خبر عقدة سياسية: استغلال ولاية عباس .. إسرائيل اليوم

الساعة 12:00 م|09 نوفمبر 2009

بقلم: يوسي بيلين

 في البدء، يحسن اخذ كلام محمود عباس في استقالته من منصبه بجدية. فابو مازن يكره الولاية، فقد فرض عليه منصب رئيس السلطة الفلسطينية تقريبا، وأعلن منذ اللحظة الاولى انه سيتولى لولاية واحدة فقط.

 برغم انه قد برهن على انه يستطيع الاستقالة عندما لا يعجبه مضمون الوظيفة، كما استقال بعد ولايته رئاسة الحكومة نصف سنة، ما يزال العالم يعجب من انه يعلن بأنه لن يرشح نفسه بعد. يميل كثيرون الى رؤية ذلك وسيلة ضغط سياسي. لكنها ليست وسيلة ولا ضغطا. يبدو انه لن يرجع عن ذلك.

 ثانيا، ثم امكان حقيقي لعدم اقامة انتخابات السلطة الفلسطينية (بغير غزة، بسبب حماس؛ وربما بغير القدس، بسبب حكومة اسرائيل) في كانون الثاني، وعلى ذلك فسيستمر نظام الطوارىء الفلسطيني.

 ولما كان عباس لم يستقل ولايته الحالية، فمن المعقول افتراض ان يوافق على البقاء في منصبه حتى الانتخابات. يحسن استغلال هذا الامكان لانه يصعب ان نستحضر في أذهاننا محادثا فلسطينيا في المستقبل يلتزم السلام مثله؛ ويصعب ان نفترض ان يوجد في القريب زعيم آخر يرفض خيار العنف مثله.

 وثالثا، ينبغي ان ندرك ان عباسا لا يستطيع التخلي من شرط تجميد المستوطنات لبدء مفاوضة اسرائيل. صحيح انه لن تشترط في الماضي شروط كهذه، لكن وجد ها هنا خطأ امريكي شديد بأن الرئيس براك اوباما اشترط ذلك في بدء الطريق شرطا للتفاوض، وهادن بعد ذلك واصبح مستعدا للاكتفاء "بالضبط". لم يكن عباس يستطيع التخلف وراء اوباما، واشترط التجميد هو ايضا. في اللحظة التي تراجع فيها اوباما، ترك عباسا وحده، في وضع لا يستطيع الرجوع عنه من غير ان يدفع ثمنا سياسيا يجعله هزأة.

 انه يستطيع المصالحة في المدة الزمنية لكن لا في التجميد.

 لهذا يمكن على خلفية هذه الامور فعل عمل قبل نزول عباس عن المنصة السياسية.

 هذه فرصة اوباما لاصلاح خطأ ادارته الكبير في سياق الشرق الاوسط، وان يطلب الى الاطراف بدء تفاوض من الفور لمدة ثلاثة اشهر يضمن فيها نتنياهو تجميدا تاما للبناء في المستوطنات (كالمدة الزمنية التي وافق عليها مناحيم بيغن زمن التفاوض في اتفاق السلام مع مصر قبل ثلاثين سنة).

 سيكون هذا تفاوضا يمكن ان يقوم على كل ما تم في الماضي، من غير التزام اي اقتراح من الماضي. يحتاج اوباما الى انجاز سياسي كهذا كاحتياج الظمآن للماء. وسيحقق عباس حلم حياته، ويترك تراثا تاريخيا، اما نتنياهو فسيضطر الى جواب سؤال هل يريد السلام حقا ام ان قصده كله هو ان يتجاوز بسلام مدة ولايته الثانية.