خبر خطة إسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية على 60% من الضفة.. والتعهد بالانسحاب من 92%

الساعة 06:18 ص|01 نوفمبر 2009

خطة إسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية على 60% من الضفة.. والتعهد بالانسحاب من 92%

فلسطين اليوم- الشرق الأوسط

 نشر النائب المعارض والوزير السابق من حزب «كديما»، شاؤول موفاز، خطة إسرائيلية وصفها بالجديدة لتسوية الصراع مع الفلسطينيين، تقوم على أساس تسوية مرحلية تعقبها على الفور مفاوضات للتسوية الدائمة. وحسب هذه الخطة تعلن دولة فلسطينية مع حدود مؤقتة تبلغ مساحتها نحو 60% من الضفة الغربية.

 

وقال موفاز، الذي شغل منصب وزير الجيش السابق وعرف بتطرفه السياسي ودوره البارز في التخلص من الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، إن خطته مبنية على التقديرات الواقعية التي تقول إن كلا الطرفين غير جاهز حاليا لتسوية دائمة، حيث الشكوك تسيطر عليهما، كل تجاه الآخر. وأضاف أنه في سبيل زرع الثقة وتبديد الشكوك في أن إسرائيل تلتف على التسوية الدائمة، يقترح أن تتعهد إسرائيل بشكل رسمي أمام المجتمع الدولي بأن تنسحب في إطار التسوية الدائمة من 92% من مساحة الضفة الغربية على الأقل. وفي سبيل زرع الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين، يقترح أن تجلب إلى الضفة الغربية وكذلك إلى الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة قوات دولية للمراقبة وللضمانات الأمنية.

 

ويدعي موفاز أن إسرائيل والفلسطينيين بحاجة لهذه الفترة الانتقالية، ما بين التسوية المرحلية والدائمة، لكي يعالجوا الصراعات الداخلية التي ستنشأ من جراء هذه التسوية. فالفلسطينيون مختلفون حول التسوية وكذلك الإسرائيليون، «فنحن لا نريد تكرار التمزق الداخلي في المجتمع الإسرائيلي الذي وقع من جراء الانسحاب المهرول من قطاع غزة، وعلينا أن نأخذ ما يكفي من الوقت حتى نتفاهم مع المستوطنين في الضفة الغربية الذين سيضطرون إلى إخلاء بيوتهم، وحتى نوفر لهم حلولا جيدة تضمن انتقالهم الطبيعي من المستوطنات التي سيتم إخلاؤها إلى بيوت جديدة وأعمال جديدة داخل إسرائيل أو في المستوطنات التي ستضم رسميا إلى إسرائيل في إطار اتفاق السلام».

 

ويقول موفاز إن هذه الخطة تلقى تأييدا في صفوف الكثير من القوى السياسية الإسرائيلية في الائتلاف والمعارضة، وفي معسكري اليمين واليسار. وإن أوساطا دولية أيضا أعربت عن تأييدها للفكرة.

 

ومع أن الفلسطينيين رفضوا هذه الفكرة كونهم يصرون على مفاوضات حول التسوية الدائمة، ويقولون إن موفاز، أحد قادة «كديما»، يتراجع بهذا الاقتراح عما كان ينتهجه رئيس حزبه وحكومته السابق إيهود أولمرت (الذي وافق على مبدأ دولتين للشعبين على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض)، فإن خطة موفاز تلقى اهتماما بالغا في الشارع الإسرائيلي، ويعتبرونها تطورا إيجابيا في مواقف موفاز المتطرفة.

 

يذكر أن كلينتون وصلت مساء أمس إلى إسرائيل في محاولة إضافية لإقناعها بضرورة اتخاذ مواقف وخطوات تولد أجواء إيجابية وتتيح الفرصة لاستئناف مفاوضات السلام. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن كلينتون لن تنهي الموضوع تماما، وستكون هناك جولة لقاءات أخرى يجريها مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إضافة إلى لقاء محتمل بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن يوم الأحد المقبل.

 

ويربط بعض الإسرائيليين، وبينهم نتنياهو، بين المسار الفلسطيني والمحادثات بين الغرب وإيران حول وقف التسلح النووي الإيراني، كما لو أنهما حزمة واحدة. وهو يقول إن إسرائيل مستعدة لأن تغامر في أمنها بالسلام مع الفلسطينيين، ولكن مقابل إزالة خطر التسلح النووي الإيراني. ولكن وزير دفاعه إيهود باراك يخالفه الرأي في هذه القضية، ويرى أن اقتراح الغرب بنقل تخصيب اليورانيوم خارج إيران هو حل مؤقت، يؤجل خطر التسلح النووي الإيراني ولا يوقفه تماما.

 

وقرر نتنياهو أخذ باراك معه إلى واشنطن في الأسبوع المقبل، حيث يشارك في مؤتمر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وشمال أميركا. والهدف هو أن يطرح باراك موقفه المغاير مباشرة أمام المسؤولين الأميركيين، وربما يشركه أيضا في لقائه مع أوباما. بيد أن لقاء نتنياهو مع أوباما لم يتقرر بشكل نهائي بعد. وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن أوباما يريد لقاء ذا نتيجة. فإذا لم تنجح جهود ميتشل وكلينتون مع نتنياهو، فإنه لن يوافق على إجراء اللقاء.

 

الشرق الاوسط