خبر بوش كان مؤيداً بقوة لإسرائيل وقد منح وعوداً كلامية غير مكتوبة لها للاحتفاظ بالمستوطنات الكبيرة

الساعة 06:28 ص|08 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

إليوت ابرامز لمع نجمه في عهد ادارة ريغان وعمل لاحقا في عدة مناصب امنية استشارية تحت ادارة الرئيس جورج بوش، حيث تولى منصب مساعد مستشار بوش لاستراتيجيات الديموقراطية العالمية وخلال هذه الفترة ترأس مكتب الشرق الأدنى وشمال افريقيا في مجلس الامن القومي. وهو الآن زميل رئيسي في مجلس العلاقات الخارجية .وقد قابلته فيليس فريدسون المديرة التنفيذية لوكالة ميديا لاين للأنباء في مكتب الوكالة يوم 26 تشرين الأول الماضي. وفيما يلي نص المقابلة التي يعبر فيها عن الآراء اليمينية الموالية لاسرائيل التي يتبناهاالمحافظون الجدد الذين سيطروا على القرار في عهد الرئيس السابق جورج بوش:

 

س – يقولون ان يوما في الشرق الأوسط يشبه الأبدية وتعود مشاركتك في عملية صنع السلام في المنطقة إلى وقت طويل. اخبرنا اولا ، عندما تسمع اصطلاح"النزاع الشرق اوسطي" ما مفهوم النزاع الذي يتبادر الى ذهنك ؟

ج- اعتقد ان الناس عادة يعنون النزاع العربي الاسرائيلي منذ العام 1948. واعتقد ان النزاع ينتج عن حقيقة انه منذ التقسيم فان العرب رفضوا الاعتراف بوجود اسرائيل كحقيقة دائمة . وارى ان هذا هو منشأ المشكلة عند الاشارة الى نزاع الشرق الاوسط. امور اخرى ذات صلة في المنطقة مثل الموضوع الايراني هي ما نعنيه عندما نتحدث عن النزاع في الشرق الاوسط.

 

س – أليست هناك نزاعات أخرى مثل الخلاف بين السنة والشيعة؟ الا تعتبر تلك نزاعات شرق اوسطية؟

ج – لكن العالم اقل اهتماما بتلك القضايا واكثر اهتماما بالنزاع بين العرب واليهود. والنزاعات التي يقتل فيها المسلم المسلم والعربي العربي، في السودان كمثال، ببساطة لا تثير الاهتمام.

 

س – يصور الاعلام اسرائيل على انها المتمرد الذي يريد القيام بمهمة عسكرية دراماتيكية فوق الرمال الايرانية لتحييد خطر ايران النووي. هل اسرائيل قادرة على القيام بذلك؟ وهل باستطاعتها حتى محاولة فعل ذلك دون ضوء اخضر من بيت اوباما الأبيض؟.

ج – اعتقد ان اسرائيل قادرة على احداث دمار كبير في البرنامج النووي الايراني. تعلمون انها ليست بمستوى سلاح الجو الاميركي من حيث الحجم وعدد المقاتلات والصواريخ وما الى ذلك. لكنني اعتقد فعليا ان اسرائيل ستعيد البرنامج الايراني سنوات الى الوراء ويمكن ان تحدث امور خلال السنوات المقبلة، فالحكومة الايرانية تعاني من متاعب داخلية الآن، ومن الممكن ان تسقط. فكم من الزمن ستصمد هذه الحكومة؟ عشر سنوات؟ خمس سنوات؟ من يدري؟ اظن ان علينا ان نأخذ بجدية حقيقة ان اسرائيل والولايات المتحدة لديهما نوع من الخيار العسكري. ادارة اوباما ربما ترغب في تفادي استخدام هذا الخيار من جانب اسرائيل أو الولايات المتحدة، ولكننا نرغب جميعا في عدم استخدامه. والجميع يريدون تجنب حصول ايران على قنبلة نووية دون اي استخدام للعنف.

 

س – هناك قلق من وجود الكثير من المنشآت النووية في ايران، وربما يطلب الأمر جيوشا جرارة لتدميرها في وقت واحد. فكيف نستطيع اسرائيل التعامل مع هذا الواقع؟.

