خبر بدء الموسم الشتوي للسياسة الأمريكية.. أيمن خالد

الساعة 06:17 ص|05 نوفمبر 2009

بدء الموسم الشتوي للسياسة الأمريكية.. أيمن خالد

 

كما اشرنا من قبل، أن الحراك السياسي الأمريكي للمنطقة سيكون مطلع الشتاء الحالي، وهو موسم عودة المحاربين الأفغان إلى كهوف تورا بورا، وبالتالي بدء الإجازة الشتوية للطاقم العسكري الأمريكي وبداية الحرب على الجبهة الثانية، الجبهة الدبلوماسية، والتي هي أيضا، تمتد من أفغانستان إلى المنطقة العربية، بحيث ستكون فلسطين محور هذا الحراك، وسنشهد على المستوى العربي دبلوماسية داخلية وخارجية، سوف تنتهي بمجمل الأحوال بسيل من الاتفاقات الجديدة.

 

 وسنعود من جديد إلى العلاقة العربية الإسرائيلية، ودبلوماسية جديدة لتعديل وعد بلفور العربي(المبادرة العربية للسلام) وهناك أيضا مفاوضات السلطة مع إسرائيل، وكلها أشياء محسوبة من حيث المدة الزمنية والصلاحية لها، ومع انتهاء الموسم الشتوي بداية نيسان القادم، تكون قد اكتملت الوعود، والاتفاقات التي جرى الحديث عنها، لكن ما يميز هذه الحقبة كلها، أنها مرحلة نظرية فقط، ستنتهي مع نهاية العطلة الشتوية للكادر الأمريكي الذي هاجسه هو الحرب، ومجمل الأعمال العسكرية، التي يراها في أفغانستان، مقدمة بلقنة عالمية جديدة، يستطيع الانسحاب منها عندما يغرق بقية العالم فيها.

 

 

 

ما يهمنا من ذلك كله، هو ما سيجري على المستوى الفلسطيني او ما يتم التخطيط له من قبل الإدارة الأمريكية، التي تريد استثمار الموسم الشتوي الحالي، لتمزيق الفلسطينيين، ومنع أي وفاق فلسطيني وعربي لإنهاء مأساة غزة، ومنع تحقيق ما يسمى بالمصالحة، وبالتالي التحرك باتجاهات متعددة، تعمل على المستوى العربي على  إشعال فتيل التوترات من جديد، وبالتالي فالمصالحة العربية لن تكون عنوانا مناسبا، إلا لإتمام موضوع واحد، وهو تنازل عربي إضافي لمصلحة الكيان الصهيوني، وغير ذلك فالعرب معنيون أن يختلفوا، ويكشفوا عن تباين مصالحهم الداخلية، وبالمقابل اتفاقهم في سياستهم على الإيمان والالتزام في التوجهات الأمريكية العامة.

 

موسم الانتخابات الفلسطينية هو شتوي، يناسب تفرغ الإدارة الأمريكية للمنطقة، تماما كما هو موسم العديد من الترتيبات الداخلية العربية، من انتخابات إلى استفتاءات، إلى صناعة وتبديل حكومات وغير ذلك من متممات أشكال الدولة العربية المستقلة (الوهم)  والتي سوف تنجب لنا في الصيف القادم، مزيداً من الفرسان الذين تربوا في المدارس الشتوية الأمريكية، في عزلة عن عالمهم العربي بالمطلق.

 

لدينا ولادات جديدة، لقيادات فلسطينية وعربية جديدة، ولدينا دولتان، واحدة في الضفة وواحدة في غزة، ربما يصلح أن نتحدث في الموسم الشتوي القادم عن فكرة تبادل للسفراء بين الضفة وغزة، وقد تكون هذه أقرب إلى العقل من فكرة الحديث عن المصالحة، ولدينا أيضا، دبلوماسية أمريكية باتجاه مختلف الأطراف الفلسطينية، وبالمجمل، فالإدارة الأمريكية متفرغة لنا تماما خلال هذه الأشهر، وهي تعلم أن كل ما يريده العرب والفلسطينيون هي الوعود فقط، وهم بالتالي سوف يمنحون مختلف الأطراف الفلسطينية (الوعود) وكل ما على القيادة الفلسطينية، أن تقيم الاحتفالات، والمهرجانات، بسبب حصولها على الوعود القادمة، وأما تنفيذها فعليا، فيمكن للجميع اللحاق بالأمريكان في موسم تورا بورا القادم، فهناك يتم توزيع الحصص الأمريكية.

 

الأمريكيون يحاربون وفق منطق القرون الوسطى القديم، ففي الشتاء ينامون ويفكرون بالسياسة، وفي الصيف يعودون إلى لغة مختلفة، وحديث الصيف يطوي ايام سبات الشتاء.

 

اليهود يحاربون طوال الوقت وعبر شتى الطرق، وأما العرب فلديهم أزمة تاريخية في سلامة الكرسي والخوف عليه أولا.

 

الفلسطينيون يبحثون عن سر هذا الكرسي العجيب؟؟؟؟؟