خبر الصحة برام الله توكد إلتزامها بالحد من انتشار مرض الثلاسيميا

الساعة 11:04 ص|09 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – رام الله

أكد وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي اليوم الاثنين، التزام الوزارة بمواصلة العمل مع مختلف الجهات ذات الصلة، من أجل الحد من معدل انتشار مرض الثلاسيميا في الأراضي الفلسطينية.

 

واشاد الوزير في تصريح صحفي عن دائرة الاعلام في وزارة الصحة، بنتائج مؤتمر "الثلاسيميا: واقع وطموح"، الذي نظمته جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، بالتعاون مع الوزارة مؤخرا في مدينة بيت لحم، واختتم بالتأكيد على ضرورة تشكيل لجنة وطنية مختصة بالثلاسيميا، لإعداد البروتوكول الخاص بالمرض قبل نهاية العام الحالي.

 

وأوضح أبو مغلي أن كافة توصيات المؤتمر ستوضع على شكل بروتوكول لانتاج الأفضل لمرض الثلاسيميا في فلسطين، سواء من حيث التشخيص المبكر، أو الوقاية، أو أساليب العلاج المختلفة، مشيرا إلى أن المؤتمر ليس الأول من نوعه، بل الثالث الذي تنظمه جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا.

 

واعتبر الوزير أن مشاكل مرض "الثلاسيميا" ليست ذات طابع صحي فقط، بل هي اجتماعية أيضا، مشيرا إلى انتشاره في حوض البحر الأبيض المتوسط.

 

واكد الوزير وجود 600 حالة إصابة بالمرض حتى الآن في الأراضي الفلسطينية، منوها إلى حصول انخفاض في حجم الإصابة بالمرض خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي عزاه إلى الوعي المتزايد لدى المواطنين بأهمية الوقاية منه، وتحديدا من خلال الفحص الطبي قبل الزواج وذلك بغية الكشف عن الصفة الوراثية للثلاسيميا أو أية أمراض وراثية.

 

واوضح الوزير ان الوزارة أمنت الفحوصات مجانا للمقبلين على الزواج، لتسهيل الوصول إلى هذه الخدمة، وإن علاقتنا جيدة مع رجال الدين، الذين يمكنهم أن يلعبوا دورا إيجابيا ومؤثرا في هذا المجال، وخاصة قاضي القضاة، الذي يدعو لتكريس الفحص الطبي قبل الزواج، وعدم إبرام أي عقد زواج دون وجود الفحص.

 

من ناحيته، وصف مدير عام الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور أسعد الرملاوي، المؤتمر بأنه مبادرة جيدة، خاصة وأن جمع كافة الهيئات الصحية المعنية بالثلاسيميا سواء كانت حكومية أم أهلية، وبحث عدة مسائل حيوية مثل كيفية تحسين ظروف المرضى، وتوحيد طريقة العلاج، والتشخيص، والمتابعة، وشكل خطوة مهمة من أجل توحيد البروتوكولات الخاصة بالتعاطي مع الثلاسيميا، والتي لفت إلى أنها كانت موجودة أصلا.

 

ودعا د.الرملاوي إلى أهمية مواصلة الجهود للحد من الثلاسيميا، والعمل لتوفير أفضل الخدمات لمرضى الثلاسيميا، إلى جانب تعزيز المساعي المبذولة للوقاية من المرض، معربا عن أمله في أن تصبح فلسطين خالية من هذا المرض بحلول العام 2013، مؤكدا التزام الوزارة بتطبيق التوصيات الصادرة عن المؤتمر، خاصة وأن ممثلين عنها كانوا قد شاركوا في وضعها.

 

من ناحيته، اعتبر د. إلياس حبش، مدير برنامج صحة الأسرة في وكالة الغوث "الاونروا"، المؤتمر ناجحا، مشيرا ان المؤتمر شكل حدثا علميا متميزا، وبحث مشكلة ستتفاقم، إذا لم يتم الالتفات إليها، والعمل لوضع حد لها، مشيرا إلى أهمية المواضيع التي تناولها، مشيرا إلى ضرورة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر، من أجل تقليص معدلات انتشار المرض، موضحا أن فلسطين قطعت شوطا كبيرا في التعامل مع المرض، لا سيما جراء الجهود التي تبذلها المؤسسات الصحية ذات الصلة في هذا المجال، وتكريس الفحص الطبي قبل الزواج، معبرا عن أمله في النجاح بالتخلص من مرض الثلاسيميا، مبينا أن إنجاز ذلك من شأنه أن يحقق وفرا كبيرا على صعيد العائلة والمجتمع.

