خبر الجلبة القادمة اصبحت على الباب.. اسرائيل اليوم

الساعة 02:24 م|12 نوفمبر 2009

بقلم: يعقوب احيمئير

في المجال المظلم لكراهية اسرائيل والنقد الدولي للدولة، قد تنشىء جامعة مهمة في النرويج، هي جامعة تروندهايم، وهي الثانية في الكبر هناك، ان تنشىء سابقة: اذا قرر ربابين الجامعة في يوم الخميس اعلان قطيعة اكاديمية مع كل نظام التعليم العالي في اسرائيل. اذا اجيز اقتراح القرار، الذي اثير بمبادرة عميد الجامعة النرويجية، فستكون هذه اول مرة تخطو فيها جامعة في اوروبا خطوة كهذه ليست ذات طابع تصريحي بل عملي.

اجل كانت بريطانيا "رائدة" لمبادرات القطيعة مع نظام التعليم العالي في اسرائيل، لكن المبادرات لم تتحقق فقد كانت كما قيل آنفا ذات طابع تصريحي وتلاشت.

لكن كراهية دوائر اكاديمية تشارك في الهجوم على اسرائيل لم تتلاش. الهدف الرئيس هو تقويض شرعية دولة اسرائيل. والعلة حاضرة معلومة: سياسة اسرائيل في المواجهة مع الفلسطينيين. ليس عجيبا ان تخرج من النرويج خاصة بعد فشل المبادرات البريطانية، مبادرة كهذه، برغم الصورة المستنيرة الليبرالية لهذه الدولة.

"هذه الدولة، اي النرويج، هي ناشرة فكرة انها دولة نزيهة وانسانية تساعد العالم"، يقول لنا الدكتور مانفريد غرانستفيلد، رئيس المركز المقدسي للشؤون العامة وشؤون الدولة. بيد انه كما يقول لا يفحص فحصا عميقا ما يتم في هذه الدولة من جهة المزاج العام، وهكذا ألبست هذه الصورة المطرية.

ان كتاب غرانستفيلد، الذي يهشم صورة النرويج المطرية، يوشك ان يصدر بعد وقت قصير في النرويج باللغة النرويجية. الكتاب "من وراء القناع النوردي: الدول النوردية، اسرائيل واليهود"، صدر باللغة الانجليزية. لا يوفر غرانستفيلد القابا مخيفة لوصف الفرق بين الصورة التي علقت بالنرويج وبين الواقع. "هذه دولة ذات حكومة معوجة وذات قيم معوجة"، يقول. "النخبة الصغيرة هناك – التي تسمي نفسها "تقدمية" – مكونة من جبناء ومزيفين".

اذن كيف نشأت هذه الصورة المطرية للنرويج؟ يؤكد غرانستفيلد انه قد كانت في النرويج "اعمال طلائعية" في مجال معاداة السامية قبل سنين كثيرة، وان وسائل الاعلام النرويجية تبث صورة احادية الجانب. وماذا عن الجمهور اليهودي في هذه الدولة؟ "في نظري، وظيفة الجماعة اليهودية هناك هي تبييض معاداة السامية" يقول، ويمتدح في مقابلة ذلك اداء سفارة اسرائيل في اوسلو في هذه الظروف الصعبة.

وقد يكون كل شيء ينضم الى القرار الغريب للجنة جائزة نوبل للسلام، القرار الذي عبر كثير عن دهشة وانتقاد له، وهو منح الرئيس اوباما الجائزة قبل ان يحقق رؤياه من اجل السلام في العالم.

على ذلك ليس مفاجئا في نظر غرانستفيلد ان جامعة المدينة الثانية في كبرها في النرويج هي التي ستبحث فرض قطيعة على اسرائيل. ان المبادر الى القطيعة قد بادر ايضا الى سلسلة من ست محاضرات تتصل باسرائيل. كان احد المحاضرين الذين دعوا للمحاضرة هو الدكتور ايلان بابيه، المعروف بانتقاده لاسرائيل. وسائر المحاضرين يشبهونه في تصوراتهم.

يستحسن ان نذكر ان دوائر يهودية في اوروبا والولايات المتحدة بدأت تعمل في مواجهة مبادرة قطيعة ربابين جامعة تروندهايم. وكذلك يعملون في اسرائيل.

ارسل عميد جامعة حيفا، البروفيسور يوسي بن آرتسي احتجاجا الى نظيره العميد النرويجي لمنع اجازة القرار. يقترح بن آرتسي عدم الاستهانة بمبادرة القطيعة مع اسرائيل: "ولدت المبادرة بالخطيئة، والدوائر التي يؤيد مبادرة القطيعة تبحث عن الثقب في السد التي سيندفع الماء المشابه منه. اذا اجيز القرار في جامعة تروندهايم فستغرق الموجة العكرة من اسكندنافية جامعات اخرى في اوروبا ايضا. وعلى ذلك ينبغي قتل اقتراح القرار هناك من الفور لئلا يصبح سابقة". وفي مقابلة ذلك ينبغي ان نضيف ان وزيرة التربية النرويجية، تورا اسلند، اعلنت بأنها تعارض قرار القطيعة، وحذرت من ان قرارا كهذا سيكون مخالفا للقانون. الايجابات في يوم الخميس.