ج - لا أحد يتحدث عن الجيوش ولا أحد يتكلم عن غزو ايران. وعندما اسمع الناس يقارنون احيانا بين ايران والعراق أو يقولون" كما تعلمون ، اذا وجهت ضربة لايران فستكون شبيهة بالحرب العراقية الايرانية. لا أحد يتكلم عن شيء كهذا. ما نريد التحدث عنه هو ضربة جوية خاطفة على عدد قليل من المواقع. ولا اتفق مع الرأي القائل باننا نسمع الكثير في واشنطن واماكن اخرى عن اهداف كثيرة في ايران وان من المستحيل مهاجمتها كلها. هذا صحيح من المستحيل مهاجمتها كلها. ولكن ليس من الضروري مهاجمتها كلها.هناك اهداف هامة جدا وعددها قليل مثل مفاعل نانتز كما هو واضح، حيث يوجد لديهم 8 آلاف جهاز للطرد المركزي.واعتقد ان الايرانيين يفهمون جيدا ان من الممكن ان يكونوا منكشفين وان يتراجع برنامجهم لفترة من الزمن.

 

س – هناك من يقولون ان ايران تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل؟ هل هذه مبالغة؟.

ج – اذا فكرتم بخصوص العالم عام 2009، فكم عدد الحالات التي قالت احدى الدول خلال العام انها تتمنى لو ازالت من الوجود أو دمرت او محت أو انهت وجود دولة أخرى؟ هناك فعليا دولة واحدة وهي حالة حكومة ايران. حاليا هذه وسيلة خطابية وليست اكثر من إلقاء خطابات، ما لم يحصلوا على سلاح نووي. وعندئذ سيكون لدينا هذا الاقتران المذهل بين جدة تمتلك القدرة على الابادة والاعلان عن الرغبة في ابادة دولة اخرى. اعتقد ان الأمر يبدو وكأنه مبالغة وخطابة بلاغية حين تنظر اليه وانت جالس في واشنطن أو لندن او بكين. ولكن حين تجلس في مكان قد تسقط القنابل عليه فان المسألة ليست مريحة الى ذلك الحد.

 

س – في الوقت الذي نجلس فيه هنا، توجد مراكز بحث واستراتيجيون واناس كثيرون يحاولون معرفة ما اذا كانت العقوبات او الوسائل الاخرى سيكون لها تأثير لوقف الانتشار النووي. هل تشعر بأن العقوبات مجدية أو ان هناك زوايا اخرى لم يتم التعامل معها؟.

ج – اعتقد ان العقبات يمكن ان تؤثر. فقد نجحت مع جنوب افريقيا. نجحت في هذه الحالة لأنها كانت عالمية متعددة الجوانب.ومن الاصعب ان تنجح العقوبات الاميركية احادية الجانب. وفي حالة ايران ارى ان العقوبات يمكن ان تنجح وربما علينا النظر في العرض الايراني الذي قد لا تكون طهران جادة بخصوصه، لكن ماذا عن العرض بنقل كل اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يمتلكونه الى روسيا لماذا يفكرون بمثل هذا العرض؟ ولماذا يقدمونه؟ ولماذا كل ذلك؟ اعتقد انه علامة ضعف من جانب النظام. اعتقد انهم يتوقون لتجنب المزيد من العقوبات الاقتصادية. الوضع السياسي داخل ايران يجعلهم قلقون جدا. وخلال الشهور التي انقضت منذ الانتخابات لم يتغلبوا على المعارضة للنظام كما ان النظام نفسه منقسم. رجال الدين منقسمون. النظام يواجه متاعب، ولا يريدون مزيدا من العقوبات الاقتصادية. هم مستعدون لعمل الكثير لتجنب العقوبات. ولذلك ، فاذا استطعنا ونحن لدينا المجموعة 5 زائد واحد والاسرة الدولية، التهديد بعقوبات اقتصادية اضافية ضد ايران فاظن ان بالامكان تجميد برنامجهم النووي.

 

س - ماذا عن العقوبات الفردية؟

ج - العقوبات من جانب دول منفردة-

 

س- الحرمان من مواد معينة داخل ايران؟

ج - كما تعلمون علينا ان نقوم بذلك لأنه الشيء المناسب للقيام به، لكنه ليس فعالا بما فيه الكفاية. الولايات المتحدة فرضت عقوبات كثيرة. ولا نستطيع مثلا حرمان ايران من استيراد البنزين. ٤٠٪ من البنزين الذي يستهلكونه مستورد. ولا يمكن للعالم ان يوافق على حرمانهم منه لأن اقتصادهم سينهار بالكامل. واعتقد انه في ظل الوضع السياسي الراهن يمكن ان يوافقوا في النهاية على تجميد برنامجهم النووي. لكن السؤال هو هل سيوافق الروس والصينيون على المضي قدما في هذا النوع من العقوبات.

