خبر الشرق العربي على فوهة بركان متفجر .. د. محمد صالح المسفر

الساعة 01:05 م|10 نوفمبر 2009

بقلم: د. محمد صالح المسفر

حرب ضروس تدور رحاها على ارض اليمن بين النظام القائم ومواطنيه، حرب ضروس بين المطالبين بالعدالة والمساواة والمستبدين بالجاه والسلطان، في الشمال اليمني تدور الحرب المسلحة بين أطراف مذهب واحد هو المذهب الزيدي،

وبكل أسف تتمدد شهب الحرب نحو الحدود السعودية الأمر الذي جيش الرأي العام والقوات المسلحة السعودية بكل أسلحتها العاملة بان عدوا عقائديا طائفيا من الجنوب مدعوما من قبل قوى أخرى خارج الحدود زاحف نحو المملكة الأمر الذي يستدعي مقاومة ذلك الزحف، والحق إنني مع القرار السعودي في التصدي وبكل قوة لكل باغ على حدود المملكة وأمنها، لكن يجب أن يدرك كل غيور على امن المملكة وسلامة حدودها أن النظام السياسي القائم في صنعاء قد نجح في تصدير أزمته إلى خارج الحدود، وقد نجح وبامتياز في استدراج الجيش السعودي والرأي العام هناك إلى جانبه وأصبحت المملكة عن رغبة أو رهبة في أن ترمي بكل ثقلها العسكري والإعلامي في أتون هذه المعركة.استدعي من الذاكرة حرب السنوات الست (1962 ــ 1967) والتي كان البعض من اليمنيين يصبح مع طرف من اطراف الصراع ويمسي مع الاخر، تلك الحرب التي دارت رحاها على ارض اليمن البائس بين النظام الجمهوري والنظام الملكي الذي أفل نجمه بفعل الثورة اليمنية. تورطت فيها قوتان عربيتان (مصر والسعودية) كل يؤيد طرفا من أطراف الصراع على ارض اليمن وكل منهما يعتقد انه على حق ومن أهم نتائج تلك الحرب، إلى جانب أمور أخرى، هزيمتنا عام 1967.

اليوم التاريخ يعيد نفسه في ذات المكان الجغرافي. حرب بين النظام اليمني ومعارضيه دفعت المملكة إلى أتون هذه الحرب، وإذا صدقت كل التقارير الصادرة من صنعاء وأماكن أخرى بان جمهورية إيران الإسلامية متورطة في هذه الحرب فان الصراع القادم أو القائم سيكون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية على جبهتين في الشرق وفي الجنوب واليمنيون يتفرجون، والخاسر الاكبر العرب عامة.

في الجنوب اليمني حرب تتقد نارها يوما بعد يوم بين النظام في صنعاء وجحافل المحرومين والمغبونين في وهاد الجنوب اليمني، الأول يريد أن يكسر إرادة أهل الشمال عن طريق القوة المسلحة ليرعب أهل الجنوب بفعله العسكري المتوحش في الشمال، والثاني يريد العدالة والمساواة وتسييد المشاركة السياسية لا القوة المتوحشة، والسؤال من سيكون الطرف الثالث في هذه الحالة إذا اشتعلت نار مقاومة أهل الجنوب للسلطة المركزية؟

الخليج العربي يمر بمرحلة صعبة سياسيا واقتصاديا وامنيا، في الجانب الشرقي من الخليج العربي تقع إيران وهي في دائرة الضوء الامريكي الاوروبي والعربي، اليمن يقول ان إيران متورطة بتمويل المذهب الزيدي المنشق (الحوثي) بهدف ربط حزام شيعي (إيراني) متطرف على طول الحدود السعودية لإيذاء المملكة (تصريح وزير خارجية اليمن ألقربي). لجنة أممية تتهم رجال أعمال إيرانيين بتصدير سلاح وطائرات بدون طيار إلى السودان لمساعدة الحكومة في دارفور (الشرق الأوسط 9/ 11)، أزمة إماراتية ـ إيرانية حول حقول الغاز، أزمة متصاعدة بين السعودية وإيران قد تؤدي إلى عواقب وخيمة في أيام الحج، إسرائيل احتجزت باخرة تقول انها محملة بأسلحة ايرانية متجهة إلى حزب الله وسورية، وزير خارجية اليمن السيد ألقربي يقول أن اليمن احتجزت قاربا ومجموعة من الأفراد بينهم خمسة إيرانيين وهندي واحد في البحر الأحمر، محمود عباس يقول ان إيران متورطة مع حركة حماس والجهاد في غزة، وحزب الله اللبناني حدث ولا حرج.

في الجانب الغربي من الخليج يعيش بيننا ما يزيد عن 17 مليون عامل آسيوي، دون الحديث عن تعداد القوى العسكرية الأجنبية في مياه وبراري خليجنا الخائف من تقلبات السياسة الدولية. لم يعد سرا بان الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين ولاة الأمر في الخليج ليست في أحسن حالاتها. إيران تعيش بكل ثقلها وبرامجها وخططها بين ظهرانينا، أمريكا ليس لها صديق رغم مراهنة البعض منا على صداقتها، ولنا في التاريخ عبر، فهل نعتبر؟

آخر القول: محمود عباس رام الله، أعلن انه لن يترشح في الانتخابات القادمة، لكنه لم يقل لنا في أي جهاز لن يترشح لرئاسته، السلطة، فتح، منظمة التحرير؟ إذا أراد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه بطلا عزيزا بعد كل الهزائم التي مني بها وفشل مشروعه التفاوضي مع إسرائيل فعليه أن يعلن فشله، وان يعلن حل السلطة والعودة إلى الشعب لمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض وليس العودة إلى المستفيدين من عبث السلطة،لا تغرنكم مسيرات رام الله والخليل فكلها مسيرة ومدفوعة الاثمن.