابس ابنيها: "كلما زارتنا زوجته التي لم تكمل شهرها الأول معه أتذكر مأساة سمير، وعندما اتصل بأولاد فادي في بيت لحم أشعر أننا نعيش نكبة يبدو أنها لن تنتهي، فاثنين من أبنائي في سجون الاحتلال الظالم". وأضافت: "أشعر بالغربة والعزلة وحزن لا يغادرني رغم محاولات الجميع التخفيف عني، ولكن لا أحد يمكنه إيقاف دموعي سوى الإفراج عنهما".

 

ودعت الأم جميع القوى والفصائل الفلسطينية ليكونوا على قدر المسؤولية وينظروا إلى أوضاع الأسرى، "فنحن خارج السجون ونعاني من جبروت الاحتلال، فكيف يكون حالهم في المعتقلات؟". وقالت: "نسمع شعارات كثيرة وآمال كبيرة، لكن الجميع ينتظر الأفعال في الإفراج عن هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بسني عمرهم من أجلنا جميعاً".

 

وتحمل الأم صورتي نجليها وتقبلهما، قبل أن تدخل في موجة جديدة من البكاء والحزن الذي يخيم على هذا المنزل الفلسطيني مثل آلاف المنازل الحزينة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ليواصل شقيق الأسيرين ناصر مرتجي حديثه قائلاً: "توفى أبي قبل أكثر من عام ولم ير شقيقي سمير، كما أنه لم يعلم باعتقال فادي ونفس الحال كان مع أمي التي لم تعرف باعتقاله إلا منذ فترة وجيزة".

 

والأسير فادي هو شقيق سمير، وكانت سلطات الاحتلال اعتقلته في 7 شباط (فبراير) 2003 من مدينة بيت لحم بتهمة الانتماء لحركة " فتح "، وصدر في حقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 16 عاماً أمضى منها قرابة 7 سنوات، وهو موجود في نفس سجن شقيقه سمير ولكن في قسم آخر، وقد تمكن من الحصول على شهادة الثانوية العامة في السجن، ويدرس العلوم السياسية في الجامعة المفتوحة.

 

وتابع شقيق الأسيرين: "آمالنا كبيرة على صفقة التبادل بأن يفرج عن شقيقي، عل الفرحة والأمل يعودان إلى البين من جديد، لنرى أمي وقد استطاعت الوقوف على قدميها، بعدما فقدت قدرتها على ذلك حزناً علة اعتقال أخي قبل 16 عاماً".

 

وإلى حين حرية شقيقيه، فإن ناصر يأمل أن يلتقي أخويه من جديد داخل السجن بعد أن فرقهما الاحتلال في أقسام مختلفة بناء على الانتماء السياسي، خصوصاً بعد الانقسام الذي استغلته إدارة السجن لتحقيق مزيد من الفصل بين الأسرى الفلسطينيين.

 

يذكر أن زوجة سمير التي لم تمض سوى شهر واحد معه، مازالت في انتظاره على أمل الإفراج القريب والعودة إلى منزل العائلة، في صورة إصرار متكرر على الوقوف إلى جانب الأسرى من قبل الكثير من الزوجات الفلسطينيات.