خبر ترتيب أفضليات .. يديعوت

الساعة 09:18 ص|04 نوفمبر 2009

بقلم: رونين بيرغمان

الشاباك جهاز استخبارات ممتاز من افضل ما يوجد في العالم، وواحد من قلة نجح في ان يواجه بنجاح كبير تحدي الارهاب الاسلامي المتطرف. وبحق ألح رئيس الحكومة نتنياهو على يوفال ديسكين ان يبقى في عمله.

لهذا النجاح المستمر شيء شاذ واحد مؤسف هو مواجهة الارهاب اليهودي. فاعتقال يعقوب تايتل المتأخر جدا ونشره بعد 14 سنة بالضبط من قتل رابين مثلان على الاخفاق. ان بعض الاسباب لا يتعلق بالشاباك. أفضت ضغوط سياسية على أثر قضية استعمال افيشاي رفيف الى قيود صعبة على محاربة المتطرفين بيننا، في حين كان يجب ان تفضي دروس هذه القضية الى النتيجة العكسية تماما. لم يكن اخفاق الشاباك في منع مقتل رابين باستعمال رفيف بل بحقيقة انه لم يكن يوجد كثيرون مثله.

لكن جزءا من عبء المسؤولية يقع على كاهلي المنظمة. وهو كامن في تحديد غريب لترتيب الافضليات واستثمار الموارد الضئيلة. هاكم مثلا واحدا لا وحيدا: قبل نحو من سنة ونصف نشر في هذه الصحيفة تقرير للموقع ادناه كشف به عن القضية التاريخية المتصلة بالشاباك. اشتمل ايضا على سر محرج لشخص اصبح على الايام واحدا من الاشخاص الاقوياء في دولة اسرائيل. لا يوجد في القضية اي شأن سري – فلم تعد الدول ووكالات الاستخبار المشاركة فيها موجودة. ولا توجد ايضا طرائق سرية او وسائل محكمة. انها قضية مدفونة عميقا في الارشيف.

حاولوا في الشاباك، تحت ضغط ثقيل من هذا الشخص، منع نشر التقرير بطريق الرقابة ورفض ذلك، بعد ذلك نزعوا القفازات. استدعوا الموقع ادناه لمحادثة توضيح في مكتب رئيس الجهاز، حيث بينوا له مبلغ حساسية هذه القضية وعمرها ثلاثون سنة. في مقابلة ذلك بدأ اولئك الاشخاص، الذين كان يفترض ان يعتقلوا تايتل عملية لاحتجاز من سربوا السر الفظيع الى وسائل الاعلام.

رأس العملية رئيس الشعبة نفسه، ي، الذي تلقى في الماضي انتقادا شديدا لاخفاقه اذ كان رئيس فريق التحقيق الذي عين لالحنان تيننباوم، ولانه وافق على ان يوقع معه على صفقة قضائية غفرت له الدولة بها صفقة المخدرات وسائر قبائحه. لم يوفر ي الذي غضب جدا على وسائل الاعلام، شيئا من الموارد ليعمل في مواجهتها.

بذل في القضية ما لا يحصى من ساعات عمل عشرات الاشخاص في الشاباك وفي العلاقات الدولية، واشتمل ذلك على استعمال وسائل الكترونية استعملت في محاولة لاستيضاح من الذي سرب السر المحرج. دعي كثيرون للتحقيق، وصدر أمرا باعتقال بعضهم. وشارك ضباط شرطة كبار بملابس الشرطة وأفرقة تقنية من الشرطة في العملية لبث الخوف في قلوب المحقق معهم. لو ان جزءا من هذه الوسائل استعمل في مواجهة تايتل بعد اعتقاله في 2002 فلربما بدت الحكاية كلها على نحو مختلف.

قبل اسبوعين، في ناد مغلق للمتقاعدين، ذكر رئيس الشاباك هذه القصة بلغة التهديد، وألمح الى انه سيأمر بعد ذلك ايضا باتخاذ خطوات شديدة في مواجهة من يشرك الاعلام في اسرار محرجة. وألح على سامعيه ان لا يخرجوا مضمون اقواله الى الخارج.

ليست هذه الحالة وحيدة، بل انها جزء من سلسلة تحقيقات تتم فقط في قضايا تنشر عنها معلومات مشكلة، ليست البتة على أثر تقارير اطراء. قبل سنتين راقبت الوحدة التنفيذية في الشاباك نائب رئيس الموساد وصحافيين لتتبين هل سرب اليهم معلومات غير اطرائية عن رب العمل مئير دغان (الذي اقال النائب بعد ذلك). وفي قضية اخرى شارك الشاباك فيها، وهي قضية تاريخية عمرها 35 سنة، حقق في المدة الاخيرة مع اثنين من صحفيي "يديعوت احرونوت"، رامي تال هو الموقع ادناه، بتهمة التجسس، لا اقل من ذلك، بزعم اننا نملك في بيتينا وثائق سرية.

صحيح، يحل لمنظمة سرية ان تحاول منع التسريب. لكن لا يحل لها من جهة اخرى مراقبة صحفيين ومحاولة تخويفهم بالتحقيق مع التحذير.

لا شك في ان الشاباك منظمة ممتازة، لكن الويل لكم اذا حاولتم ان تكتبوا انها ليست كذلك.