خبر موفاز في دور بيلين .. هآرتس

الساعة 02:35 م|11 نوفمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

الوضع السياسي لاسرائيل في الحضيض. المفاوضات مع الفلسطينيين في جمود، ورئيس السلطة الفلسطينية يهدد بالاعتزال. القناة السورية عالقة. رئيس الوزراء بالكاد يستقبل لالقاء في البيت الابيض. تقرير غولدستون يعرض اسرائيل كمجرمة. وفي الخلفية تحتدم المخاطر الاستراتيجية: الاحتلال في المناطق، التآكل الديموغرافي وتسلح ايران، حزب الله وحماس.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعلن عن رغبته وقدرته على تحقيق السلام مع الفلسطينيين، ولكنه يمتنع عن طرح صيغة للتسوية، باستثناء دعوته الى استئناف المفاوضات ومطالباته بتجريد الدولة الفلسطينية واعترافها باسرائيل كدولة يهودية. بتخوفه من هزات سياسية، رد نتنياهو طلب الرئيس الامريكي براك اوباما تجميد الاستيطان. وبدلا من ان يتصدر ويقود، يكتفي رئيس الوزراء بتأييد الجمهور في الاستطلاعات.

زملاء نتنياهو في الساحة السياسية، في الائتلاف وفي المعارضة، امتنعوا مثله عن عرض مبادرة سياسية، بدعوى ممجوجة في انه "لا شريك". الى ان جاء النائب شاؤول موفاز من كديما وعرض هذا الاسبوع خطة لاقامة دولة فلسطينية تستند اراضيها بالتدريج على اساس "معظم اراضي 1967". وزير الدفاع ورئيس الاركان الاسبق واع للمخاطر الامنية والديموغرافية التي تحدق باسرائيل في الوضع الراهن، ويرى حلها في اقامة فلسطيني المستقلة الى جانب اسرائيل واخلاء المستوطنات. وهو يسير مسافة بعيدة عن السياسيين الاخرين، باستعداد للحديث مع حماس.

خطة وزير الدفاع ورئيس الاركان الاسبق غير كاملة الاوصاف. تطبيقها موضع شك ومن الصعب لنا ان نشخص شريكا فلسطينيا يعترف بسيادة اسرائيل على أريئيل ومعاليه ادوميم في بداية المفاوضات، كما يقترح موفاز. ولكن التفاصيل اقل اهمية من مجرد المغادرة التي تتحدى نتنياهو وحكومته وتثير نقاشا جماهيريا. هذا هو الدور الكلاسيكي للمعارضة في النظام الديمقراطي. هكذا فعل يوسي بيلين، حين عرض مبادرة جنيف كصيغة لتحطيم الجمود السياسي في عهد اريئيل شارون.

لقد كانت مبادرة جنيف من العوامل التي حركت اريئيل شارون للاعلان عن فك الارتباط عن غزة. خطة موفاز، بالتداخل مع الضغط الامريكي، يمكنهما ان يلاعبا دورا مشابها في عهد نتنياهو، وان يدفعا رئيس الوزراء الى ان يخرج من الشلل السياسي ويعرض مبادرة عملية وحل النزاع مع الفلسطينيين.