خبر لا يغير نتنياهو في ظل بيغن .. يديعوت

الساعة 12:19 م|09 نوفمبر 2009

بقلم: ناحوم برنيع

امس، بينما كان رئيس الوزراء يشق طريقه الى واشنطن، خصص الوزير بني بيغن، العضو البارز في السباعية، لحظات طويلة من وقته لمقابلة مع ران بن يميني، مراسل "صوت اسرائيل". ضمن امور اخرى سئل عن رأيه في تقسيم مهام المستشار القانوني للحكومة. وقال انه يعارض، وهو قول شرعي جدا. وفي ظل ذلك قال جملة لها معنى مبدئي اكبر، واكثر عمقا من مسألة من يدير هنا النيابة العامة للدولة. بيغن اراد ان يقرر فقها، يجعل بأربع كلمات النظام في عالمنا.

 فقد قال بيغن "المغير يده هي الدنيا". بتعبير اخر، حسب بيغن، كل من يقترح تغييرا ما في أي أمر، احداث اصلاحات، تحسين، يوجد في موقع دون حيال من يسجد للوضع القائم.

 في اول سماع لي ابتسمت. تذكرت ان زئيف جابوتنسكي ايضا، الذي تربى بني بيغن على الاعجاب به، حاول ان يفرض النظام في عالمنا. وقد اكتفى بثلاث كلمات "الصمت هو ؟؟؟". هوة تفصل بين الحماسة الثورية لجابوتنسكي وبقدر كبير ايضا لتلميذه مناحيم بيغن، وبين النزعة المحافظة الباردة لبيني بيغن. لا شيء يثير حماسته. لا شيء يقض مضاجعه. "القعود والانتظار"، هذا ما اقترحه أمس بيغن ردا على سؤال عن التطورات الاخيرة في الساحة الفلسطينية. القعود، الانتظار والجمع بعناية لمقاطع الخطابات المناهضة لاسرائيل من الشخصيات الفلسطينية. والتواريخ ايضا. بيني بيغن هو ويكي بيديا متنقلة.

 في فريق الرائعين السبعة لنتنياهو، بيغن يمثل باخلاص ليس روح ابيه بل روح اسحاق شامير، الرجل الذي آمن بان البحر هو ذات البحر والعرب هم ذات العرب. شامير، مثل بيغن، كان رجلا جديا، ذا طابع قوي ومذهب متماسك. المشكلة الوحيدة كانت هي ان الواقع رفض التصرف بناء على مذهبه. وقد تغير في عهد شامير، وهو يتغير بسرعة اكبر الان، امام ناظرنا. من يرفض الاعتراف بذلك يدس رأسه بالرمال.

 اسرائيل تقف امام سلسلة من المشاكل العسيرة. كل اراضيها، حتى آخر متر، مغطاة اليوم بالصواريخ التي تحتفظ بها محافل معادية في غزة، في لبنان وسوريا. ليس لاسرائيل ردا حقيقيا على هذا التهديد، الا بثمن اصابات عديدة في الجبهة الداخلية وفي الجبهة الخارجية. اياديها مكبلة بمقاييس دولية جديدة، قبعت في اساس تقرير غولدستون. الزمن يعمل في صالحها حتى في الجبهة العسكرية ، وكذا في الجبهة السياسية وكذا في الرأي العام الغربي. وفضلا عن ذلك تحوم سحابة النووي الايراني.

 علاقاتها مع ادارة اوباما بدأتها حكومة نتنياهو بالقدم اليسرى. فقد طلب اوباما من نتنياهو اكثر مما طلب اسلافه من باراك، شارون واولمرت. جزئيا لان اوباما يختلف عن اسلافه، وجزئيا لان نتنياهو يسحب وراءه شحنات، وجزئيا بسبب التصريحات والصورة التي اتخذها ليبرمان. تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية كان قرارا خفيف الرأي ، قرارا بائسا.

 كما ان الفلسطينيين تغيروا. فهم يفهمون كم هي اسرائيل هشة الان في الساحة الدولية. وهم يفعلون اقصى جهدهم كي يعمقوا الجرح، وان يوسعوا الشرخ. ابو مازن وسلام فياض قاما بما ينبغي لهما ان يقوما به، بطريقة تثير التقدير، في الصراع ضد الارهاب، ولكنهم ليسوا من محبي امم العالم. لديهم مصلحة في نزع الشرعية عن اسرائيل مما يؤدي في المستقبل الى حل مفروض او كبديل الى اقامة دولة ثنائية القومية. وهم يفترضون، على ما يبدو عن حق، بأن العالم لن يسلم الى الابد بحقيقة ان ملايين الاشخاص يعيشون تحت الاحتلال، دون حقوق. ليس حين يدور الحديث عن اسرائيل.

 نتنياهو يعرف كل هذه الامور، ولكن ليس لديه حل. كما انه واع لاضرار التوتر بينه وبين البيت الابيض. وهو ممزق بين بيغن ومريدور، بين ليبرمان وباراك. في ناحيته، هو يسافر لالقاء خطاب. اعلام، هذه هو قرص مهدىء الالام الذي يأخذه كل رئيس وزراء يصاب بوجع رأس. الجمهور في الجمعية العمومية للمنظمات اليهودية سيستقبله بالتصفيق العاصف. بعد ذلك يتعين عليه ان يعود الى الديار.