خبر كفى للمراوحة .. هآرتس

الساعة 09:14 ص|04 نوفمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

مع ختام سنة على انتخاب براك اوباما رئيسا للولايات المتحدة، يتبين أنه في كل ما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي – العربي، والتغيير الذي وعد به يتلخص في تصريحات بليغة وسياسة مشوشة. وبدلا من استئناف المفاوضات على التسوية الدائمة الاسرائيلية – الفلسطينية، والدفع بكل القوة لحل الدولتين، فان القوة العظمى في العالم تراوح في مستنقع المستوطنات.

منذ تسلم الحكومة الحالية في اسرائيل مهامها، طلبت منها المستويات العليا في الادارة الامريكية الكف المطلق عن البناء في المستوطنات، كما تفترض خريطة الطريق. اما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرفض التجميد المطلق. وبدلا منه اقترح أن يتواصل البناء في شرقي القدس، في الكتل الاستيطانية الكبرى، في المباني العامة، في مستوطنات منعزلة ومشاريع الاف الشقق التي توجد منذ الان في مراحل البناء.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طرح تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، مستندا الى الموقف الامريكي. ولكن الرسائل الامريكية كانت مشوشة. في 20 ايار، غداة لقاء اوباما ونتنياهو في البيت الابيض، اوضحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بان الرئيس يصر على الوقف المطلق للبناء في المستوطنات، "بما في ذلك النمو الطبيعي – وكل نوع من النشاط في المستوطنات". في نهاية الاسبوع الماضي، اثنت كلينتون اياها نفسها في زيارتها الى القدس على نتنياهو لاقتراحه "غير المسبوق" لتقييد البناء – وردت الشرط الذي طرحه عباس في أن يسبق تجميد الاستيطان المفاوضات. لا غرو أن مواقفها المتضاربة اثارت الغضب في اوساط الفلسطينيين وفي العالم العربي الى أن اضطرت الى تقديم الشروحات.

ازمة الثقة بين نتنياهو وعباس والفجوة الواسعة بين مواقفهما تستدعيان  موقفا امريكيا مصمما وثابتا، بهدف استئناف المفاوضات والعمل على انهائه، بدلا من اضاعة الوقت والمكانة في عدد لا يحصى من المداولات على صيغ عابثة لتقييد البناء في المستوطنات. لا يكفي مناشدة نتنياهو ان يعزز عباس لمنع سقوط الضفة الغربية بيد حماس. حان الوقت لان يدعو اوباما الطرفين الى مفاوضات جدية ومتواصلة، مرفقة بجدول زمني لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، على اساس خطوط 4 حزيران 1967. لا يوجد تعبير أوضح لالتزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية.