خبر قناة الجزيرة تشهد أكبر تغيير في تاريخها وبرامجها ومظهرها غدا

الساعة 06:59 ص|31 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

تشهد الساعات القليلة المقبلة إعلانًا رسميًا لأكبر تغيير في تاريخ قناة الجزيرة منذ إنشائها، تزامنا مع حلول الذكرى الرابعة عشرة لانطلاقها.

حيث أن هناك تحديثاً داخلياً شاملاً يرقى إلى درجة الثورة في الشكل والمضمون، يشمل وجه 'الجزيرة' الخارجي وشاراتها، وإلغاء برامج واستحداث أخرى، وتغيير تواقيت معظم البرامج، وعصرنة نشرات الأخبار، وتوسيع شبكة المراسلين حول العالم، في مسعى لاستقطاب كافة أفراد الأسرة العربية، وليس المهتمين والعاملين بالسياسة فقط.

وقالت مصادر وثيقة الاطلاع بالمحطة أن المشاهد سيرى جزيرة أخرى مختلفة كلياً من حيث المظهر والاستوديوهات والموسيقى وشارات المحطة والبرامج والأخبار، حيث سيكون إيقاع الشاشة أسرع، عملا بمبدأ إتقان الصنعة، مع المحافظة على بعض العلامات التي طبعت 'الجزيرة'.

وشكل الكرة الأرضية التي تغطس في الماء ثم تخرج بـ'الجزيرة' ستتغير لتجوب الكرة الأرضية وتعود لشاشتها.

وفي حين ستبقى ثلاثة برامج أساسية تبث في مواعيدها دون تغيير، وهي 'الاتجاه المعاكس' و 'الشريعة والحياة' و 'حوار مفتوح' و 'بلا حدود'،  فيما سيلغى برنامج 'أكثر من رأي' ليحل محله وقت البث برنامج جديد باسم 'الملف'، يقدمه الإعلامي سامي كليب. ويعالج هذا البرنامج قضية ما سياسية أو اجتماعية أو ثقافية ويعالجها من كافة الجوانب، مثل قضايا الشمال والجنوب، والانتخابات والأمن في بلد معين، مصحوبا بتقارير ميدانية ولقاءات في الأستوديو أو في مواقع الأحداث، وستكون حلقته الأولى حول قضية 'المناهج في العالم العربي'.

أما البرنامج الآخر المستحدث فسيكون اسمه 'في العمق' وسيقدمه الإعلامي السعودي علي الظفيري، وهو برنامج استراتيجي سيأخذ توقيت بث برنامج 'من واشنطن'، الذي سيرحل لوقت أبكر، وسيغوص حسب أوساط الجزيرة بجذور الحدث أو 'الشجرة كي يكشف جذورها، وبالتالي معرفة ثمارها إن كانت طيبة أم سامة'. والغاية الأساسية منه هو نقل الوقائع والأفكار التي تسبق الحدث لإلقاء الضوء على ما يتبعه من أحداث.

وسيصار إلى استحداث برنامج رياضي شامل يبث أسبوعيا كل يوم اثنين مساء باسم 'دنيا الكرة'، ويرصد النتائج الأسبوعية للدوري الأوروبي، ويطل على عالم الكرة والأندية العربية. وسيتميز عن البرامج الرياضية الأخرى أن لدى 'الجزيرة' مجموعة من الحقوق الحصرية في الدوريات الكروية، وهذا ما لا يتاح لمحطات أخرى، وهو موجه للشباب.

كما سيكون هناك ملخص رياضي لآخر النتائج يوم الجمعة، ما يعني أن الرياضة ستأخذ مدى أعمق في 'الجزيرة' الجديدة.

أما 'عالم الاقتصاد' فسيكون له مجال مختلف في البث الجديد، إذ أن القائمين على 'الجزيرة' كشفوا لـ'القدس العربي' إن ما يهم المحطة هو الاقتصاد الذي يلامس هموم وآمال الناس، أي بمعنى الاقتصاد الحقيقي، الذي يحاكي المشاريع الصغيرة، والمنتجات والغلاء والاستهلاك والاستيراد، وليس اقتصاد الأرقام، طبعا مع الأخذ بأخبار البورصات وتقلباتها ونشاطاتها.

