خبر الجهاد الإسلامي.. حفاظ على النهج ومواقف واضحة.. بقلم هيثم غزلان

الساعة 12:43 م|31 أكتوبر 2009

الجهاد الإسلامي.. حفاظ على النهج ومواقف واضحة.. بقلم هيثم غزلان

عشرات الآلاف يحيون ذكرى الانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإٍسلامي، والذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد القائد المجاهدي د. فتحي الشقاقي، ونصرة القدس؛ حضور فاجأ الجميع، ولكنه بالتأكيد انحياز شعبنا الفلسطيني لخيار الجهاد والمقاومة، وأن الجهاد الإسلامي رقم صعب في المعادلة الفلسطينية وفق رؤيتها وأجندتها وحضورها على مختلف المستويات...

 

وهذا ما أكده الأمين العام د. رمضان عبد الله شلح بكلمته : "يا أبناء الشقاقي أبناء الإسلام العظيم أشهد أنكم حملتم الأمانة وحافظتم على هذا البنيان وعليتم مداميكه بالدم والعرق والتضحيات، لكن مازال الكثير أمامنا لنفعله، بالإخلاص والتضحية ونكران الذات، ليكون كل واحد فينا صانع تاريخ لا هادم تاريخ صنعه الشهداء والأسرى والمجاهدون الأبطال"..

 

فهذا الحضور الجهادي المميز يأتي وشعبنا يكافح العدو الصهيوني، رغم حالة الانقسام الحاد، والظروف الاقتصادية والأمنية العصيبة التي يعيشها، إلا أن المقاومة تؤكد من جديد عبر رسائل ممهورة بالدم أن الوحدة والمقاومة هما طريق الانتصار... من جديد تبرز كلمات الشقاقي، ويسطع معها الأمل ليتواصل الشهداء عبر السيف وسطوع شمس النهار عبر كلماته: «ملعون من يساوم، ملعون من يتراجع، ملعون من يقول لكيانهم المسخ: نعم، فالصف الأول يستشهد، والصف الثاني يستشهد، والصف العاشر يستشهد، نحن شعب الشهادة، ولو على حجر ذبحنا لن ننكسر، ولن نستسلم، ولن نساوم».

 

وأحدث الفكر الإسلامي المعاصر تجاه فلسطين الذي قاده الشقاقي وإخوانه ـ تحولاً هاماً أصبح اليوم محسوساً وملموساً أكثر من أي وقت مضى، وخصوصاً تجاه مفاهيم كانت لوقت قريب غير مقبولة ومرفوضة بل وتعتبر من الأعمال غير الإسلامية (كمسألة الوطنية، والتحالفات مع القوى غير الإسلامية..) ويأتي هذا التحول من خلال إدراك جوهر المشكلة، وأبعاد القضية ووضعها في إطارها الصحيح، والاتجاه الحقيقي.

 

وأكثر ما يميّز د. الشقاقي كشخص، الانفتاح على الآخر، والتعاون مع الذين يحالفونه في الآراء، فقط كان دوماً يردد «لنطرح خلافاتنا جانباً، ولتكن فلسطين هي الإيديولوجيا التي نعتنقها.. وبعد تحريرها لنختلف كما نشاء».

 

وهكذا لقد استطاع الشقاقي مع إخوانه إيجاد حل لمشكلة مزمنة ألا وهي إسلاميون بلا فلسطين، ووطنيون بلا إسلام، ولم يتم الوقوف عند ذلك فقط، بل أصبحت أيديولوجيا معجونة بدم الشهداء، وظاهرة حيوية على مدى الوطن.

 

وتميّزت حركة الجهاد الإسلامي عبر مسيرة جهادها بالجدية والتفاني المطلق، وهذا يتضح من خلال الإصرار اللاهب على الالتحام مع العدو الصهيوني عبر العمليات الاستشهادية البطولية «بيت ليد، كفار داروم، القدس، حيفا، مجدو..»، وعبر المواجهة المسلحة: «عملية زقاق الموت في الخليل، جنين..». أو عبر العمليات البحرية «عملية بحر غزة..»، أو الصمود في الحرب على غزة، أو عبر عمليات إطلاق الصواريخ...