 

س - عودة الى العنصر الفعال وهو الشباب الايراني- الكثيرون دهشوا لأنهم خرجوا الى الشوارع بعد الانتخابات . هل تشعر بانه يجب عمل الكثير للوصول الى هؤلاء الشباب الذين يعارضون توجهات الحكومة الايرانية الحالية؟

ج - اعتقد ان علينا القيام بجهود للوصول اليهم.يمكن ان نحاول مثلا زيادة البث الاذاعي للتأكد من وصول المعلومات . من حيث الاساس فلن نحاول الاطاحة بحكومة ايران. واذا ارادت جهة تغيير النظام هناك فيجب ان تكون ايرانية. اسهامنا الوحيد هو التحدث بحرية وصراحة والايضاح للايرانيين في اي جانب نحن.اكبر خوفي بشأن المفاوضات التي ستبدأ مع ايران هو انها ستشرعن النظام- وهذا ما علينا تجنبه قبل اي شيء آخر- اي التخلي عن شعب ايران واعطاء حكومتها الفرصة لتقول للمعارضة" العالم لا يكترث بكم".

 

س - عارضت اتفاق اوسلو قائلا انه محكوم عليه بالفشل. لماذا فشل الاتفاق؟

ج - كما تعلمون فان رأيي في اتفاق اوسلو انه يجب النظر اليه في اطار قرن ونصف القرن من الصراع بين المعتدلين والمتطرفين. ذات يوم كان هناك الحاج امين الحسيني ثم جاء الرئيس ياسر عرفات وكان الشعار في البداية هو النضال المسلح . ولكن كان بين الفلسطينيين من يريد بناء فلسطين وحياة افضل للفلسطينيين. وهذا في نظري هو الجانب غير المناسب في اعلان اوسلو الذي اعاد القوة لقيادة الرئيس ياسر عرفات.

 

س - الاسرائيليون يحنون الى ايام الرئيس بوش الذي تصف غالبيتهم ادارته بانها مؤيدة لاسرائيل. الى اي حد اقترب بوش من التوصل الى نوع من الاتفاق المهم بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟

ج - جورج بوش كان اكثر تفاؤلا بهذا الخصوص مني. وانا لم اعتقد اننا قريبون الى هذا الحد من اتفاق ما.العديد من الناس قالوا بين عامي ١٩٩٠و٢٠٠٠ انهم على مسافة بوصة واحدة من التفاق. احساسي كان دائما ان ايا من الجانبين ليس مستعدا لقطع البوصة المتبقية لانها تعني ان هناك تنازلا لم يكن اي طرف راغبا في تقديمه.في ذلك الحين اعتقدنا ان تطوير الشرطة والنظام القضائي كاف لقيام الدولة الفلسطينية. واعتقد ان بوش يستحق وصفه بأنه مؤيد لاسرائيل وخطابه في الكنيست عام ٢٠٠٨ اظهر تأييده لها. لكنه كان ايضا مؤيدا للفلسطينيين وليس هناك تناقض حسب رأيي. فقد ارد السلام والمستقبل الافضل للجانبين.

 

س - بوش سمح للقادة الاسرائيليين بالاعتقاد انه ستكون هناك تغييرات في حدود ١٩٦٧وجاء اوباما ليقول ان ادارته راجعت كل ملاحظة وكل نص من عهد بوش ولم تجد اي تفاهم بهذا الخصوص . انت قلت هناك تفاهم فهل الاسرائيليون على صواب بان عددا من المستوطنات المقامة خارج الخط الاخضر لن تشملها اي اتفاقية سلام؟

ج -نعم، لا شك في ذلك. وفي كل مفاوضات جرت فهم الفلسطينيون على انفراد ان المستوطنات الكبيرة ستظل في ايدي اسرائيل. اعتقد ان عشرين عاما من المفاوضات قبل الفلسطينيون ان هناك تبادلات لاراضي مع اسرائيل .كان لدينا اتفاق مع الاسرائيليين لكنه لم يكتب الا في المذكرات الخاصة بالمتفاوضين ووصلت العلاقة حد احترام التفاهمات الكلامية غير الموثقة . لم تكن الاتفاقية معاهدة ولم يكن علينا المصادقة على الاتفاقيات في الكونغرس ولذلك فاوباما وادارته على حق عندما يقولون راجعنا كل المعاهدات والتفاهمات وليس هناك بينها تفاهم حول الاحتفاظ بمستوطنات.ل كنهم لا يتذكرون ما قلناه لهم خلال الفترة الانتقالية حول هذه المسألة وحول امور اخرى ومنها ما يتعلق بافغانستان.

