خبر فروانة :« أبو عمار » الأب الروحي للحركة الأسيرة ومحرر العدد الأكبر منهم

الساعة 08:53 ص|11 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

أكد الأسير السابق  الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة  أن الشهيد القائد الرمز " أبو عمار " كان على الدوام يشكل الأب الروحي والقدوة للحركة الوطنية الأسيرة ، ومبعثاً للعزيمة والإصرار وشحذ الهمم وتعزيز الصمود والأمل لديهم ، وكان دائم التواصل معهم والوقوف بجانبهم ، وهو أكثر القادة الفلسطينيين تحريراً للأسرى على مدار التاريخ ، وهو القائد الفلسطيني الأوحد الذي نجح في الجمع ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير الأسرى ، فتمكن من تحرير ما يقارب من سبعة عشر ألف معتقل فلسطيني وعربي من سجون ومعتقلات  الاحتلال الإسرائيلي.

 وقال فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " منح قضية الأسرى منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة جل اهتمامه  وردد مراراً " خيرة أبناء شعبي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية " 

وأوضح فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان مؤمناً بضرورة تحرير الأسرى بأي وسيلة كانت  فعمق ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه  داخل حركة " فتح " وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، ومع الوقت تجذرت هذه الثقافة لدى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة .

 

وبيّن فروانة  بأن الشهيد " أبو عمار " قد أشرف وبشكل مباشر على تنفيذ وانجاز العديد من صفقات تبادل الأسرى وبنجاح ، بالإضافة إلى محاولات عديدة أخرى لم يكتب لها النجاح لأسباب عدة ، ومن تلك الصفقات الناجحة كانت بتاريخ 28 كانون ثاني / يناير 1971 والتي تحرر بموجبها الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وكانت هذه العملية بمثابة رسالة واضحة للاحتلال وللعالم أجمع بأننا شعب لن يترك أسراه في سجون الاحتلال وأن الثورة ستبقى وفية لمناضليها وستسعى دوماً لتحرير أسراها .

 

وأشار فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " قد أنجز بتاريخ 23 تشرين ثاني / نوفمبر 1983 أضخم عملية تبادل في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي حيث أجبرت بموجبها " إسرائيل " على إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 )  معتقل فلسطيني ولبناني وعربي ، و( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود إسرائيليين كانوا مأسورين لدى ( حركة فتح )  .

 

ونوه فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبالإضافة لما حققه من انجازات للحركة الأسيرة من خلال المقاومة عبر مسيرة الثورة الفلسطينية ، فانه نجح أيضاً في تحرير أكثر من عشرة آلاف أسير ( 11250 ) من خلال المفاوضات السلمية منذ أوسلو ولغاية بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، وهذه الإفراجات لم تكن شكلية كما يحاول البعض تصويرها ، بل كانت جوهرية كماً ونوعاً ، شملت أحكاماً عالية ومؤبدات وأسرى دوريات بالرغم مما يمكن أن يُسجل هنا من إخفاقات وانتقادات واكبت مسيرة المفاوضات .

 

وكشف فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبلغة الأرقام والحقائق هو القائد الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من تحرير أكبر عدد من الأسرى وصلت إلى قرابة ( 17 ألف معتقل ) فلسطيني وعربي من سجون الاحتلال الإسرائيلي ، من خلال المقاومة والعمل المسلح ، وأيضاً عبر " العملية السلمية " .

واعتبر فروانة وهو أسير سابق  أن قرار الشهيد " أبو عمار " في أغسطس عام 1998 القاضي بتشكيل وزارة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين  إنما يعكس مدى اهتمامه الفائق ووفائه للأسرى وقضاياهم العادلة وبالمحررين أيضاً ،  الأمر الذي انعكس ايجابياً ونوعياً وبشكل تصاعدي على الخدمات القانونية والمادية والاجتماعية والسياسية المقدمة للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين أيضاً .

ورأى فروانة بذلك القرار بالحدث الأبرز خلال العقود الماضية بالنسبة للأسرى ، حيث أحدث نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى والمحررين على كافة المستويات ، وشكلت سابقة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي ، حيث لم يسبق لأي رئيس عربي أو إسلامي أن اتخذ قراراً كهذا .

وكشف فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان دائم الحضور في الفعاليات المساندة للأسرى والمطالبة بحريتهم ، حيث حضر وشارك في العديد من الفعاليات والإضرابات عن الطعام التي نفذها أسرى محررين ومتضامنين ، وزار مقر الوزارة بغزة وتجول فيها ، وأشرك ذوي الأسرى في اجتماعات عدة جمعته برؤساء دول عديدة منهم " بيل كلينتون " الرئيس الأمريكي الأسبق  .

وأضاف بأنه كان سنداً قوياً للأسرى المحررين من خلال قرارات الإعفاء في مجالات كثيرة وأهمها التعليمية والصحية ، بالإضافة للمساعدات المادية وتخصيص نسبة ثابتة لهم في الوظائف الحكومية ، وإنصافهم في التعيينات والترقيات ومنحهم درجات تليق بتضحياتهم ونضالاتهم وتكفل لهم حياة كريمة .

وأكد فروانة على أن الشهيد " أبو عمار "  ورغم مرور خمس سنوات على رحيله لا زال وسيبقى يحتل مكانة راسخة وثابتة في أفئدة الأسرى والأسرى المحررين ويشغل مساحة واسعة في ذاكرتهم وعقولهم جميعاً ، وأن الأسرى في كافة سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي يحيون اليوم ذكرى استشهاده الخامسة بكل فخر وعزة ، وفاءاً لمن كان وفياً لهم ولقضاياهم العادلة طوال مسيرته النضالية الطويلة والعريقة .