خبر حماس أخطأت بحق عرفات .. رأي القدس العربي

الساعة 09:52 ص|11 نوفمبر 2009

كتب/ القدس العربي

يعيش الفلسطينيون هذه الايام ذكرى مرور خمس سنوات على استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات وهم في حالة من التوهان السياسي، والانقسامات الايديولوجية والمناطقية، وفي ظل هدوء كامل على جبهات المقاومة بأشكالها كافة.

الرئيس عرفات حرص طوال فترة جهاده ضد الاحتلال الاسرائيلي على جمع شمل الفلسطينيين من خلال اقامة مؤسسات راسخة تؤطر جهودهم السياسية والقتالية وتحافظ على هويتهم الوطنية، ومن المؤكد انه سيصاب بحالة من الاكتئاب المزمن لو كان حيا يشاهد الانهيار التدريجي لهذه المؤسسات، وتفاقم الانقسامات بالصورة التي نراها حاليا.

رفض الرئيس عرفات التفريط باي من الثوابت الفلسطينية الاساسية، مثل حق العودة وازالة جميع المستوطنات واقامة دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس هو الذي ادى الى حصاره في مقره لعدة سنوات، واستشهاده مسموما في نهاية المطاف.

الفلسطينيون يفتقدون قائد حركة تحررهم وهم يرون عملية السلام قد انهارت بالكامل بسبب اصرار اسرائيل على المضي قدما في الاستيطان وتهويد القدس، واستباحة المسجد الاقصى فوق الارض وتحتها، وانحياز الادارة الامريكية بالكامل لهذه السياسات الاسرائيلية المتغطرسة.

وما يؤلم اكثر ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' منعت كوادر حركة 'فتح' في قطاع غزة في اليومين الماضيين من اقامة اي تجمع لاحياء الذكرى الخامسة لرحيل هذا القائد الذي كان في آخر ايامه اكثر قربا للحركة من حركة 'فتح' نفسها، حيث تولى دعم خطها الجهادي، وكان على علاقة تحالفية طيبة مع قيادتها، وعلى اتصال شبه دائم مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة 'حماس' في دمشق، وهي الاتصالات التي عجلت باستشهاده الى جانب اسباب اخرى، من ابرزها انشاء فصيل كتائب شهداء الاقصى الذي نفذ العديد من العمليات الفدائية الجريئة ضد الاحتلال، من بينها عمليات مشتركة مع حركة 'حماس' والجهاد الاسلامي.

كنا نتمنى لو ان حركة 'حماس' ترفعت عن خلافاتها مع قيادة السلطة في رام الله، وسمحت بمثل هذه التجمعات، أو قامت هي نفسها بتنظيم مهرجانات احياء الذكرى الخامسة لرحيل هذا الرجل عرفاناً منها بدوره وتاريخه النضالي الطويل، ودفعه حياته ثمناً لعناده في التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

صحيح ان السلطة في رام الله ما زالت تقوم باجراء حملات اعتقال ضد كوادر حركة 'حماس' في مناطقها بالضفة الغربية، ولكن هذا لا يعني ان تقوم حركة 'حماس' بالمعاملة بالمثل، ونحن على ثقة لو ان الرئيس عرفات مازال على قيد الحياة لكان على رأس مهرجانات حركة حماس لاحياء ذكرى زعيمها المؤسس الشهيد احمد ياسين.

حركة 'حماس' اخطأت في رأينا بمنعها مهرجانات احياء ذكرى الشهيد عرفات، مثلما اخطأت في العام الماضي عندما هاجمت المشاركين فيها امام عدسات التلفزة العربية والعالمية. والمأمول ان لا تتمادى في مثل هذا الخطأ مرة ثالثة او رابعة، خاصة في مثل هذا الوقت الذي تستعد فيه لاستئناف مفاوضات المصالحة، وتوقيع الوثيقة المصرية، ويتطلع الشعب الفلسطيني الى انهاء الانقسامات الفلسطينية المؤسفة.