خبر الحج من خلال المسابقات..جائز

الساعة 08:53 ص|02 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات    

السؤال: هل يكون ثواب الحج فيمن فاز به في مسابقة مثل ثواب المنفق علي حجه من ماله؟

يجيب عن هذا السؤال الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول:

فان الحج إلي بيت الله الحرام فريضة محكمة باجماع العلماء. وذلك بناء علي ما ورد بشأنها في كتاب الله تعالي وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم حيث قال جل شأنه: "ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" وقال رسول الله: "بني الاسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا" وقد اقتضت حكمته جل شأنه تنويع الابتلاء حين الزم العباد بالعبادات فقد جعل الابتلاء في بعض العبادات في الابدان فقط كما هو الحال في الصلاة والصيام. حيث لا يصح أن يصلي أو يصوم أحد بدلا عن أحد.

 

لأن المقصود من فرض الصلاة والصوم هو ابتلاء بدن المسلم المكلف حتي يشعر بالخضوع والتضرع والانقياد ببدنه لله رب العالمين. ومن العبادات ما فرضه الله ابتلاء في المال فقط كما هو الحال في الزكاة والكفارات حيث يقدم المسلم ما يجب عليه. من هذا المال طائعا مختارا راجيا من الله عز وجل قبول ما أخرج من ماله. في وجوه البر والاحسان..ومن العبادات ما فرضه الله تعالي ابتلاء في البدن والمال معا وذلك في الحج والجهاد. فان المسلم يتجشم الصعاب ويواصل الجهاد بنفسه وماله في سبيل مرضاة ربه.

 

وعلي ذلك: فالحج ابتلاء من الله للمسلم أو المسلمة حيث يبذل كل منهم جهده مضحيا براحته محتملا مشقة السفر والترحال. في وسائل المواصلات في البر والبحر والجو إلي جانب ما يتطلبه ذلك من النفقات الكثيرة سواء ما يقدم لوسائل المواصلات التي توصله إلي هناك. وما ينفقه علي مطعمه ومشربه وملبسه وسكنه هناك مع توفير نفقة أهله في بلده مدة بقائه هناك حتي يرجع. فان وجد المسلم من يكفيه نفقات سفره ونفقاته الشخصية إلا أنه يبقي عليه توفير نفقات أهله في بلده. ثم ما يتكبده من المشاق البدنية في هذه الرحلة المباركة والأجر علي ذلك عظيم لحصل علي أجر عظيم إذ يحتسب الثواب علي قدر ما يعانيه المسلم من المشقة. وان كان الأجر الذي يحصل من رحلة الحج لحساب الجهة صاحبة المسابقة عظيما. لكن أجر الحاج علي نفقة نفسه أكبر وأعظم لما تضاعف له من الأجر نظرا لما بذله من مشقة بدنية.