 

واستطاعت حركة الجهاد الإسلامي أن تكون رقماً أساسياً في الساحة الفلسطينية على المستوى العسكري والسياسي.. ورغم حرص الجهاد الشديد على التوافق داخل الساحة الفلسطينية، إلا أنها حافظت على موقفها الرافض للمشاركة بالانتخابات التشريعية والرئاسية للسلطة الفلسطينية. وكان موقفها متميزاً ومعتمداً على رصيد الرفض للمشاركة في أي مؤسسة تحت قبة أوسلو.

 

ورغم الصعوبات التي يعيشها شعبنا وقضيتنا، والمأزق التاريخي ـ بحسب تعبير الأخ الأمين العام ـ، الذي أكد أن "الإدارة الأمريكية شرطي العالم في مأزق كبير داخلياً وخارجياً.. أزمة مالية مرعبة/ ورطة في العراق/ هزيمة محققة بإذن الله في أفغانستان/ فشل مشروع التسوية/ قوة وحضور لقوى المقاومة في المنطقة/ باختصار، لقد فشل المشروع الأمريكي في المنطقة.. والكيان الصهيوني يعيش قلق الخوف على الوجود وعلى المستقبل".. وهذا يعني أن التسوية ليست واردة.. فـ "الكيان الصهيوني زرع لينتج الحرب في المنطقة لا السلم.. وهو أحد متطلبات المحافظة على الميراث الاستعماري ومعادلة سايكس بيكو وواقع الهيمنة والسيطرة الغربية على الأمة".. وبهذا فـ "المنطقة مرشحة للذهاب للحرب أكثر منها لأي نوع من السلام مع العدو. وفلسطين تبقى جوهر الصراع والمسرح الأساسي له.. لذا، علينا أن نعد أنفسنا لذلك، وأن نخرج سريعاً من حالة الضغط على عقولنا بواقع الانقسام الحالي"..

 

كما أن الخطاب المهم والتأسيسي للأخ الأمين العام جاء ليحسم مسألة مهمة أن الجهاد الإسلامي، حركة مستقلة وموجودة بحكم دماء الشهداء، الجرحى، وعذابات الأسرى.. تعاني ما تعاني، إلا أن موقفها يبقى واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أنها ليست منحازة لطرف دون آخر، فكلام الأخ الأمين العام كان واضحاً "...في مسألة الانحياز أقول بأننا أولاً وأخيراً منحازون لفلسطين، كل فلسطين أرضاً وشعباً. لذا، فإن كان البعض ولابد يريد أن يصنفنا كمنحازين لهذا الطرف أو ذاك، فنحن منحازون لفتح وحماس بقدر انحياز كل طرف لفلسطين، وأيضاً المقاومة، لإيماننا بأنها الطريق الوحيد لتحرير فلسطين. وإذا كانت فلسطين هي المعيار، فإننا نقول لا يجوز لأحد أياً كان أن يُفصّل فلسطين على مقاسه أو على مقاس برنامجه السياسي ويصادر آراء ومواقف وبرامج الآخرين".

 

كما أكد في كلمته التي هي رسالة مستمرة: "نحن الأمناء على هذه القضية المقدسة. نحن شعب فلسطين، ضمير الأمة التاريخي تجاه بيت المقدس وفلسطين.. نحن الأمناء على خط مواجهة الغزاة وأن توجه البنادق كل البنادق باتجاه العدو الصهيوني.

 

 

 

في مهرجان الانطلاقة الجهادية كانت مواقف الجهاد على لسان الأخ الأمين العام واضحة وشفافة:

 

• خيار المفاوضات لن يأتي بدولة فلسطينية والمنطقة مرشحة للذهاب للحرب لا السلام..

 

• الكيان الصهيوني زرع لينتج الحرب في المنطقة لا السلم-

 

• الخطر المركزي علينا هو الاحتلال الصهيوني لوطننا.

 

• لقد فشل المشروع الأمريكي في المنطقة والكيان الصهيوني يعيش قلق الخوف على الوجود والمستقبل

 

• نحن منحازون لفتح وحماس بقدر انحياز كل طرف لفلسطين والمقاومة

 

• خيار المفاوضات لن يأتي بدولة فلسطينية

 

• على فتح أن تخرج من وهم الرهان على التسوية

 

• وعلى حماس أن تغير سلوكها لا مبادئها وثوابتها

 

• واجبنا ورسالتنا إعادة بناء إجماع شعبنا على مشروع الجهاد والمقاومة