خبر الدكتور شلّح لعشرات الآلاف في مهرجان الشقاقي: حافظوا على مسيرة المقاومة والوحدة

الساعة 11:48 ص|30 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم : غزة ( تابعه/ عوض أبودقـة)

جددت حركة الجهاد الإسلامي تأكيدها على اعتبار المقاومة خياراً استراتيجياً لها، مواصلةً بذلك مسيرتي مؤسسها الشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله "الموساد" في السادس والعشرين من تشرين أول (أكتوبر) عام 1995 في مالطا، وشهدائها القادة الستة أبطال معركة الشجاعية والذين كان لهم شرف إشعال فتيل الانتفاضة الجهادية في كانون أول ( ديسمبر) عام 1986م.

جاء ذلك في المهرجان الجماهيري الكبير (نصرة القدس و دعم الوحدة)، والذي نظمته الحركة بعد صلاة الجمعة مباشرةً في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، بمشاركة عشرات الآلاف من جماهير شعبنا وكوادرها و أنصارها.

وكانت الكلمة المحورية في المهرجان للدكتور رمضان عبد الله شلّح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي تحدّث في ثلاثة عناوين.

فقد اعتبر الدكتور شلّح الربط بين المناسبة التي تحتفل فيها حركة الجهاد الإسلامي والتي حملت للمرة الأولى اسم ذكرى الانطلاقة الجهادية للحركة، إلى جانب ذكرى استشهاد القائد الكبير والمؤسس فتحي الشقاقي (أبو إبراهيم)، حتى لا تكون ذكرى استشهاد القائد المعلم عزاءً أو مأتماً متجدداً كان لابد من الربط.

وشدد على اعتبار الشهيد الشقاقي الاسم الحركي لـ(معركة الشجاعية)، لتكون ذكراه ولادة مشروع الجهاد والمقاومة المعاصر في فلسطين تحت راية الإسلام العظيم.

وقال بهذا الشأن:" العالم كله يعرف أن الجهاد الإسلامي كفكرة وكتنظيم يحمل همَّ الجهاد والمقاومة، بدأ من أواخر السبعينات ومطلع الثمانيات، وأنه بدأ بالكفاح المسلح وبعمليات جهادية سرية متنوعة منذ العام 1985م ولكن الحدث الأبرز في طور النشأة الأولى تمثل فيما عرف بمعركة الشجاعية في السادس من أكتوبر /تشرين أول عام 1987، والتي مثّلت الشرارة الأولى في التمهيد للانتفاضة الأولى المباركة أواخر عام 1987م".

واستدرك يقول:" نعم لم تكن معركة الشجاعية هي بداية العمل  العسكري للجهاد الإسلامي، لكنها كانت العمل الأبرز .. بل كانت القمة والذروة المعلنة لسلسلة متواصلة من الكفاح المسلح السريِّ الذي سبقها، ونظراً لما للسادس من أكتوبر ومعركة الشجاعية من مكانة في تاريخ مسيرتنا الجهادية، ومسيرة شعبنا النضالية عشية الانتفاضة الأولى، رأينا أن هذا اليوم يجسد فعلاً الانطلاقة الجهادية الكبرى معلنة لحركة الجهاد الإسلامي، فهذا التاريخ كان ذروة مرحلة النشأة والتكوين".

ووجّه الدكتور شلّح رسالةً معبرة لأبناء الحركة وأنصارها، في ذكرى الشقاقي حيث قال:" لقد سبق أن وصفت الشقاقي يوم استشهاده بأنه صانع تاريخ وهو كذلك بحق، لذا أقول لكم إن الانتماء للمشروع الذي دفع الشقاقي حياته ثمناً له فداءً للإسلام وفلسطين، هو المحافظة على هذا التاريخ وإتمام البنيان لا هدمه".

وتابع يقول:" مشروعنا ليس مشروع دنيا ومغانم مادية ومعنوية .. ليس مشروع سلطة ولا طلب رئاسة ولا شهرة ولا جاه .. مشروعنا هو مشروع جهاد، بل قتال في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني، وقاعدتنا البناء في هذا المشروع، هو قول الله تعالى :" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص"".

ومضى الأمين العام للجهاد الإسلامي يقول:" يا أبناء الشقاقي .. يا أبناء الإسلام العظيم .. يا أبناء الجهاد وفلسطين .. أشهد أنكم حملتم الأمانة وحافظتم على هذا البنيان الشامخ بالدم والعرق والتضحيات، لكم مازال أمامنا لنفعله .. بالإخلاص ونكران الذات ليكون كل واحد فينا صانع تاريخ، لا هادم تاريخ صنعه الشهداء والأسرى والمجاهدون الأبطال".

وفي العنوان الثاني تحدّث الدكتور رمضان، عن التطورات السياسية وعن الأوضاع في فلسطين، حيث أشار إلى إدراك حركته أن الساحة الفلسطينية تعيش أزمة كبيرة و مأزقاً تاريخياً، ذاكراً مفاتيح صغيرة، أوضح أنها "ستساعدنا في رسم صورة غير الصورة التي تسيطر على عقولنا في الواقع المأساوي الذي نعيشه".