بينما يعود برنامج 'منبر الجزيرة' إلى الساعة الثامنة، لان وقت بثه الآن متأخر، كي يستجيب للمكالمات، ولن يطاله أي تغيير في المضمون، بل سيشبه نفسه، من حيث انه عفوي وغير مدروس ويطرح الآراء دون تخطيط، وبشكل تلقائي، إلا أن الديكور سيدخل عليه تجديد.

كما سيخرج برنامج 'حديث الصباح' بحلة جديدة وسيمدد وقت بثه، وسيتناول شؤونا شتى، وستطغى على جزء منه قضايا الأسرة والمرأة والحياة اليومية، إلا أن المحطة ما زالت تتكتم على الوجوه الجديدة - الرجالية أو النسائية - التي يمكن أن تدخله وتقدمه.

وفيما سيعنى برنامج 'زمام المبادرة' بقصص نجاح القرى والمدن العربية وبحكايات عربية شتى، ستقع على عاتق برنامج 'في الواجهة' الوثائقي السياسي، والذي يقدمه عبد الدايم الصماري الاهتمام بشؤون التوثيق، وستكون أولى نشاطاته في البث الجديد حلقة عن ليبيا من منظور مختلف وسيجري العديد من المقابلات الميدانية ويطرح صورا وحقائق جديدة.

أما برنامج 'تحت المجهر' فمستمر على الوتيرة المتنوعة نفسها، وسيكون أول حلقاته في البث الجديد تحقيق موسع حول بيع الأعضاء.

وفي سؤال لـ'القدس العربي' لاحد المشرفين على القناة حول حقيقة ما يشاع عن تغير في مضامين القناة وتوجهاتها، قال ان 'الجزيرة' تميزت باهتمامها الشديد بالشارع العربي والناس العاديين، فالاولوية لهم. واضاف هناك صولات وجولات للسياسيين والمحللين والمفكرين، لكننا لن ننسى في بثنا الجديد هموم المواطن البسيط فهو المشاهد الذي سنحافظ عليه. واردف، نعد المشاهدين بعدم تقليم اظافر البرامج مع زيادة جرعة البرامج المنوعة، بحيث تغدو لكل الاسرة.

ومن المنتظر ان تقيم المحطة يوم الاحد احتفالا باسم 'يوم الجزيرة' يكرم فيه رئيس مجلس ادارة القناة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني العاملين فيها، ويعلن عن الـ'نيو لوك' للقناة.

ويرى المتابعون ان الشيخ بن تامر سيعيد التأكيد على حرص ادارته على تعزيز سياسة الرأي والرأي الآخر لـ'الجزيرة'، وثوابت عملها، وان الشكل الجديد سيصب ويرفد مضمون القناة، ولن يتعارض معه.

وكان العالم استقبل أول بث لـ 'الجزيرة' في الاول من تشرين الثاتي (نوفمبر) عام 1996 بعد ان احدثت ثورة في عالم الإعلام الفضائي العربي من خلال محاولتها كسر الجمود وكشف المستور، وذبح الابقار المقدسة، ورفدت القناة شهرتها وشعبيتها من خلال وجودها في قلب الأحداث الساخنة التي تشهدها منطقتنا، ونالت تغطيتها السبق والانفراد والتميز، وللمرة الأولى تمكنت وسيلة إعلام عربية من أن تكون مصدرا للأخبار للعالم بأسره، كاسرة احتكار مؤسسات عالمية مشهود لها بالباع الطويل في هذا المجال، وكان التحدي الدائم أمام 'الجزيرة' أن تقدم إعلاما متميزا وتحافظ عليه، بالرغم من وجود الاف الحواجز المزمنة، خاصة في منطقتنا العربية. وما زال شعارها الرأي والرأي الآخر عماد سياستها التحريرية، الذي حدى بـجريدة 'النيويورك تايمز' للقول: إن 'الجزيرة' أثبتت أن الناس في العالم العربي لديهم الرغبة في التحدث عن مواضيع تُؤثر في حياتهم اليومية، وإنّ التكنولوجيا الحديثة تجعل من المستحيل أن تتحكم الحكومات بِضبط المعلومات. وهذا يعني انك تستقبل جميع ما يخطر على البال من معلومات عن طريق القمر الصناعي أو الإنترنت، فـ'الجزيرة' لها صفحة في الإنترنت التي تبث عن طريقها بعضًا من الندوات بثًا مباشرًا - هذه التكنولوجيا تجعل من المستحيل أن تسيطر الانظمة على المعلومات.