 

س- هل من الصواب القول بأن تركيز بوش عند توليه منصبه كان على السلام بين الفلسطينيين واسرائيل اما عندما غادره فكان التركيز على السلام بين اسرائيل والدول العربية؟

ج - تقييمنا لاسباب فشل جهود الرئيس كلينتون رغم تكثيفها هو ان تلك الادارة آمنت ان مساندة العرب لتنازلات تقدمهاالسلطة الفلسطينية كان مفقودا .قلنا اذا تغلبنا على ذلك بعد الانتفاضة واستأنفنا محادثات السلام فعلينا ان نحاول جلب الدول العربية لدعم الفلسطينيين.وهذه فكرة كوندوليسا رايس من عقد انابوليس للحصول على موافقة عربية اوسع. لكن قلب القضية هو المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولن تكون الدول العربية بديلا عن الفلسطينيين.

 

س - هل الاتفاق بين اسرائيل وادول العربية امر لا ترفضه اسرائيل او لا تستطيع توقيعه؟

ج - اعتقد ان هذا يعتمد على ما يوجد في الاتفاق. اسرائيل قد ترفض عرضا عربيا غير واقعي. والمبادرة العربية كانت غير واقعية لانها لم تترك مجالا للمفاوضات او التنازلات بشأن حدود ١٩٦٧ وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ولهذا رفضتها اسرائيل.

 

س- ما معنى مفاوضات شرق اوسطية دون شروط مسبقة كيف تفهم اشتراط تجميد الاستيطان لاستئناف المفاوضات؟

ج - حاولنا في الولايات المتحدة التحدث للفلسطينيين والاسرائيليين نريد بالفعل حلا يفيد الطرفين. ولا نريد فرض حل على الاسرائيليين لانهم حلفاؤنا. وحدود ١٩٦٧ انتجت حربا بعد حرب اعتقد ان هناك حلا لا يبدأ من طاولة في جنيف وانما يبدأ على الأرض ، وخاصة من الضفة الغربية.

 

س - رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يقول ان الاساس الاقتصادي هو اكثر اهمية من تحديد موعد للدولة الفلسطينية. والفلسطينيون يقولون انه يريد فقط الحيلولة دون التقدم في عملية السلام، وقد حدد رئيس الوزراء سلام فياض تاريخا لاعلان الدولة. من منهما على صواب؟

ج - استطيع تفهم الرغبة الفلسطينية بالحصول على احساس بالمواعيد من خلال التأكيد على انه" لا، فهذا سيتطلب ٥٠ عاما او مائة عام". واعتقد ان تحديد موعد ليس ممكنا كما شاهدنا في خطة خريطة الطريق التي دعت الى خطة مستندة للأداء نحو الحصول على دولة فلسطينية. ولا يمكن تحديد تاريخ من خلال الوضع السائد حاليا.أو"عندما تنشأ قوة شرطة عسكرية فلسطينية مناسبة، ونظام قضائي فعال ويستطيع الفلسطينيون توفير الامن والنظام لشعبهم"، وهكذا. ومن هنا لا افهم لماذا من الممكن التقاط تاريخ من الجو والقول"عام واحد، او اربعة اعوام او عامين"- من يعلم؟ ارى ان ما نحتاج اليه هو التحرك في هذا الاتجاه مدركين انه خلال المسيرة ستتحسن حياة الفلسطينيين في الاقتصاد والتنقل . افهم رغبة الفلسطينيين في التحرك بسرعة اكبر واي شخص في وضعهم سيريد ذلك. وقد شاهدناخلال العقود القليلة الماضية ان الجهود لتحريك العملية بسرعة اكبر مما يتطلبه الواقع كان مصيرها الانهيار.

 

س - كيف لأي عملية سلام ان تتحرك دون توحد فتح وحماس بشكل ما؟

ج - لا اعتقد ان وحدة من هذا القبيل خطوة نحو الامام بل ان ذلك سيعرقل جهود قيام حكومة فلسطينية معتدلة ،ولا اعتقد ان ذلك التوحد سيساعد الفلسطينيين . يجب نبذ العنف وتحقيق اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية . ولا أويد حكومة فلسطينية تضم عناصر من حماس.

