خبر ساسة ومحللون: إعلان عباس عدم الترشح للانتخابات خطوةٌ تفاوضية مع الأمريكيين

الساعة 07:04 ص|07 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

اعتبر ساسة و محللون أن إعلان رئيس السلطة الفلسطينية عدم الترشح لفترة رئاسية مقبلة ينطوي على "مناورة" قد تتحول إلى "مغامرة" يخوضها في المرحلة المقبلة بسبب تعثر عملية التسوية واستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وقال المحلل السياسي هاني المصري :"إن إعلان عباس عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل هو مناورة كبيرة قد تصل إلى حد المغامرة".

وأضاف المصري "أبو مازن محبط بشكل شخصي من الأمريكيين والانتقادات الفلسطينية الداخلية والتخلي العربي، ولا يستطيع المضي في المفاوضات من دون أن يعطيه الأمريكان شيئاً".

من جانبه قال جورج جقمان، رئيس مؤسسة الدراسات الديمقراطية في رام الله "إن إعلان عباس هو خطوة تفاوضية مع الأمريكيين، حدد خلالها ثماني نقاط، إذا استجابت معها أمريكا فليست لديه مشكلة في مواصلة المفاوضات".

وأهم هذه النقاط التي أشار إليها عباس في خطابه الالتزام بـ "قرارات الأمم المتحدة بشأن الصراع، وخارطة الطريق والمبادرة العربية، ورؤيا حل الدولتين" وأن تستند الحدود إلى "الوضع الذي كان سائدا ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) 1967" وان تكون "القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة".

وبحسب جقمان فإن عباس "يستخدم الترشح مرة أخرى للرئاسة ومن ثم عودته للمفاوضات كورقة، وهو يضع الآن الكرة في الملعب الأمريكي".

وأضاف "أبو مازن لديه أوراق أخرى، فهو رئيس لمنظمة التحرير إضافة إلى أنه رئيس للسلطة الفلسطينية"، أي أن تخليه عن رئاسة السلطة قد لا يعني تخليه عن قيادة الشعب الفلسطيني.

وحظي إعلان عباس بتأييد حتى من بعض معارضيه، إذ قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة إن خطابه "رسالة واضحة إلى الأمريكيين والإسرائيليين والمجتمع الفلسطيني بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود، واعتبر أنه كان صادقا في حديثه".

وأضاف خريشة "قد أكون اختلف معه في المسار السياسي التفاوضي الا أني اعتقد أن عباس جدي، وهو يقول ما يؤمن به".

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام أن قرار أبو مازن بعدم ترشحه للانتخابات المقبلة يأتي بسبب تعثر المفاوضات وإدراكه بأنها غير مجدية وان إسرائيل غير مستعدة لتقديم أي شيء للفلسطينيين.

وأضاف الشيخ عزام "أن قناعة الرئيس بفشل المفاوضات يجب أن تدفعه لترتيب الوضع الفلسطيني وتعزيز خيار المقاومة طالما أن المفاوضات عجزت عن إعادة الحقوق للفلسطينيين".

إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان :"إن رغبة الرئيس في عدم ترشيحه لفترة رئاسية مقبلة تأتي في غير وقتها وظروفها الملائمة، وتعبر عن انسداد العملية السياسية والطريق المغلق لعملية المصالحة"، مشيرا إلى أن فتح أفق الشعب لا يكون من خلال تعرض موقع الرئاسة للتصدع، مطالبا بالضغط على أمريكا وإسرائيل.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول إن تصريحات الرئيس عدم ترشيحه لولاية أخرى للرئاسة تأتي في ظروف غير ملائمة ويجب العمل على إنهاء الانقسام وعند الحديث عن انتخابات متفق عليها لكل حادث حديث.