خبر نحن لا بد سنريهم.. معاريف

الساعة 11:07 ص|01 نوفمبر 2009

بقلم: ياعيل باز ميلاميد

لو لم يكن العالم باسره ضدنا حقا، لكان ينبغي لبنيامين نتنياهو أن يخلق عالما كهذا. يخيل أنه لم تكن هناك ايام افضل من هذه لاسرائيل، ولا سيما للرجل الذي يقف على رأسها.

كلما تعاظم الانتقاد على سلوك اسرائيل في اوساط الدول الاوروبية هكذا نحتشد اكثر حول احدى الحكومات الاسوأ في تاريخ الدولة، والتي سنأكل جميعنا ثمار قصوراتها لسنوات كثيرة قادمة. ولكن ماذا، هي لا تثير اعصاب احد، ولا تثير حفيظة أي جهة.

رئيس الوزراء مرتاح ومعتد، محوط من جهة بايهود باراك، ومن جهة اخرى بافيغدور ليبرمان فيما تواجهه معارضة مثيرة للشفقة.

لنركز هذه المرة على التدهور المخيف في تاييد اسرائيل في العالم، ولا سيما في الدول الاوروبية، ومن الجهة الاخرى على ازدهار فهم الموقف الفلسطيني. اذا كان العرب بالفعل على هذا القدر من التخلف وانعدام العقل، مثلما قرر د. دان شيفتن في المقابلة في ملحق نهاية الاسبوع، إذن كيف يحتمل أن بالذات في مجال الاعلام، الذي يحتاج الى ذكاء وفهم غير قليل لنفسية واجتماعية الثقافة الغربية، هم الذين انتصروا علينا بالضربة القاضية؟

معظم الدول الاوروبية، بما فيها الدول الكبرى والصغرى، بما فيها الدول المتطورة والاقل تطورا، كلها تقريبا بصوت واحد تشتري الموقف العربي المعروف سواء بالنسبة لحملة "رصاص مصبوب" في قطاع غزة في الشتاء الماضي أم بالنسبة لسياسة الاحتلال الاسرائيلية، ام بالنسبة للجانب المحق من النزاع. لماذا هذا لا يحصل؟ التفسير بسيط جدا وبائس جدا: هذا لا يحصل لان العرب هم اعلاميون افضل. هذا يحصل لاننا اعلاميون سيئون.

كيف يحتمل؟ بسبب الغرور. بسبب أننا راضين جدا عن انفسنا، لدرجة انه بات غير ضروري توظيف الفكر في اقناع الاخرين بعدالة موقفنا. ماذا يهمنا ما يقوله الاغيار اولئك، ممن لا يفهمون شيئا.

وبعض المزيد، اذا ما اثاروا اعصابنا حقا، فلعلنا حتى ننسحب من الامم المتحدة، كما اقترح مناحيم بن في هذه الصحيفة يوم الاربعاء الماضي. انتظروا، انتظروا، انتظروا. نحن لا بد سنريهم. سنخرج انفسنا بسبب جوقة الشعوب ونجلس مع انفسنا في ظل الربت المتبادل على الكتف.

بين الحين والاخر سنبعث ببضعة وزراء بلا وزارة وبلا عمل، مثل بوغي يعلون، او نائب وزير الخارجية داني ايالون الى "حملة محاضرات" في الولايات المتحدة، وكأن عالم الاعلام لم يجتز منذئذ هزة عظيمة.

لنراكم تجلسون ساعة أو ساعتين في محاضرة لدان ايالون وبوغي يعلون بارادتكم الحرة. هذا سلاح الثمانينيات. في 2009 هناك حاجة لسلاح نووي. ولكن لا. اسرائيل لن تأخذ افضل عقولها في مجال النشر والاعلام، ولديها الكثير من هؤلاء، لتقيم غرفة عمليات خاصة وتحاول اعطاء جواب ما لواقع من الصعب تفسيره لمن لا يعيش هنا، ولكن لمن يعيش هنا ايضا.

كي نشرح 42 سنة احتلال يجب أن نخترع الدولاب. كي نشرح قتل 1.400 مواطن ابرياء في غزة كيف ربط العربة والجياد بهذا الدولاب. ولكننا لن نبذر الطاقة على عالم هو مسبقا لا سامي، كاره لاسرائيل ومحب للعرب.

نحن الاكثر عدلا، الافضل، الاجمل، ومن لا يفكر هكذا، فليحذر. نحن سنقاطع استقبالاته، مثلما فعلنا للصينيين او نبعثه الى الجحيم مثلما نحن نعرف كيف نفعل. انتم، ايها العالم الزائف، لن تقولوا لنا اننا غير محقين. وكونكم كنتم قبل سنة – سنتين معنا تماما، لا يعني انكم رغم ذلك لستم لا ساميين.