خبر اليمين الإسرائيلي المتطرف يهاجم السفارة الأميركية

الساعة 07:28 ص|13 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

خرج قادة اليمين المتطرف في إسرائيل بحملة تصريحات هجومية ضد الولايات المتحدة وعدد من رموزها، بسبب تدخل السفارة الأميركية في تل أبيب في مناقشات الكنيست الإسرائيلي. وأرفقت هذه الحملة بشتائم وإهانات. وجاء هذا الهجوم، على أثر خلاف يدور في الكنيست حول طلب أحد النواب إجراء مناقشة حول تراث الحاخام مئير كاهانا، زعيم حركة «كاخ» العنصرية الفاشية في إسرائيل، الذي بناها على مبدأ أن «أرض إسرائيل (أي فلسطين) هي لليهود فقط» ويضع خطة لتجنيد الأموال الكافية لدفعها إلى كل عائلة عربية في إسرائيل وسائر الأرض الفلسطينية مقابل موافقتها على الهجرة. يذكر أن كاهانا هذا قتل في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1990 على يد شاب مصري، أميركي، بينما كان يهم بالخروج من قاعة محاضرات في مدينة نيويورك مسقط رأسه. ولكن حركته استمرت في النشاط حتى بعد غيابه، إلى أن تم إخراجها عن القانون وحظر نشاطها، باعتبارها حركة عنصرية تدعو إلى التحريض على العرب وعلى قوى اليسار اليهودي. ويعتبر بن يائير أحد تلاميذ كاهانا. وقد طلب تنظيم جلسة خاصة حول تراث معلمه تخليدا للذكرى. ونشرت الصحف أن رئيس الكنيست رؤوفين رفلين، وهو من حزب الليكود، متلبك في ما إذا كان عليه أن يعطي منصة للنائب ميخائيل بن آري من حزب شاس للمتدينين الشرقيين، أم لا. وتلقى رفلين تلك الرسالة من السفارة، وفيها تسأل: «هل صحيح ما سمعناه أنك تفكر في تخصيص جلسة برلمانية لتراث الإرهابي كاهانا؟». واحتوى النص جملة غير عادية يقول فيها صاحبها: «نرجو أن ترد علينا في مدة لا تزيد عن بعد ظهر اليوم إذا ما كنت تنوي طرح الموضوع أم لا».

ورد رفلين برسالة مقابلة، بعدما تلقى تأكيدا أن الرسالة وصلت فعلا من السفارة. فكتب يقول: «لقد طرح اقتراح كهذا، ولكنني رفضته وأبلغت صاحبه رفضي، قبل أن تصلني رسالتكم الشاذة وغير العادية. وقد رفضته لأنني أرى فيه محاولة استفزازية، هدفها إدخال حركة كاهانا من الشباك».

وباكتشاف الرسالة والجواب عليها، الذي أطلق أيضا عبر تلك الشاشة الإلكترونية، راح قادة اليمين المتطرف يديرون حملة تحريض دامية على ما سموه الخضوع للإملاءات الأميركية. وهاجموا رفلين أيضا واتهموه بالخوف والتراجع. وعندما تسرب إلى وسائل الإعلام نبأ يقول إن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل هو الذي يقف وراء الرسالة، قال النائب بن آري في بيان صحافي له وزع أمس: «أنا مواطن إسرائيلي وقد انتخبت من الجمهور الإسرائيلي في دولة إسرائيل المستقلة. وميتشل تدخل تدخلا فظا في قضية إسرائيلية داخلية.. وتدخله هذا يعتبر تجاوزا للحدود الحمراء». وهاجم بن آري أيضا النائب رفلين قائلا إنه «يجعل من البرلمان الإسرائيلي ممسحة».

وقال النائب أريه الداد، وهو أيضا من اليمين المتطرف، إن التصرف الأميركي أكثر من وقح والرضوخ الإسرائيلي أكثر من مهين.

يذكر أن السفارة الأميركية في تل أبيب رفضت منح عضو الكنيست بن آري تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، حيث كان مقررا أن يسافر إليها أمس في جولة سياسية. ولم تعلل ذلك كونه متطرفا، بل عللته بالقول إن ملفه يحتوي على عدة تهم واعتقالات. والولايات المتحدة لا تسمح لذوي السوابق أن يدخلوها.