خبر محلل سياسي لـ« فلسطين اليوم »:قرار عباس « مؤجل » ولم يكن نتيجة فخ سياسي

الساعة 09:52 ص|07 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

أكد محلل السياسي مطلع في الشؤون الداخلية الفلسطينية أن عدول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن قراره الذي أعلنه مؤخرا بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة امرا مستبعداً إذا كان القرار مرتبط بأجندة عربية ودوليه تقضى بإنهاء فترة ولاية عباس .

 

واعتبر المحلل السياسي طلال عوكل في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم"أن قرار عباس جاء نتيجة خيبة أمله من الإدارة الأمريكية التي كان يؤمن بجدية دورها في الوصول إلى حل ولكنه صدم بأن جميع حلولها تصب في صالح إسرائيل .

 

وعن تأثير قرار عباس على الساحة الفلسطينية قال عوكل : " اعتقد أن القرار سيكون مؤجل وذلك لارتباطه بالانتخابات الفلسطينية التي لن تتم إلا بالتوافق الوطني" .

 

وأوضح عوكل في حديثه أن قرار عباس لم يأت نتيجة وقوعه في فخ سياسي وذلك لأن رئيس السلطة له برنامج سياسي قائم على أساس المفاوضات, معتبرا "أن أبو مازن وجد أن التسوية أمر غير ممكن في ظل التحديات من الإدارة الأمريكية التي تريد من الفلسطينيين أن يتنازلوا عن كل شئ وان يقدموا تنازلات غير معقولة" .

 

ورجح عوكل تكون الحياة السياسية للرئيس محمود عباس قد انتهت بقرار عربي ودولي، على غرار نهاية الرئيس الراحل ياسر عرفات ولكن بسيناريو مختلف.

وقال عوكل إن الرئيس ياسر عرفات أنهيت حياته بقرار سياسي "لأنه كان يصعب أن تنهى حياته بالمعنى السياسي وهو على قيد الحياة، فانهوا حياته كلها، وأنا برائي من خلال ردود الفعل الخارجية فان الرئيس عباس انتهت حياته السياسية وذلك بقرار دولي وعربي لكن السيناريو يختلف عن سيناريو إنهاء حياة الرئيس عرفات".

وأشار إلى أن الرئيس عباس اشتكى في خطابه من كل الجهات العربية والدولية والفلسطينية، على أن يتابع مشروعه السياسي الذي دائما ينادي فيه، منوها إلى أن معظم ردود هذه الأطراف على رغبة الرئيس عباس بعدم ترشيح نفس مرة ثانية للرئاسة جاءت باردة.

وأضاف عوكل "إن المشروع السياسي لعباس فشل وذلك بعدما اصطدم بمراهنات غير موفقة، لأن الأمريكان لا يمكنهم أن يخرجوا عن المصالح الإسرائيلية وبالتالي هو(الرئيس عباس) لا يريد أن يتحمل مسؤولية مرحلة سيئة، يضطر أن يقدم فيها تنازلات كبيرة لا يمكن تحملها".

وتابع:"هم (الأمريكان) سيبحثون عن شخصيات أكثر استعدادا للتعامل مع الشروط الأمريكية والإسرائيلية ولكن النتيجة ستكون باتجاه أكثر تطرفا". ونفى أن يكون ما قام به الرئيس عباس مناورة سياسية من أجل كسب بعض الأمور.

واعتبر أن التقييم الذي أجراه الرئيس عباس سيفضي إلى تحول استراتيجي لاحق في الخيارات، قائلا:"سيكون هذا التحول إما الذهاب إلى اتجاه معاكس للسلام والمفاوضات وبالتالي نحو خوض الصراع بطرق مختلفة، وإما مزيد من التدهور باتجاه التسليم والاستجابة للشروط الإسرائيلية وأنا لا أرجح الخيار الأخير، لان الشروط الإسرائيلية والأمريكية قاسية جدا واشك أن يجدوا عميلا فلسطينيا يقبل بما يريده نتنياهو".