خبر عريقات: عباس توصل لقناعة باستحالة اقامة دولة فلسطينية بعد فشل المفاوضات لمدة 18 عاماً

الساعة 04:33 م|11 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم: أ.ف.ب

اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات اليوم الأربعاء بفشل 18 عاما من المفاوضات مع إسرائيل، مؤكدا أن رئيس السلطة محمود عباس توصل إلى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وقال عريقات في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية: " لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني أننا لم نستطع أن نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما".

وتابع "لقد وصلنا إلى قناعة أن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 1967".

وأكد عريقات الذي شارك في المفاوضات مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، أن الرئيس عباس "وصل إلى قناعه والى لحظة الحقيقة أن لا دولة فلسطينية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".

وأضاف "اعتقد أن الرئيس عباس وصل إلى لحظة الحقيقة التي تقول أن إسرائيل لا تريد حلا ولا عملية سياسية تقود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وكان الرئيس عباس أعلن الخميس انه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات العامة المقررة في 24 كانون الثاني/يناير بسبب تعثر عملية السلام.

وقال عريقات ان عباس "يريد وضع النقاط على الحروف ولذلك اعتقد انه يعتبر ان منصب الرئاسة لم يستحدث من اجل شخص وانما من اجل دولة لها رئيس".

وتابع "لقد حاولنا خلال ثمانية عشر عاما من المفاوضات بكل جهد ممكن التوصل الى حل الدولتين لكن اسرائيل كانت دائما تضع العقبات ولا زالت تمنع الوصول الى هذا الحل".

واشار الى ان الرئيس عباس كرس حياته "لتحقيق الامن والسلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبنا لكن اسرائيل هي السبب في فشل كل هذه الجهود".

واضاف "الان وبعد ثمانية عشر عاما لا زلنا نتحدث عن وقف الاستيطان ووقف هدم المنازل في القدس ووقف مصادرة الاراضي واسرائيل ممعنة في كل هذه الاجراءات التي تجعل الوصول الى تسوية وحل غير ممكن".

ووصف عريقات الرئيس عباس ب "القائد الاكثر اعتدالا في العالم" الا ان اسرائيل "لا تريد السلام ولا تريد الاعتدال بل تريد التطرف والاستيطان والاحتلال".

وقال ان السلطة الفلسطينية تاسست عام 1994 "كحل مرحلي للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة لكن اسرائيل حتى الان هي التي تقرر من يدخل ومن يخرج وتواصل اجراءاتها وكانه لا توجد عملية سلام".

واعتبر عريقات ان "كل الممارسات والاجراءات الاسرائيلية تدل ان اسرائيل لا تبحث الا عن اطالة عمر الاحتلال".

وتابع "لكننا لم ندخل عملية السلام الا لهدف اقامة دولتنا وهنا التناقض بين المشروعين ولذلك لن نعود للمفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وتحدد حدود الدولة الفلسطينية وحتى هذا اشك ان ابو مازن يقبل به الان للعودة للمفاوضات بل يجب ان يكون هنالك تحرك دولي غير مسبوق في الضغط على اسرائيل لان الامور وصلت الى مرحلة لا يمكن لها العودة الى الوراء".

وشدد ان القيادة الفلسطينية "ستصبر ولن تتراجع عن مطالبها حتى تتحقق هذه المطالب التي اعلن عنها الرئيس عباس وان تتحقق الاسس الثمانية التي طالب ان تتم".

وكان الرئيس عباس حدد خلال خطابه الذي اعلن فيه انه لن يترشح لولاية ثانية ثماني نقاط اساسية من اجل مواصلة المفاوضات اهمها "قرارات الامم المتحدة بشأن الصراع، وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، ورؤية حل الدولتين" وان تستند الحدود الى "الوضع الذي كان سائدا ما قبل الرابع من حزيران/يونيو 1967" وان تكون "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة".

كما كشف عريقات خلال المقابلة عن "اتصالات مع الادارة الامريكية التي تطالب ان ندخل المفاوضات مقابل تعهد منها بتحقيق الدولة خلال سنتين".

وتابع "لكننا نعتبر ان هذا المطلب لن يحقق لنا اقامة دولتنا وخاصة ما دام الاستيطان متواصلا" وتساءل "كيف لهم ان يحققوا ذلك وهم لا يستطيعون وقف الاستيطان بشكل كامل وكيف اذا توصلنا الى حل يمكن ان يضمنوا تحقيقه؟".

وقال ان الرئيس الامريكي باراك اوباما طلب من الرئيس عباس خلال لقائهما في نيويورك في ايلول/سبتمبر الماضي "استئناف المفاوضات لتحقيق دولة خلال سنتين" واضاف "لكن نتنياهو يريد ان تبدا المفاوضات من نقطة الصفر ونحن نريد استئنافها من النقطة التي توقفت عندها".

واختتم حديثه بالقول "ان هذا الاختلاف في المفاهيم حول المفاوضات يدل كم هو الوضع صعب جدا".