خبر « القدس.. أولى العتبات ».. معرض تشكيلي بعمّان

الساعة 01:10 م|08 نوفمبر 2009

 

"القدس.. أولى العتبات".. معرض تشكيلي بعمّان

فلسطين اليوم- وكالات

يحاور الفنان التشكيلي جهاد العامري مجموعة من العناصر الخاصة بالقدس خاصة مخططات معمارية تعود لفترة الحكم العثماني، وأشعارا عربية كتبت بالمدينة ليوظفها توظيفا جماليا في لوحاته.

 

وفي معرضه "القدس.. أولى العتبات" المقام في دار المشرق بالعاصمة الأردنية عمان والذي يستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، يطرح العامري مجموعة من التقنيات الخاصة في العمل الطباعي كالمزج بين الطباعة الحجرية والخشب وبين الطباعة الحجرية والشاشة الحريرية، معطيا أعماقا بصرية مثيرة.

 

ووصف الشاعر الفلسطيني طاهر رياض خطوط اللوحات قائلا "كأنها من سحر الحنين صنعت وبريشة الفينيق مزجت، بلمساته الأرقّ على سطح الحلم والأخشن على جسد الكابوس، كان يرينا ما رأى ويفوّر أحاسيسنا بما أحس، ويهيّج جوعنا الجمالي نحو متعة بصرية وروحية تغيب بنا فيما نغيب معها".

 

وقال رياض عقب الافتتاح إنه "يلمس تهدجات خافتة وسرية لجمال يبوح بنفسه من دون أن يبيحها، هناك جمال كثيف الإيماء عفي البراءة يتقصى ذاته ليس إلا". وأضاف أن العامري "لا يرحل إلى القدس ليرسمها أو يرسم عنها بل يرحل فيها، ويلجها بشبق من يلج حبّه لنفسه".

 

واعتبر العامري لوحاته رسالة بصرية واحتفاء بالأشعار التي كتبت عن القدس والمكان الذي يشبه مكانا أسطوريا تملؤه الحكايات وذكريات المقدسيين، قائلا "من هنا حاولت أن أشد الرحال للمدينة الاستثنائية ألمس شوارعها ومخططاتها وقبابها وكنائسها لأؤثث أعمالي الفنية بهذه الروح".

 

وبالنسبة للألوان قال إن "اختيارها مزاج شخصي وهو مزاج غرافيكي بالإضافة لاشتغالي على اللون الأسود ودرجاته لأضفي بعضا من الصيغ الفنية التي تؤثر على العمل بعيدا عن الطابع الزخرفي والتلويني".

 

واعتبر أنه "ليس للون صيغة بل إن للعمل الكلمة الأكبر حتى يدخل المتلقي في حوار تفاعلي مع اللوحة"، وأن رسالته "هي الفن بعيدا عن المعنى، وأحب أن تكون لوحتي بئرا من الرموز وقابلة وحاضنة للتأويل".

 

وقال العامري، إنه اختار مجموعة من القصائد للشعراء محمود درويش وحيدر محمود وأحمد مطر ونزار قباني وإبراهيم نصر الله وغيرهم "ليستمد من أجوائها فضاءات للوحته".

 

وأضاف "آثرت توظيف القصائد لإيماني بأن الشاعر كالفنان يصنع ويوثق المكان، لكن الخطورة تكمن بالمزاوجة بين ما هو مكتوب وما هو مرسوم حتى لا يؤثر النص الكتابي على اللوحة".

 

وأوضح أنه خلال رحلة بحثه عن القصائد الخاصة بالقدس اكتشف أن كثيرا من الشعراء الأجانب كتبوا عن القدس ومن بينهم إسرائيليون. واستشهد في هذا السياق بما قاله الراحل محمود درويش "ما عدت أخاف من الجندي الإسرائيلي، لكن خوفي الدائم من المثقف الإسرائيلي".

 

واعتبر العامري أن الشاعر والكاتب الإسرائيلي يساهمان في الاحتلال بتوثيقهما وكتاباتهما عن المدن الفلسطينية على أنها يهودية، فيما أغلب النصوص العربية انفعالية ودفاعية لا تؤشر ولا تلمس المكان، حسب قوله.

 

وبدوره قال رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين غازي أبو إنعيم إن العامري "استطاع أن يحفر عميقا في تاريخ المكان ويقدم لوحته بمفردات تقوم على استحضار مخططات معمارية للقدس ومزجها بنصوص شعرية معاصرة جمع فيها بين رشاقة الحروف والمساحات اللونية".

 

وأضاف الناقد، أن اللوحات تؤكد أن "التأمل والإحساس الذي يقدمه المشهد البصري يؤكد أنه قدم معرضه من خلال خط غرافيكي اتخذه في عمله البصري والبحثي ليطرح أمام المتلقي جمالية لوحته الجديدة التي وصل من خلالها لغنائية الألوان وحركة الخط الإيقاعية المتصاعدة والمعبرة عن الحرية في التعاطي مع الجوهر".