خبر فروانة: إسرائيل تواصل اعتقال 44 أسيرا مقدسيا منذ ما قبل اتفاق أوسلو

الساعة 07:22 ص|03 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أفاد الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، اليوم، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتقال 44 مقدسياً منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

 

وأوضح أن هؤلاء الأسرى قد أمضوا في السجن ما بين 16 عاما و29 عاما متواصلة، ومنهم من يصارع الموت كالأسير علي شلالدة، وأن من بين هؤلاء 20 أسيراً ضمن قائمة 'عمداء الأسرى' وهو مصطلح يطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، فيما قائمة 'جنرالات الصبر' وهو مصطلح يطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، تضم أسيراً واحداً من القدس هو فؤاد الرازم الذي يعتبر عميد الأسرى المقدسيين عموما.

 

وأشار فروانة إلى أن من بين الأسرى المقدسيين القدامى 28 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات، و16 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن لسنوات طويلة ومتفاوتة تصل إلى 82 عاما.

 

 وأضاف أن 5 أسرى مقدسيين من 'عمداء الأسرى' كانوا قد اعتقلوا في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1986، قد دخلوا الشهر الماضي عامهم الرابع والعشرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهم: الشقيقان عبد الناصر داوود مصطفى الحليسي (50 عاما)، وطارق داوود مصطفى الحليسى (43 عاما) المعتقلان منذ 16-10-1986، وقد صدر بحقهما حكم بالسجن المؤبد، وإبراهيم حسين على عليان (45 عاما) الذي اعتقل بتاريخ 19-10-1986 ويقضي حكماً بالسجن المؤبد، وسمير إبراهيم محمود أبو نعمة (49 عاما) وهو معتقل منذ 20-10-1986، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد، وحازم محمد صبرى عسيلة (48 عاما) وهو معتقل منذ 21-10-1986، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد، وجميعهم غير متزوجين، واعتقلوا على خلفية الانتماء لحركة 'فتح' ومقاومة الاحتلال.

 

وقال فروانة: بذلك يصبح مجموع عدد الأسرى المقدسيين الذين أمضوا 23 عاماً وأكثر في الأسر وبشكل متواصل، 12 أسيراً، وهم بالترتيب وحسب الأقدمية خلال فترة اعتقالهم الحالية: فؤاد الرازم، هاني جابر، علي مسلماني، فؤاد بختان، خالد محيسن، عصام جندل، علاء البازيان (فقد لبصر منذ اعتقاله)، عبد الناصر الحليسي، طارق الحليسي، إبراهيم عليان، سمير أبو نعمة، وحازم عسيلة، منوهاً إلى أن بعض هؤلاء سبق وأن أمضوا عدة سنوات في خلال فترات اعتقال سابقة.

 

وأشار فروانة إلى أنه وبالإضافة إلى هؤلاء، فإن أسيراً سادساً من القدس وهو أحمد رباح عميرة (41 عاما) قد دخل عامه الثاني والعشرين في الأسر خلال تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، حيث أنه معتقل منذ 25-10-1988، وهو أعزب ويقضي حكماً بالسجن لمدة 37 عاماً وثمانية شهور.

 

وأضاف أن أسيرين آخرين من القدس أيضاً قد دخلا عامهما السابع عشر في الأسر وهما: سليم اسحق الجعبة (36 عاما) المعتقل منذ 6-10-1993، ويقضي حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، وإبراهيم سليم شماسنة (45 عاماً) المعتقل منذ 12-10-1993، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات و20 عاماً.

 

وكشف فروانة أن نحو 350 مواطناً مقدسياً يقبعون في سجون الاحتلال، بينهم 4 أسيرات، وهن: آمنة منى،معتقلة منذ كانو الثاني/ يناير 2001 وتقضي حكماً بالسجن المؤبد، وسناء شحادة المعتقلة منذ أيار/ مايو 2002 وتقضي حكماً بالسجن المؤبد أيضاً، وابتسام عيساوي المعتقلة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2001، وتقضي حكماً بالسجن لمدة 14 عاماً، وندى درباس وهي معتقلة منذ أيار/ مايو 2007 وتقضي حكماً بالسجن 6 سنوات.

 

وأكد أن الأسرى المقدسيين هم جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، وشاركوا إخوانهم النضال ضد إدارة مصلحة السجون وخاضوا معهم عشرات الإضرابات عن الطعام، وقدموا 14 شهيداً خلف القضبان منذ العام 1967، ومن هؤلاء الأسرى الشهداء من كانوا أعمدة أساسية للحركة الأسيرة وجزء من تاريخها، فيما حفرت أسماؤهم في الذاكرة الفلسطينية عامة، وعلى سبيل المثال لا الحصر الشهيد قاسم أبو عكر، إسحق مراغة، عمر القاسم، مصطفى العكاوي، محمد أبو هدوان، ومجدي موسى، الذي استشهد في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.

 

وأضاف: يتصادف يوم غد الأربعاء الرابع من تشرين ثاني/ نوفمبر الذكرى الخامسة لاستشهاد الأسير المقدسي محمد أبو هدوان، الذي استشهد عام 2004 بعد قضاء نحو عشرين عاماً في الأسر.

 

وأوضح فروانة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتبرت سكان القدس عموماً سكاناً مقيمين دائمين لديها ومنحتهم بطاقات الهوية الزّرقاء، وتعاملت مع الأسرى المقدسيين معاملة الأسرى الفلسطينيين في الزنازين والتعذيب والأحكام الجائرة والظروف الاعتقالية والحياتية والمعاملة اللاإنسانية، فيما حرمتهم بالمقابل مما يمكن أن يحصل عليه الأسرى الفلسطينيون من 'امتيازات' متمثلة بإفراجات في إطار العملية السلمية أو صفقات التبادل أو ضمن ما يُسمى إفراجات 'حسن النية'، وقد استبعدوا فعلياً من تلك الإفراجات. وبذات الوقت تعاملهم معاملة السجناء الإسرائيليين الجنائيين، باعتبارهم يحملون هوية إقامة دائمة 'زرقاء' وتعتبر سجنهم والأحكام الصادرة بحقهم شأناً داخليّاً، وأنهم يخضعون لقوانينها الداخلية، وفي الوقت ذاته تحرمهم من الامتيازات التي يحصل عليها السجناء الإسرائيليون.

 

وأكد أن حال الأسرى المقدسيين وفقاً لهذه المعطيات أكثر ألماً وقسوة، وأن قضيتهم شائكة ومعقدة، وأن استمرار هذا الوضع المؤلم، وتكرار مشاهد الاستبعاد، إنما يترك آثاراً نفسية ومعنوية سيئة عليهم وعلى ذويهم وعلى المقدسيين عموماً.

 

وأعرب فروانة عن قلقه الشديد من استمرار التعامل الإسرائيلي معهم وفقاً لهذه المعايير الظالمة وآلية التعامل القاسية، والإصرار على استمرار احتجازهم واستبعادهم من أية افراجات، ما يعني أن لا مجال لتحرر أي منهم إلا لمن يقضي فترة حكمه، وهناك الكثير منهم يستحيل أن تنتهي فترة محكومياتهم الطويلة.