خبر حكومة غزة تستعد لإنشاء مجمع هندسي للاستفادة من ركام المنازل المدمرة

الساعة 06:47 ص|01 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

مع دخول فصل الشتاء واقتراب الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا تزال عملية إزالة أنقاض وركام المنازل والمنشآت المدمرة بفعل الصواريخ الإسرائيلية، مستمرة على قدم وساق ترقباً لمرحلة إعادة الاعمار المنشودة.

 

ورغم الحصار المشدد يحاول الغزيون التقدم نحو الاعمار، الذي ربط بالتطورات السياسية، على الرغم من تفاقم معاناة المشردين ودخول فصل الشتاء عليهم دون مأوى. فإلى الغرب من مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة)، وبالتحديد فيما يسمى "محررة غانور"، التي كانت مستوطنة يهودية قبل ذلك، يُشاهد كم كبير من الكتل الخرسانية التي تم نقلها من المناطق المدمرة، حيث يتم معالجتها والاستفادة منها.

 

وكانت وزارة الأشغال العامة والإسكان أعلنت في وقت سابق عن قرب الانتهاء من إزالة ركام جميع المنازل المدمرة في مدينة غزة، ضمن خطة إعادة إعمار قطاع غزة والتي تتم على مراحل، ونقله إلى مجمع هندسي فني مقام على أراضي المحررات غرب خان يونس.

 

ودمرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حوالي 20 ألف منزل، بينهم خمسة آلاف منزل دمرت بشكل كلي، و15 ألف منزل دمرت بشكل جزئي، ما أدى إلى تشريد الآلاف من الأسر الفلسطينية، إضافة إلى تدمير مئات المنشآت الصناعية والمدارس والمساجد والمباني الحكومية مما خلف دماراً كبيراً وهائلاً في القطاع.

 

وحول تفاصيل هذا المجمع الكبير المقام على مساحة ما يقارب 200 دونم، قال مدير عام العطاءات المركزية بوزارة الأشغال العامة والإسكان المهندس ياسر الشنطي:" إن الحكومة، خصصت مساحة تقدر بعشرات الدونمات غرب مدينة خان يونس، وتم إنشاء مجمع لتجميع الركام وفق أصول هندسية، بحيث تمت تسوية الأرض ووضع طبقة من المطاط لمنع تسريب مياه الأمطار إلى المياه الجوفية".

 

وتحتوي منطقة المحررات غرب خان يونس على أكبر خزان للمياه الجوفية في قطاع غزة، مما جعل القائمين على مشروع المجمع يضعون طبقة من المطاط أسفل الركام لتجنب تلوث المياه الجوفية.

وأوضح أن الركام الذي يتم تجميعه خال من الحديد أو المواد الأخرى التي يتم التخلص منها في مكان المنازل المدمرة، وهو عبارة عن كتل أسمنتية متوسطة الحجم، ويتم وضعها على ارتفاع لا يتجاوز الستة أمتار تقريباً. وأشار إلى أنه يوجد في المجمع ثلاث كسارات تابعة لوزارة الاقتصاد الوطني، وبلدية رفح، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تقوم بتكسير وتحطيم الكتل الخرسانية، واستخراج الحصمة بأحجام مختلفة.

 

وأكد الشنطي أن أهمية المجمع تكمن في أن أول مرحلة من مراحل الإعمار هي إزالة الركام، وتنظيف الأماكن والمنازل التي دمرت في الحرب، حتى تكون جاهزة للاعمار في المرحلة الثانية. وأوضح انه يمكن الاستفادة من الحصمة الناتجة عن الكتل الخرسانية في ترميم بعض المنازل، وإصلاح الطرق المدمرة، خاصة الطرق الزراعية، وتطوير البنية التحتية.

 

يشار إلى أن المجمع كان مقاما منذ انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من المستوطنات داخل قطاع غزة عام 2005، إلا أنه أصبح أضخم مجمع للركام لعدم توفر مساحات من الأراضي في محافظتي غزة والشمال.

 

المرحلة الأولى من إعادة الإعمار تحتاج إلى نحو أربعة أشهر، بحسب وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان المهندس إبراهيم رضوان. وأوضح أنه إلى جانب المواد التي تدخل عبر الأنفاق، تجري تجارب ناجحة لتصنيع مواد من مخلفات المباني، وتصنيع مواد محلية، تستخدم في بناء منازل مكونة من طابق واحد. وتابع أنه يتم الاستفادة من الكتل الخرسانية التي يتم نقلها إلى المجمع الهندسي غرب خان يونس، في صنع الحصمة التي تستخدم في تصنيع البلاط والطوب، وهناك تجارب مكللة بالنجاح لإنشاء عناصر خرسانية صغيرة وأعمدة خفيفة".

وقال: "إن مرحلة إزالة أنقاض المباني المهدمة، بدأت بإمكانيات قليلة بسبب شح الآليات، إلا أننا شارفنا على الانتهاء من إزالة الركام في محافظة الشمال ومحافظة غزة، ما عدا بعض المباني العالية التي تحتاج إلى إمكانات خاصة".

 

وأشار رضوان إلى أن منطقتي الوسطى وجنوب قطاع غزة، سيتم الشروع فيهما قريبا، فالمناقصات في طور الإعداد، ونأمل استكمال إزالة الأنقاض خلال الأشهر الأربعة القادمة.

 

وأعلن عن خطة لإنشاء ألف وحدة سكنية من طابق واحد، حيث قامت طواقم الوزارة بإحصاء الأضرار، فتبين وجود ما يقارب ألف وحدة سكنية دمرت كانت من طابق واحد، ويمكن إنشاؤها من المواد المتوفرة، حسب رضوان.

 

وأوضح وكيل الوزارة أنه تم إعداد خطة كاملة لتجهيز المخططات وتسجيل المشاريع، لكن على الأرض لا يمكن أن تكون هناك عملية اعمار حقيقية إلا إذا كانت المعابر مفتوحة، وتوفرت المواد الأساسية للبناء.

 

ويستدرك إنه رغم الحصار والإغلاق استطعنا بطرق بديلة إنقاذ ما يقارب 500 بيت، وترميم الأجزاء الإنشائية منها، وإعادة تسكين أصحابها فيها.

 

ويبين رضوان أن لدى وزارته مشاريع جاهزة للتنفيذ فور توفر التمويل، مثل تشطيب بعض البيوت التي تحتاج إلى مواد قليلة، بحيث نضمن عودة الناس قبل الشتاء إلى بيوتهم.