خبر حجة مدحوضة على نحو ظاهر .. هآرتس

الساعة 10:14 ص|08 نوفمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

بيان رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس الماضي بأنه لن يتنافس في  الانتخابات القريبة القادمة على الرئاسة، استقبلت في القيادة السياسية في القدس باستخفاف. وقال الناطقون الرسميون ان هذا شأن فلسطيني داخلي وان ليس لاسرائيل مصلحة في حمل عباس على التراجع عن قراره. ردود فعل اخرى في اسرائيل تناولت بيان عباس وكأنها حيلة دبلوماسية ترمي الى تشديد الضغط الامريكي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

الحجة في ان التطورات السياسية في المناطق المحتلة ليست شأنا اسرائيليا هي حجة مدحوضة على نحو ظاهر. حكومة اسرائيل لا تشاهد الاحداث في المناطق من منصة المتفرجين. فمنذ 42 سنة وهي تلعب دورا رئيسا في ساحة الجيران. فشل المسيرة السياسية، هو الذي يعود لقيادة فتح، ساهم في انتصار حماس في الانتخابات التي اجريت في بداية 2006. سيطرتها على البرلمان وعلى حكومة السلطة الفلسطينية ادت الى سقوط قطاع غزة في يد الحركة التي ترفض حق وجود اسرائيل في الوجود. والنتيجة معروفة: وابل من الصواريخ على النقب، حملة "رصاص مصبوب"، تقرير غولدستون والهجمة الدبلوماسية على اسرائيل.

السلطة الفلسطينية بقيادة عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، نجحت بكد جم فرض القانون والنظام في الضفة الغربية. رئيس الوزراء لا يفوت فرصة للثناء على مساهمتهما في الامن وبناء الاقتصاد في المناطق. من يضمن ان يتوفر بدلا من عباس زعيم براغماتي ذو قامة يمكنه ويرغب في ان يمنع سقوط المناطق – بما فيها الضفة الغربية – في يد حماس؟ حل الدولتين للشعبين، الذي تبناه رئيس الوزراء قبل نحو نصف سنة، يحتاج ايضا الى زعيمين.

ليس لاسرائيل شريك فلسطيني افضل من عباس للتسوية السلمية. اذا كان نتنياهو قلقا بالفعل على مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، فان عليه ان يتخذ على الفور خطوات تثني عباس عن قراره اعتزال الحياة السياسية: تجميد مطلق، حتى ولو كان مؤقتا للمستوطنات؛ الشروع في مفاوضات حثيثة على تسوية دائمة على اساس التفاهمات التي تحققت في الماضي؛ وتسهيلات اضافية على الحياة اليومية في المناطق. بديل الجمود المتواصل وسحب حل التقسيم، الذي يتماثل عباس معه، سيكون مصيبة لاسرائيل.