خبر كيف سيتم إنقاذ الأنفاق من أمطار الشتاء؟

الساعة 06:20 ص|03 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

على مقربة من الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية بدأت أشعة الشمس تتسلل بخفة إلى الأرض المحاصرة غير آبهة بالأسلاك الشائكة وذلك الجدار الحديدي الصدئ الذي يحول دون تواصل سكان القطاع مع العالم الخارجي.

 

ومع إشراقة الشمس وتلاشي ظلام الليل بدأت تتكشف بعض المشاهد التي تجري على الجانب الفلسطيني، فبالقرب من شريط الأنفاق الحدودي كانت مجموعة من العمال تحاول بحركة سريعة وجهد متزايد نقل أكياس الرمل ليغطوا منافذ أنفاقهم لحمايتها من تسرب مياه الأمطار التي قد تُصدع جدرانها الطينية وتعرضها للانهيار.

 

فمع اقتراب موسم الشتاء يدخل عمال الأنفاق معركة جديدة تتعاظم فيها المخاطر والتحديات، والفائز من يستطيع منع تسلل المياه إلى نفقه ويحميه من الانهيار المفاجئ الذي قد يقبض معه عدداً من الأرواح.

 

من وسط زحمة المشاهد على الحدود بدا "أبو محمود" من بعيد يحاول بناء خيمة يغطي بها منفذ نفقه لحمايته من "العدو الجديد". وبعد أن انتهى من عمله الذي وصفه بالمرهق قال الشاب الغزي: " نستقبل الشتاء ببناء خيام أعلى منافذ النفق لنحميه من مياه الأمطار، إضافة إلى وضع سواتر رملية حول مدخل النفق لمنع سيول المياه من التسرب".

 

وأضاف أبو محمود: " نضع مضخة متصلة بخراطيم تمتد من قلب النفق إلى منفذه لإخراج المياه المتسربة، إضافة إلى ذلك نضع نشارة الأخشاب حول منفذ النفق لتمتص المياه قبل وصولها، وهذا يجفف 70% من الأمطار (..) هناك مضخات هواء أخرى في الداخل لمنع الرطوبة ".

 

وأوضح أنهم يعملون على تدعيم جدران النفق من الداخل بالأخشاب والدعامات الحديدية للحيلولة دون تصدعه أو الانهيار المفاجئ.

 

وعلى مقربة من أبي محمود جلس علي السكسك على صخرة ليريح جسده المرهق بعد أن أنهى بناء خيمته، وقال بأنفاس متسارعة: "هذه الإجراءات البسيطة هي كل ما نستطيع إنجازه في الوقت الحالي لنحافظ على مصدر رزقنا الوحيد المتاح أمامنا ففي نهاية الأمر لن نتمكن من بناء قصور عتيدة لحماية أنفاق الرمال"، مشيراً إلى أن الحرب الإسرائيلية والغارات المتكررة أنهكت تلك الأنفاق من جهة والأمطار تدمرها من جهة أخرى وبذلك باتت الأنفاق بين خطرين.

 

ويعتمد عمال الأنفاق على الأخشاب بالدرجة الأساسية لتدعيم أنفاقهم التي أصبحت المنفذ الوحيد لـ1.5 مليون فلسطيني يخضعون لحصار إسرائيلي مشدد منذ أكثر من عامين شل جميع جوانب الحياة في القطاع الساحلي.

 

على ما يبدو أن عمال الأنفاق سيدخلون هذا الشتاء معركة حامية الوطيس فأسلحتهم بدائية ومياه الأمطار غزيرة ورمال منافذهم الأرضية لا تستطيع المقاومة. الحاج "أبو رامي" يؤكد أن مضخات الهواء أكثر أسلحة الشتاء فاعلية لا تستطيع حماية الأنفاق من الانهيار لأن أساساتها غير مدعمة من الأصل.

 

وقال:" مع تشرب التربة لمياه الأمطار تصبح أثقل وزناً وفي حال انهارت على أحد العاملين تزداد خطورتها إلى الضعف (..) ثقل وزن التربة يقلل من قوة تحمل جدران النفق مما يهدد بشكل دائم خلال الشتاء انهيار هذه الأنفاق". وانهار في بداية الشتاء أكثر من ثلاثة أنفاق بالقرب من بوابة صلاح الدين الحدودية ومخيم الشعوث جنوب غرب مدينة رفح نتيجة تساقط الأمطار بغزارة على المنطقة الحدودية جنوب قطاع غزة.

 

من جهته، أكد نائب بلدية رفح جابر قشطة على أن وضع الأنفاق خطير لدرجة كبيرة نتيجة الأجواء الماطرة، وهذا يؤدي إلى وجود تخوفات من الانهيارات المستمرة خاصة بعد الحرب الأخيرة على غزة التي خلخلت الأرض، موضحاً أن طواقم البلدية ومعداتها جاهزة لحماية المواطنين وعمال الأنفاق.

 

وبينّ قشطة أن المواطنين استعدوا بدرجة بسيطة تقيهم من انهيار أنفاقهم نتيجة هذه الأمطار إلا أن هذا كله لا ينفي الخطر الكبير المتوقع بين كل لحظة وأخرى، خاصة مع وجود التشققات في الأرض نتيجة القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن بعض المنازل في الطرف المصري بدأت تعاني من أضرار جسيمة من الأمطار والجو العاصف في موسم الشتاء نتيجة لوجود حفريات أسفل هذه المنازل.