خبر نحن نريده في البيت.. يديعوت

الساعة 12:30 م|12 نوفمبر 2009

بقلم: ارييلا رينغل هوفمان

"نحن، الذين نعرف شيئا ما عن الثكل، وجدنا من الصواب ان نطلب تحرير مخططي العمليات من أجل انقاذ جلعاد شليت"، كتبت أمس لرئيس الوزراء بضع امهات ثكلوات، بينهن رونا رامون، "نحن نريده في البيت"، كتبن، و "نريده الان".

 

الرسالة، كما هو متوقع، اثارت الكثير جدا من الصدى، اطلقت العنان لسلسلة لا تنتهي من المعقبين، في ظل التطرق، وكيف لا، لانضمام رونا رامون الى الكفاح. الى جانب أولئك الذين شدوا على يدها، كان هناك من احتجوا على ذلك. "سبق ان كنا في هذا الفيلم"، كتب هناك، "بسبب الامهام هربنا من لبنان"، كتب آخر، وأحد ما ايضا أجرى حسابا لعدد المخربين الذين تحرروا، وكم منهم عاد الى الاعمال العدائية، كم اسرائيليا سيقتلون في اعقاب ذلك. "ليس من حق اولئك الامهات ان يكتبن لرئيس الوزراء"، "بل امهات القتلى المتوقعين"، وكأن احدا ما يمكنه على الاطلاق أن يعرف من هن، وفتح المجال لبحث محتم في مسألة من يحق له أن يعرب عن رأيه في هذا الشأن.

 

غير أن هذه المسألة، مهما كانت مشوقة، لم تعد منذ زمن بعيد ذات صلة، تماما مثل المسألة، القاطعة والحادة لدى قسم من المتباحثين: هل لصوت رونا رامون وزن أكبر.

 

هذه المسألة، مهما كانت مفهومة في الظروف القائمة، تجر البحث الى مواقع لا داعي لها. فقد سبق لنا ان كنا هناك، وعدنا من هناك – تعبين ومستنزفين – دون ان ننجح في أن نشخص الصوت الوحيد المقرر، الصوت الوحيد الكامل، النظيف، الذي يمكن الاعتماد عليه.

 

بعد 1.200 يوما ونيف من الكفاح لاعادة جلعاد شليت، بتنا نعرف بان كل صوت هو صوت مشروع، ولكل صوت وزن متساوٍ. وان ليس لنا سبيل للاحصاء او الوزن او الاختيار لاي من هذه الاصوات بانه الصوت المتزن، وما هو الصوت النوعي ومتى يصبح هذا الصوت او غيره ذا مغزى.

 

ما لدينا هو أمهات ثكلوات تعرفن شيئا او شبه شيء عن الموت، أمهات قتل ابناءهن في عمليات فظيعة منفذوها تظهر اسماؤهم في قائمة السجناء الذي تطالب حماس بتحريرهم، ومواطنين، قائمة طويلة جدا من المواطنين، كل واحد منهم من شأنه أن يكون ضحية مستقبلية لارهاب لا ينتهي. وعليه، فان البحث في شرعية كاتبي الرسائل، المتظاهرين، المؤيدين والمعارضين هو بحث عقيم لا يسير الى أي مكان، وحتى اذا واصل الخطاب الاسرائيلي وخلق كل الوقت ضجيجا حول الموضوع.

 

وعليه، فان الجواب على السؤال هل رونا رامون كان ينبغي لها ان تعطي صوتها لهذا الكفاح هو: نعم، اذا كانت تؤمن بان هذا ما ينبغي أن يحصل.

 

لقضية شليت، مثل المعاضل الامنية الاخرى التي تميز حاضر حياتنا في العقود الاخيرة، لا يوجد حل مسجل، ولا يوجد نموذج يمكن التمسك به. الظروف، من شبه اليقين لن تتغير، والزمن لن يجد حلا من حيث العدم، واصحاب القرار عليهم أن يقدموا الجواب. وجه جلعاد شليت الشاحب، يداه الهزيلتان، التشويه الذي نال فجأة وجهه في شبه ابتسامة، الصوت المكبوت الذي قرأ فيه النص الذي أملي عليه، لا يمكن محوه من الوعي العام، وهذا لن ينتهي الى أن يعود