خبر خبراء: نتنياهو يهرب من الإدانات بـ« القرصنة البحرية »

الساعة 08:56 م|04 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

شكك خبراء عسكريون عرب في صحة ما أعلنته إسرائيل الأربعاء 4-11-2009 عن اعتراضها سفينة محملة بشحنة أسلحة "ضخمة" كانت متوجهة من إيران إلى حزب الله اللبناني، مضيفين أنه لو صح الأمر فإن ما أقدمت عليه البحرية الإسرائيلية يمثل "قرصنة".

وشدد هؤلاء الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"إسلام أون لاين.نت" على أن الاحتلال يحاول "صرف الأنظار عن تقرير جولدستون والموقف الإسرائيلي الرافض لوقف الاستيطان"، مشيرين إلى أن هذا ليس الإعلان الأول من نوعه، وإن اختلفت التفاصيل.

وبحسب وسائل إعلام وتصريحات رسمية إسرائيلية فإن قوة خاصة اقتحمت السفينة، التي تحمل عددا من الحاويات، في المياه الدولية على مقربة من سواحل قبرص، مضيفة أنها تحمل علم "أنتيجاوا"، وهي جزيرة في البحر الكاريبي.

وقد تم سحب السفينة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وعرضت إسرائيل صورا لأسلحة تقول إنها عثرت عليها في السفينة، وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن هذه الأسلحة تكفي حزب الله لشن حرب على إسرائيل لمدة شهر.

المعلم ينفي

 

ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عمن وصفتها بمصادر مسئولة أن شحنة الأسلحة كانت على متن سفينة وصلت ميناء دمياط المصري من ميناء بندر عباس الإيراني، وفي دمياط جرى نقل الشحنة إلى سفينة أخرى هي التي اعترضتها إسرائيل قبل الوصول إلى حزب الله، حسب قول هذه المصادر.

وخاض حزب الله حربا عنيفة مع إسرائيل صيف 2006، ويتهم مسئولون إسرائيليون حزب الله بالعمل على إعادة تسليح نفسه منذ الحرب التي أطلق فيها مقاتلوه نحو أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل.

غير أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم شدد في مؤتمر صحفي بطهران مع نظيره الإيراني منوشهر متقي على أن ما أعلنته إسرائيل "لا أساس له من الصحة"، مضيفا -وخلافا لما أعلنته إسرائيل- أن السفينة "کانت متجهة من سوريا إلى إيران (وليس العكس)، ولا تحمل أسلحة أو معدات تستخدم في صناعة الأسلحة، بل كانت تحمل بضائع مدينة".

قرصنة بحرية

ما أعلنته إسرائيل علق عليه العميد وليد سكرية، الخبير العسكري اللبناني، قائلا إنه: "يستهدف لفت الانتباه عن الإدانات الدولية للاحتلال على خلفية تقرير جولدستون الذي يتهمها بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة"، وقد بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم مناقشة التقرير تمهيدا للتصويت عليه في خطوة ربما تنقل التقرير إلى مجلس الأمن؛ ما يعني احتمال ملاحقة مسئولين عسكريين وسياسيين إسرائيليين.

كذلك تسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -بحسب سكرية- إلى "التغطية على موقفها الرافض لوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، والذي يهدد بفشل جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستئناف مباحثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

 

وأضاف: "حتى لو كانت هذه السفينة وسابقتها تحمل بالفعل أسلحة فإن من حق المقاومة، سواء في سوريا أو لبنان أو فلسطين، الحصول على الأسلحة لمواجهة الاحتلال، وما تفعله إسرائيل يمثل قرصنة بحرية"، وفقا لسكرية.

وعلق على ما ذكرته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن تل أبيب تلقت معلومات مسبقة عن السفينة بقوله: إن "إسرائيل تستفيد الآن من التفاهم الذي وقعته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني مع نظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس لمواجهة تهريب الأسلحة، فواشنطن تسخر استخباراتها وقدرات الناتو (حلف شمال الأطلنطي) والاستخبارات العربية لخدمة الأهداف الإسرائيلية"، وسبق أن أعلنت إسرائيل في عام 2002 عن اعتراضها السفينة "كارين إيه"، التي قالت إنها كانت تحمل أطنانا من الأسلحة.

"ضغوط" على مصر

اللواء أركان حرب متقاعد بالجيش المصري طلعت مسلم قال من جهته: "لو أن ما أعلنته إسرائيل صحيح فمعنى ذلك أن الاحتلال تفوق هذه المرة استخباراتيا، وأن ثمة أخطاء لدى المقاومة، لكن هذا أمر طبيعي في ظل عمل المقاومة المتواصل، فبالتأكيد هناك نجاحات كثيرة غير معلنة للمقاومة في عملية التسليح".

وشكك في صحة قول الإسرائيليين إن الشحنة جرى نقلها من سفينة إلى أخرى داخل ميناء دمياط المصري قبل أن تعترض القوة الإسرائيلية الخاصة السفينة قرب سواحل قبرص، حسبما أعلن الاحتلال.

وأضاف اللواء مسلم: "أعتقد أن إسرائيل تحاول بحديثها عن ميناء دمياط ممارسة ضغوط على مصر كي تؤثر على الموقف العربي الذي يبدو داعما لتحريك تقرير جولدستون في المحافل الدولية وصولا إلى محاكمة المسئولين الإسرائيليين على الجرائم التي ارتكبوها خلال العدوان الأخير على غزة".

وشن جيش الاحتلال عدوانا على غزة بين السابع والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير الماضيين؛ مما أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة 5400 آخرين بجروح، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء، فضلا عن الدمار الواسع في القطاع المحاصر، مقابل مقتل 12 إسرائيليا فقط، بينهم ثلاثة مدنيين.

المصدر: اسلام ان لاين