خبر واشنطن تنتظر الرئيس .. معاريف

الساعة 09:21 ص|02 نوفمبر 2009

بقلم: شموئيل روزنر

ما هو المشترك بين باكستان وفلسطين؟ لكلتيهما عينت ادارة اوباما "مبعوثين خاصين"، رفيعي المستوى – ريتشارد هولبروك في آسيا، جورج ميتشيل في الشرق الاوسط – وفي كلتيهما تبين بان مثل هذا التعيين، مهما كان مباركا، ليس المفتاح لحل المشاكل الجوهرية.

في هاتين الساحتين رفع المستوى هذا الاسبوع. فقد ازيح المبعوثان عن مقدمة المنصة في صالح زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. لعلها ظنت أنه سيكون بوسعها أن تقوم ببضع ساعات ما لم يقم به مبعوثاها في عدة اشهر. ولعلها قررت بان هذا هو الاوان لاظهار الزعامة. السؤال "اين وزيرة الخارجية" انطلق على نحو متواتر في الشهر الاشهرة، وفهمت كلينتون بانه حتى لو لم يكن ممكنا عمل الكثير، فيمكن على الاقل لها أن تظهر.

اليوم تجد كلينتون نفسها في حالة معروفة: في اللقاء مع وزراء الخارجية العرب في المغرب ستحاول ان تستخدم من خلالهم رافعة تؤثر على رئيس فلسطين محمود عباس للعودة الى المحادثات مع حكومة اسرائيل. كما أنها ستضغط عليهم كي يتخذوا خطوات "تعززه". ليس مؤكدا انهم سيكونون معنيين كثيرا بالاستجابة لها. حتى الان، في المحاولات السابقة فشلت ادارة اوباما في تحريك العرب للقيام باعمال تلطيف اجواء تتعلق باسرائيل، فشل مبعوثو الرئيس – فشل ايضا الرئيس نفسه. وكان من قال لا – مثل السعوديين. وكان من وافق على مبادرات متواضعة – كعُمان. في المحادثات مع الامريكيين في ابو ظبي، قبل ثلاثة ايام، بدا الرئيس الفلسطيني غاضبا. وهو غاضب على الادارة، غاضب على اسرائيل ولكن اكثر من الجميع غاضب على العرب الذين تركوه في ذروة عاصفة تقرير غولدستون. في هذه الاثناء ترفض السلطة الفلسطينية التأثر بالاتفاقات التي تحققت بين الولايات المتحدة واسرائيل في موضوع المستوطنات. ولكن الامريكيين يعتقدون بانهم مع ذلك قريبون من استكمال وثيقة ترتب اجراءات المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية تكون مقبولة من الطرفين. هذا لا يعني أنهم سينشرونها على الفور. المناخ السياسي ليس مريحا لابو مازن. الخطوة ستكون بسيطة: ابرام تقريبا كل شيء، ولكن ليس كل شيء، لترك شيء ما للحظة المناسبة. الزمن الذي يمكن فيه الانتقال من الاتفاقات الى الافعال. هكذا (يأمل الجميع) يمنع نشر مبكر لورقة لا يريدها الفلسطينيون في هذه اللحظة على الطاولة. على أي حال، الخطوة الامريكية تراوح في المكان. لعلهم كانوا آخر من يفهم ذلك، ولكن الحديث مع كبار المسؤولين يبين ان القرار قد اتخذ. في واشنطن ايضا يعرفون بانه الى أن يتم ترتيب المسائل السياسية المزعجة لرئيس السلطة، الى أن يعرف ما سيكون مصير الانتخابات والرئاسة الفلسطينية، لن تكون انجازات كبرى. "المستوطنات لم تكن ابدا شرطا مسبقا للمفاوضات"، قالت وزيرة الخارجية كلينتون في المؤتمر الصحفي مع نتنياهو. ينبغي قطع هذا الاقتباس والاحتفاظ به لحالة أن تغير الوزيرة مرة اخرى نبرتها. في شهر حزيران الماضي، في مؤتمر صحفي غاضب الى جانب ليبرمان، قالت كلينتون ان التجميد هو جزء "هام وحيوي في دفع الجهود الى الامام" لاحلال اتفاق سلام. كما أنها نفت وجود "اتفاقات غير رسمية أو شفوية يمكن فرضها". ولكن كلينتون نهاية تشرين الاول بدت مختلفة عن تلك في حزيران. عندما تكون اسرائيل راضية، يتذمر الفلسطينيون. الامريكيون لن يعترفوا بذلك بالفم المليء، بالطبع، وسيواصلون الحديث عن الحاجة العاجلة للتقدم. ولكن بينهم وبين أنفسهم صاغوا هدفا اكثر تواضعا بكثير، اكثر معقولية بكثير. فهم يريدون الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، أن يطفئوا اللهيب والحماسة، ان يبحثوا عن كوة يمكنهم عبرها ان يتسللوا مع قدوم الوقت. التصريحات الفظة لصائب عريقات تبدو لهم زائدة لا داعي لها بشكل عام. وكذا ايضا تصريحات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. في هذا الوقت، كما يعتقدون من الافضل ادارة حوار هادىء. والتقدم حيثما كان ممكنا. ومساعدة الرئيس حيثما كان ممكنا. وانتظار الانباء الطيبة.