 

واعتبر حيدر أبو غوش رئيس الإغاثة الطيبة، المؤتمر بأنه مبادرة حيوية خاصة وأنه تناول مسألة مهمة ومشكلة حقيقية على حد قوله.

 

وقال أبو غوش: "باعتقادي فإن المؤتمر كان جيدا، لا سيما وأنه تم خلاله عرض المشاكل التي يعاني منها المرضى فيما يتعلق بالخدمات العلاجية، أو المشاكل الاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية التي تلقي بظلالها عليهم".

 

ولفت أبو غوش إلى دور المؤتمر في بحث الخدمات المرتبطة بمرضى الثلاسيميا، والتي هناك نقص فيها، فضلا عن موضوع مستقبل المرضى، وضرورة الحد من الولادات المصابة بالمرض، مؤكدا أن المؤتمر ليس الأول الذي تعقده جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا، موضحا بالمقابل أنه لا بد من متابعة المرضى ومشاكلهم، وتلبية احتياجاتهم، وضرورة تكثيف الجهود لضمان اندماج مرضى الثلاسيميا في المجتمع، كي يكونوا أفرادا منتجين كما يفترض بهم.

 

وأعتبر سماح أبو علي مديرة الاستثمار المجتمعي في مجموعة الاتصالات الفلسطينية "بالتل جروب"، إحدى الجهات الرئيسية الداعمة للمؤتمر، أن المؤتمر كان ناجحا، من حيث تسليط الضوء على مرض الثلاسيميا، والمساعدة في علاج المصابين بهذا المرض، إضافة إلى المواضيع التي طرحت للنقاش في المؤتمر، وعدد المشاركين الذين قدموا من داخل وخارج فلسطين، والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر والتي من شأن تنفيذها الحد من انتشار الثلاسيميا، والمساهمة في الحد من معاناة المرضى.

 

وعزت رعاية المجموعة للمؤتمر، اهتمامها بالمجال الصحي، من خلال رعايتها ودعمها للمؤسسات والجمعيات التي تعنى بهذا المجال، وبضمنها جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا.

 

ولفتت إلى أن المجموعة قامت بدعم الجمعية خلال السنوات الماضية، من خلال رعاية إجراء فحوص الثلاسيميا لطلبة الجامعات، وتعيين موظفة للعمل داخل الجمعية، مبينة أن المجموعة والجمعية تهدفان إلى الحد من انتشار الثلاسيميا، ونشر الوعي في المجتمع الفلسطيني حول أخطار هذا المرض، وسبل حماية الأجيال القادمة منه.

 

وأشاد الدكتور بشار الكرمي، رئيس جمعية أصدقاء مرضى الثلاسيميا بالمؤتمر، معتبرا إياه ناجحا بكل المقاييس، كما أن نقاشات المؤتمر كانت مثمرة، مضيفا "إن نجاح المؤتمر بشكل حقيقي، سيكون بمتابعة التوصيات التي خرج بها، وتطبيقها على الأرض".

 

وأشاد بوزارة الصحة ودورها الفاعل في الحد من انتشار المرض، مثنيا بالمقابل على الشركات والجهات الداعمة للمؤتمر، وفي مقدمتها شركة "نوفارتس"، الراعي الرئيسي للمؤتمر.

 

واعتبر أن المؤتمر كان مميزا سواء من حيث كم وطبيعة الحضور، والمواد التي تناولها حيث غطت كثيرا من الجوانب المتعلقة بالثلاسيميا، موضحا أن موضوع حق المرضى بالعمل كان أحد القضايا التي نوقشت بالمؤتمر، مشيرا إلى حرص الجمعية على تمكين المرضى من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ليكونوا أفرادا منتجين في المجتمع، كذلك بين أن مشاركة عدد من مرضى الثلاسيميا، كان من الجوانب المتميزة في المؤتمر، إذ أتيح لهم المجال للتعبير عن مشاكلهم، واحتياجاتهم، مشيرا إلى أن هذه المشاركة، عززت ثقة المرضى بأنفسهم، وأبرزت وجود من يعنى بالتواصل معهم، ونقل مواقفهم وتطلعاتهم للمجتمع.

 

وأوضح أن أهمية الإسراع بتشكيل اللجنة الوطنية التي ستأخذ على عاتقها وضع البروتوكول العلاجي للثلاسيميا، إلى جانب تفعيل عنصر التوعية، والالتزام المجتمعي بالفحص الطبي قبل الزواج.