 

س - الرئيس عباس ليس اقوى الشخصيات في الاراضي الفلسطينية حاليا، فما الذي يمكن ان يحدث اذا جرت انتخابات ولم تدخل حماس في اللعبة ولم تبرز قيادة قوية؟

ج - لا بد ان يفوز شخص ما في الانتخابات وما تزال الانتخابات التشريعية في الذاكرة.بالطبع يمكن ان يفوز الرئيس عباس في الانتخابات الرئاسية بسهولة. سابقا فازت حماس بنسبة ٤٤ في المائة على فتح التي حصلت على ٤١٪. ومن يعلم الى اي حد كان الفوز انعكاسا للتدين مقابل العلمانية ام رفض الفساد.بعض السبب يرجع الى ان حماس كان عندها رجال سياسة محترفون اكثر. واعتقد ان من الممكن ان تفوز فتح على حماس عندما نقول للشعب الفلسطيني"انظروا الى ما نفعله في الضفة الغربية وانظروا الى غزة التي لا تعيش فقط في الفقر، بل تتحول الى نوع من الطالبان تخبر فيها السلطات الناس ماذا يلبسون ، دون ان ننسى المدارس" ولا اظن ان الفلسطينيين الذين نسبة التعليم عندهم هي الأعلى في العالم العربي- اكثر من ٩٠٪ -سيختارون ان يعيشوا في جمهورية مثل طالبان.واذا كان اداء السلطة الفلسطينية وفتح في الضفة الغربية جيدا، فان الفلسطينيين جميعا سيقولون "انظروا، انها الطريقة المناسبة للتقدم".

 

س - قيل الكثير عن تدهور العلاقات بين اميركا واسرائيل في عهد اوباما. ما وجهة نظرك؟

ج - وصلنا الى قدر كبير من الثقة والحميمية في عهد بوش، تم ذلك جزئيا خلال الانتفاضة عندما اعطينا دعما قويا لاسرائيل لمقاومة" الارهاب" وكانت اسرائيل خلال السنوات الاولى من ادارة بوش تعاني الى حد كبير، خصوصا اذا نظرنا الى عدد من العمليات التفجيرية التي ادت الى قتل الف اسرائيلي في المجموع. وهكذا حققنا انجازا لم تستطع ادارة اوباما حتى الآن انجازه. لكني اعتقد ان التحالف بين اسرائيل والولايات المتحدة قوي جدا. وقد عاينت هذا في الكونغرس وعند الشعب الاميركي.ولا اعتقد ان الناس يعلمون مثلا ان معظم السياح الاميركيين الذين يزورون اسرائيل هم من المسيحيين. والدعم لاسرائيل في اوساط المسيحيين الاميركيين هائل. ولذلك اعتقد ان العلاقة بين الجانبين قوية كما كانت دائما. صحيح ان هناك بعض المشاكل مع ادارة اوباما يتوجب اصلاحها.

 

س – اخيرا ماهي توقعاتك، اين سيكون الشرق الاوسط فيما يتعلق بعملية السلام عندما تنتهي فترة ولاية الرئيس اوباما في الحكم ؟

ج – حسنا ، انا جمهوري وهذا يثير سؤالا حول متى ستنتهي ولاية اوباما. هل سيحظى بفترة واحدة أم فترتين رئاسيتين؟ في موقفنا الحالي لا نعلم بالضبط. فالوقت مبكر جدا لنحكم وتقيم. انا متفائل. واذا نظرنا للامور بعيدا عن الحزبية وسألنا اين سنكون بعد 10 سنوات فهناك فرصة معقولة بان شعب ايران سينهض ويستبدل نظامه الذي يبدو انه مكروه بنظام آخر. هذا سيغير الشرق الأوسط لأن الكثير من مشاكل الشرق الاوسط سببها النظام الايران. ومن المعقول التفكير بتقدم حقيقي نحو دولة فلسطينية. لا اعلم ما اذا ستقام دولة فلسطينية لكني اعلم ان تقدما حقيقيا نحو هذه الدولة سيتم احرازه، لأن ما يحدث لآن في الضفة الغربية اراه هو الطريقة العملية للسير نحو الأمام. واعرف ان هناك اناسا كثيرين يرون ان الشرق الاوسط على حافة الانفجار. انا اعتقد ان الأمور ستسير نحو الافضل بعد خمس او 10 سنوات، وستتحسن عما هي عليه الآن.