خبر من المسؤول..عائلة فلسطينية تعيش حياة أهل الكهف على شاطئ البحر بخانيونس

الساعة 10:09 ص|03 نوفمبر 2009

من المسؤول..عائلة فلسطينية تعيش حياة أهل الكهف على شاطئ البحر بخانيونس

فلسطين اليوم- خانيونس

أثناء سيرك على شاطئ بحر خانيونس جنوب قطاع غزة، يلوح من بعيد سقف من الزينكو، يبدو لمن يرقبه بالنظر أشبه بتلك الأماكن التي تأوي إليها "البهائم" أو الحيوانات المستأنسة، وعندما تدنو الأقدام من المكان يخال للمرء أن مخلوقات أخرى ربما تسكن المكان، وبدهشة كبيرة يتبين لك أن أصواتاً آدمية تعلو، ثم تبدو الفاجعة وقد لاحت كل معالمها، إن هذه "الخرابة" التي تتموضع منفردة على شاطئ بحر خان يونس، هي بيت يؤوي 10 أفراد دفعة واحدة، تعود للمواطن محمود حسن زعرب الملقب ب "العلّة".

 

دمعت عينا المواطن "العلة" وهو يشتكي إلى الله ظلم المسؤلين رافعاً يديه إلى السماء مبتهلاً أن تأتي ساعة الفرج قريباً بعد أن طال انتظاره للوعود التي قطعتها رئاسات البلدية المتعاقبة على خان يونس منذ العام 1966، ذلك العام الذي شهد مأساة المواطن العلّة.

 

يقول "العلّة" "في عام 1966 قامت بلدية خان يونس بفتح شارع "زعرب 51" واقتطعت في سبيل ذلك أجزاءً من أملاك المواطنين، بما فيها منزلي، وقررت البلدية تعويضي أنا وآخرين بقطع أراضي تبلغ مساحتها من 200 – 400 متر مربع، وجرى تحديد منطقة معينة نتسلم منها الأراضي المقررة"

 

وأضاف العلّة أنهم تفاجأوا بعد ذلك أنه تم إقامة مسلخ بلدية خانيونس على الأراضي المقرر تعويضهم بها، ورفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسليمهم أراضٍ جديدة، برغم أن البلدية كانت قد أرسلت لهم كتباً رسمية تفيدهم بتملكهم في المنطقة المحددة.

 

وأعرب العلّة عن استيائه لعدم وفاء البلديات بتعهداتها فيما يتعلق بمنحه أرضاً يقيم عليها "وطنه الصغير" هو وأبنائه، وبين أنه وفي ذروة شعوره بالظلم الواقع عليه وعلى أطفاله قرر التوجه إلى شاطئ البحر ويقيم منزلاً بدائياً يقي أطفاله ـ ولو بالحد الأدنى ـ حرارة الصيف وبرد الشتاء.

 

لم تنته معاناة المواطن العلّة عند هذا الحد، بل تفاقمت الأمور عندما ناءت المسافة بين أطفاله ومدارسهم، وعندما أصبح أقرب مركز صحي يبعد عنه ثلاثة كيلومترات، وأضاف أن برد الشتاء يصيب أطفاله بالأنفلونزا الدائمة، ويسبب لهم نزلات شعبية حادة، كمان أن ألواح الزينكو تفاقم المعاناة في الصيف ليستحيل المكان إلى ماهو أسوأ بكثير من مقبرة تضم بين جنباتها أحياء يرزقون، ناهيك عن انقطاع المواصلات في ساعات الليل المتأخرة والتي يستحيل معها التنقل في الظروف الطارئة إذا ما اقتضت الضرورة.

 

يبعد "منزل" المواطن العلّة عن شاطئ البحر قرابة عشرين مترا ، وهو من معالم شاطئ بحر خان يونس المشهورة والمعروفة تماماً، يعرفها السائقون ويعرفها المصطافون أيضاً، وتخشى زوجته أن تستيقظ ذات صباح لتجد أن مياه البحر قد ابتلعت منزلها وأطفالها، خصوصاً في موسم الشتاء عندما يعلو المد البحري وترتفع الأمواج كالجبال، في وقت يكافح الكثيرون فيه لوضع مكيف هواء دافئ في كل غرفة من غرف بيوت قطاع غزة!!

 

تقول زوجة المواطن العلّة:"الغريب في الأمر أنه وبرغم مكابدتنا وتحملنا لكل هذه المشاق طيلة هذه الأعوام، وبرغم الآذان التي صُمّت عن سماع شكوانا، حيث "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا" فتقوم بلدية خان يونس من حين لآخر باشعارنا بضرورة إخلاء المكان وإلا فإنها ستهدمه من تلقاء نفسها وتحملنا مصاريف الإزالة"، وتضيف متسائلة "هل هذا هو التعويض الذي انتظرناه 45 عاماً يا بلدية خان يونس؟!"

 

واستعرضت " الظروف المعيشية التي لا تطاق في "منزلها" حيث أن ستة من أبنائها ينامون في حظيرة زينكو واحدة، وهي والآخرين ينامون في "الغرفة" المجاورة.

 

وناشد المواطن العلّة كافة المسؤولين، وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس الوزراء، أن يقفوا إلى جواره وينصفوه، وأن يعيدوا له الحق السليب وأن يرفعوا عنه الظلم الصريح، ويدعو الحكومة إلى وقف قرار الإزالة الذي أصدرته سلطة الأراضي حتى يتم توفير البديل المناسب ويجري إيواء أطفاله في بيت تتوفر فيه شروط العيش الإنساني.