خبر معركة الخلافة المصرية - مسموح جلد الرئيس.. يديعوت

الساعة 11:10 ص|01 نوفمبر 2009

بقلم: سميدار بيري

سيكون فرحا، كما يقال عندنا، اذا ما قرر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تحقيق تلميحاته شديدة الوضوح في انه سيدخل في منافسة على منصب الرئيس القادم لمصر. موسى، ليس طفلا، ابن 73، كان وزير خارجية بارز ومعبر من ناحية مصر، لاذع ومعاد من ناحية اسرائيل. هو الذي طور السلام البارد ليصبح التوصية الجارفة في انه "من الافضل عدم الركض نحو علاقات طبيعية مع اسرائيل". مع موسى، الفنان الاعلامي، يعرف المرء انه دوما سيخرج بعنوان الرئيس، ولا سيما حين يدور الحديث عن النفور الذي يظهره تجاه سياسيين اسرائيليين، والرئيس بيرس على رأسهم. كل لقاء بين الرجلين وعد بفضيحة اعلامية وترك الطرف الاسرائيلي مع طعم مرير.

الان، عندما اصبحت الجامعة العربية التي يترأسها ساحة عمل مملة، بوابة ميزانيات ونفوذ، يقول موسى انه "لا يستبعد امكانية" ان يتنافس على الرئاسة. لكل مواطن مصري الحق، كما ألقى بالقنبلة، ومنذئذ وهو يبقي الاوراق السياسية قريبة من صدره، يلفه دخان السجائر التي يحاول نفخها في كل مرة يبحث فيها عن المتعة.

توقيت رصاصة البدء التي اطلقها موسى لم يتم اختياره بالصدفة. ففي نهاية الاسبوع افتتح في القاهرة مؤتمر حزب السلطة: ولكن اكثر مما هي الخطابات، تشكيلة المشاركين والمواضيع المشتعلة، فان مسألة وراثة الحكم كانت هي الموضوع. دفعة واحدة تحطمت كل الحواجز، فبات مسموحا اجراء مداولات حماسية في مسألة "من سيكون الرئيس القادم". لم يعودوا يغلقون الصحف ولا يقتادون الى التحقيق من يجلدون الرئيس.

مبارك ابن 81، ولايته الحالية، الخامسة، ستنتهي بعد اقل من سنتين. المعارضة التي اقامت حركة "كفاية" لحكم مبارك الاب الطويل خرجت الان بشعار "ما يحكمش"، بمعنى لن يحكمنا، والقصد هو الخليفة المحدد، جمال مبارك، ابن الـ 45. الفضل الكبير لجمال، كأبن الرئيس، هو ايضا النقيصة التي يستخدمها معارضوه ومن يحرضون ضد التوريث يتجاهلون عن قصد كفاءاته.

في بورصة الاسماء تعتمل اسماء د. محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجنرال عمر سليمان وزير المخابرات المصرية، وكما اسلفنا النجم الجديد – القديم، الامين العام للجامعة موسى.

في اسرائيل ايضا تنشأ صحوة. يعدون اوراقا، ويدرسون سيناريوهات. ليست مصر فقط هي الجار الضخم وذو المصالح، كل هزة في السياسة، كل اشارة توتر ووهن في القيادة، من شأنه ان يؤثر علينا ايضا. صورة الشارع تدل على انعطافة قوية نحو التطرف الديني. النساء الشابات تخرجن لاول مرة للتظاهر من اجل الحق في الحجاب.

لو كان بوسعنا ان نوصي، لوضعنا مبارك الصغير في رأس الهرم والى يمينه الجنرال سليمان، او العكس. لا جدال في تجربة وحكمة الجنرال، لا جدال في ان مبارك الصغير اكتسب في 14 سنة له في السياسة تجربة غنية. الخبراء عندنا يصرون على انه بالسلوك الملتوي لمصر، ليس للامين العام موسى فرصة، ويترجمون بالون الاختبار الذي اطلقه الاسبوع الماضي لخطوة يتخذها بالذات في صالح مبارك الصغير.

وملاحظتان في موضوع منظومة العلاقات: الاولى، عشرات الصحفيين من كل ارجاء العالم دعوا ليحلوا ضيوفا على حزب السلطة في القاهرة لتغطية المؤتمر. لم يحظ اي صحافي اسرائيلي بذلك. الثانية، الاسبوع الماضي تم في السينمتك في تل ابيب بث احتفالي للفيلم المصري "ايام السادات".كان هناك من خرجوا دامعين من الفيلم الذي ينتهي بالزيارة التاريخية الى القدس وباغتيال الرئيس. وكان هناك من اختاروا الوقوف عند نصف الكأس المليء: فيلم مصري يأتي اخيرا الى مؤسسة حكومية – بلدية في اسرائيل وان كان ليس واضحا اذا كان هذا بعلم المخرج وماذا سيكون مصيره في القاهرة اذا ما اكتشفوا "الفضيحة".

ولمحبي التشبيهات: "زيارة الفرقة الموسيقية" خاصتنا بث في مصر على نحو شبه سري تقريبا، تحت ظل حراسة مشددة، في ظل نشر يندد بكل المحليين (القلائل) الذين تحلوا بالشجاعة لاظهار تواجدهم.