خبر الشرعية، هذه هي القصة .. معاريف

الساعة 10:17 ص|08 نوفمبر 2009

بقلم: حاييم آسا

تقرير غولدستون هو منتوج رغبت حماس في ان تخرجه من خلال صواريخ القسام على بلدات غلاف غزة. ولسبب ما لم تفهم القيادة في اسرائيل بان هذا هو هدف "الادارة العامة للمعارضين لوجود دولة اسرائيل". المس بشرعيتها من خلال عرض عملها العسكري كغير شرعي، وليس ثمة مثل ارتكاب جرائم الحرب لانتاج عدم شرعية في اوساط وسائل الاعلام الغربية. نعم – الاعلام وليس فقط الحكومات او وزراء الخارجية.

رؤساء الوزراء في الغرب يتأثرون على نحو شبه مباشر من النبرات التي تنتجها منظوماتهم الاعلامية، وهؤلاء، رجال الاعلام في الغرب، غير قابلين للرشوة، للاحالة او للتضليل. فهم ينظرون الى الصور. ينظرون الى النتائج المحتمة للحرب داخل منطقة مأهولة باكتظاظ مثل غزة. نحن فقط نسقط المرة تلو الاخرى في هذا الفخ اللين. لين فقط ظاهرا.

لا يغير كثيرا اذا كان التقرير سيصل الى مجلس الامن أم لا. فالتآكل في صورة اسرائيل متواصل، بل ومتسارع، ولا خطر أكبر على وجودها في سياق الطريق من نزع شرعية دولة الشعب اليهودي. خطأنا الاكبر يكمن كالمعتاد في نظرتنا المهملة. اقيمت لجنة لتحدد اذا كان ينبغي اقامة لجنة تحقيق، اقيمت فرق للكفاح ضد تقرير غولدستون، بل ستعرض السفينة الالمانية التي أقلت السلاح لحزب الله، والولايات المتحدة ستستخدم حق النقض الفيتو الثابت لها، وعندها سيتنفس الجميع الصعداء.

هنا الخطأ. لان الطرف الاخر يواصل كفاحه لتآكل شرعية اسرائيل. بمعنى – حتى المرة القادمة التي سيوقعونا فيها في الفخ. وعندها مرة اخرى سنقفز وكأن افعى قرصتنا الى "رصاص مصبوب" آخر، فنشكل الفرق ونستأجر الدعائيين، ونهدأ، لان الامريكيين استخدموا الفيتو مرة اخرى الى أن يأتي يوم ما ولا ينجح هذا. ذات يوم هذا لن ينجح لان التآكل سيكون كبيرا جدا ويكون رجال الاعلام الغربيين منحازين لدرجة أن حتى حكوماتهم لن يكون امام مفر. اسرائيل من شأنها ان تفقد شرعيتها في العالم وان تصبح محط ركل. الاقتباسات عن بن غوريون حول "الامم المتحدة القفراء"، ترفع هنا وهناك بعض المعنويات ولكنها تقصد شيئا آخر، زمنا آخر، اعلاما آخر، زمنا كان فيه لاسرائيل شرعية من الحائط الى الحائط. الرجوع الى تلك العهود كان مرتبطا بتوبيخات مجلس الامن على الحوادث العسكرية بين اسرائيل وسوريا او الاردن، او مصر.

حان الوقت لان يكون مفهوم الشرعية، الذي يوجد فيه عناصر مدنية، عالمية (انسانية) يتسلل الى المفاهيم الجوهرية للاستراتيجية العسكرية، وكذا الى أدمغة اولئك الذين يمسكون بدفة قيادة الدولة. الرأي العام في الغرب يقرره رجال اعلاميون شباب، كفؤون، يقظون. هم الذين يقررون النبرة بعد 10 – 15 سنة.

شكل رد الفعل العسكري السياسي في السنوات القريبة القادمة هو الذي يقرر موقفهم. يمكن أن نعمل ذلك فقط بصبر، على مدى زمن طويل وبمثابرة. فنحاول ان نستعيد خطوة إثر خطوة الشرعية الاخذة في الضياع لاسرائيل. شكوى ضد "نيويورك تايمز" تشبه بقدر أكبر لكمة تضرب الهواء امام ملاكم لم تعد عيناه تريان شيئا. احيانا حركة كهذه تشكل مؤشرا للمدرب كي يلقي بالمنشفة. علينا جميعا أن نأمل بان هذا ليس كذلك، بل مجرد فوضى اسرائيلية يحاول فيها كل موظف (في وزارة الخارجية مثلا) ان يتميز في نظر المربية في روضة الاطفال.