خبر خلقتم وحشا.. معاريف

الساعة 01:30 م|05 نوفمبر 2009

بقلم: أفيشاي بن - حاييم

التصريح الاخير لرئيس شاس ووزير الداخلية ايلي يشاي المؤيد لطرد العمال الاجانب باطفالهم وامراضهم من البلاد المقدسة جرت وراءها موجة واسعة من الانتقاد ولا سيما من جانب ما يسمى "المعسكر المتنور". ولكن هذا الحدث يستدعي ذكرى تاريخية مزدوجة. ينبغي أن نذكر ايلي يشاي بالتاريخ اليهودي في العصور الوسطى، المليء بطرد طوائف كاملة بحثت عن العمل والرزق؛ والمعسكر المتنور ينبغي أن نذكره بالتاريخ الاسرائيلي القريب، فنشدد على دوره الهائل في تتويج ايلي يشاي كزعيم لشاس واقصاء آريه درعي الى سجن معسياهو.

بين الحين والاخر تحاول المؤسسة الاسرائيلية التدخل في شؤون اولئك الذين ينطقون باصوات الحاء والعين في الشرق الاوسط ليقرروا من يقودهم. وهذا على أي حال لا ينجح ابدا. في شاس ايضا، مع الفارق، يعملون بكد كي ينفذوا تغييرا في القيادة. ايلي يشاي اعتبر بانه الأمل الابيض لشاس الجديدة وغير الفاسدة، والذي سينقذ اسرائيل من البراثن السوداء لاريه مخلوف درعي، او اذا اردنا ان نضع الحقيقة على الطاولة، من ظهره الشرقي المستقيم. إذ أن هذا هو ما أثار جنونهم.

يوسي بيلين كما يتباهى في كتابه رد باحتقار الحاح الفلسطينيين على تأييد العفو عن درعي لان درعي هو الوحيد القادر هنا على صنع السلام. ونال ايلي يشاي وسائل اعلام عاطفة، حزب العمل اشترط دخول شاس الى الائتلاف في العام 1999 باقصاء درعي. اما يشاي فاستهتر بالجماهير الشرقية التي استغلت حقها الديمقراطي للتصويت لدرعي وتوج. وماذا اصبح لنا منذ ذلك الحين؟ بيلين يواصل تأييد تحرير مخربين فلسطينيين طالما ليس لديهم دم (درعي مخلوف) على الايدي. ولكن شاس الجديدة اتخذت رئيسا يقف على رأس المطالبين بتحرير يهود مسوا بعرب. واذا لم يكن هذا بكاف، فقد اضاف يشاي لشاس حملات التشهير ضد الطائفة المثلية من الرجال والنساء وعلى نحو يشبه تشخيصه للعمال الاجانب اوضح بان المثليين ايضا مصابون بالمرض. مع فارق واحد: الاوائل ينبغي طردهم، اما هؤلاء الاخيرون فيمكن اشفاؤهم.

وماذا بالنسبة للوعد بان تنفض شاس يشاي عنها الفساد؟ حتى هناك لم يطرأ تغيير حقيقي. منذ تتويجه لا تكف شاس عن توفير مادة للعناوين الرئيسة في مجال الفساد – يئير بيرتس، عوفر حوجي، الحاخام الباز، طلب العفو عن بينزري وغيرها. وبشكل مفعم بالمفارقة حول يشاي شاس الى حزب هو الاكثر اوروبية في اسرائيل. حزب يميني متطرف يكره العمال الاجانب، العرب والمثليين. مسألة ارض اسرائيل بالذات ليست في رأس اهتمامه. يمين اوروبي، خلافا لليمين الاسرائيلي القيمي الذي يمثله بيني بيغن وروبي ريفلين، لن تمسكوا به متلبسا بتفوه عنصري. بالمناسبة، درعي ايضا كذلك لا.

لا داعٍ لان ينكسر اولئك الذين دفعوا نحو اقصاء درعي. فبالاجمال خطوة اقصائه كانت لامعة من ناحيتهم: شاس التي تركها درعي مع 17 مقعدا اصبحت حركة متواضعة ومجمدة، جهازها التعليمي لم ينمو ونشاطها الميداني اصبح نكتة داخلية باردة. "اعتقد أن التالي في الدور الذي سيدخل الى السجن سيكون وزير الاتصالات اتياس. ايلي يشاي لن يطاردوه. فهو لا يهددهم"، قال يوم سجن الحاخام شلومو بينزري، شقيقه الحاخام دافيد بينزري فأهان دون رتوش رئيس شاس. وأمس سخر شاسي سابق من اولئك الذين يخشون من أن يتهم يشاي ورفاقه بالتحريض فقال: "على الاقل لا يمكن اتهام ايلي يشاي بتأييد اعمال العنف. فهو بشكل مبدئي ضد الاعمال".