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية في مأزق كبير، نتيجة الأزمة المالية المرعبة، الورطة في العراق، الهزيمة المحققة -بإذن الله- في أفغانستان، الفشل في مشروع التسوية و القوة وحضور لقوى المقاومة في المنطقة، قائلاً:" باختصار فشل المشروع الأمريكي في المنطقة، والكيان الصهيوني يعيش قلق الخوف على الوجود وعلى المستقبل"، موضحاً أن هذا الوضع لن يأخذنا إلى تسوية، بل سيأخذنا إلى التصعيد مع الكيان الصهيوني.

وأضاف الدكتور شلّح: " الكيان الصهيوني منتج الحرب في المنطقة لا السلم .. يجب أن لا نخطئ في ذلك أبداً .. إنتاج الحروب أحد متطلبات المحافظة على الميراث الاستعماري و معادلة "سايكس بيكو" وواقع الهيمنة والسيطرة على الأمة .. لا أريد أن أثير الفزع في أوساط شعبنا، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا، أو نستسلم لخداع الآخرين لنا .. نحن أمام كيان وظيفته إنتاج الحرب ولا أمل للسلام معه .. فالمنطقة مرشحة للذهاب للحرب أكثر منها لأي نوع من السلام مع العدو".

وجدد تأكيده أن فلسطين ستبقى جوهر الصراع والمسرح الأساسي له، لافتاً إلى أن علينا أن نعد أنفسنا لذلك، وأن نخرج سريعاً من حالة الضغط على عقولنا بواقع الانقسام الحالي وألا نغرق في لعبة اختراع البديل الوهم وانحراف البوصلة، مبيناً أن الخطر المركزي الذي يعاني منه شعب فلسطين يكمن في الاحتلال الصهيوني لوطننا.

وسلط الدكتور شلّح الضوء في عنوانه الثالث، حول علاقة حركة الجهاد الإسلامي بالقوى والفصائل الفلسطينية لاسيما "فتح" و"حماس" والأخير حيث قال:" البعض في "فتح" يقول بأن حركة الجهاد منحازة لـ"حماس" في النزاع الداخلي، والبعض في "حماس" يقول إن البعض في "الجهاد" منحاز لـ"فتح ".. والجميع ينسى أننا لسنا طرفاً مباشراً في هذا النزاع".

وخاطب جمهور حركتي "فتح" و"حماس" بالقول:" أقول بكل وضوح وشفافية، وليسمعني الجميع جيداً وخاصة الأخوة في "حماس" والأخوة في "فتح" .. أولاً، في مسألة الانحياز أقول بأننا أولاً وأخيراً منحازون لفلسطين، كل فلسطين أرضاً وشعباً، لذا، فإن كان البعض ولابد يريد أن يصنفنا كمنحازين لهذا الطرف أو ذاك، فنحن منحازون لـ"فتح" و"حماس" بقدر انحياز كل طرف لفلسطين، وأيضاً للمقاومة، لإيماننا بأنها الطريق بأنها الوحيد لتحرير فلسطين".

وشدد أمين عام الجهاد الإسلامي، على أن فلسطين هي المعيار و لا يجوز لأحد أياً كان أن يُفصّل فلسطين على مقاسه أو على مقاس برنامجه السياسي ويصادر آراء ومواقف وبرامج الآخرين.

وخصّ الدكتور شلّح بعد ذلك جماهير "فتح" بالقول:" أقول لإخواني في "فتح"، ومن باب النصيحة والأخوة، إذا كان التصلب والتشدد مع "حماس" في مساعي إنهاء الانقسام هو وجود رهان على مستقبل التسوية مع العدو، أقول لكم بكل صراحة إنه رهان خاسر، فخيار المفاوضات لن يأتي بدولة فلسطينية مطلقاً، ولو كانوا يقبلون بإقامة الدولة الفلسطينية على أي شبر من فلسطين لأعطوها لياسر عرفات، لكنهم في المقابل أعطوه السم وقتلوه.. فيكفي المراهنة على الوهم والسراب.. يكفي!".

كما وخصّ جماهير "حماس" بكلمة قال فيها:" لإخواني في "حماس"، إذا كنتم تظنون أن إدارة غزة في ظل الحصار والانقسام هو إنجاز للمشروع الإسلامي، فهذا أيضاً وهمٌ يجب أن نتحرر منه".

وأضاف :" نحن لا نقول إن على "حماس" أن تغير مبادءها أو أن تتخلى عن ثوابتها، لا .. بل إن على "حماس" أن تغير سلوكها على الأرض .. أنا أدرك وأعلم أن قيادتها في الداخل والخارج لا ترضى عن الممارسات الخاطئة، لكن الناس لا يهمها ماذا تعتقد في هذا الأمر بل يهمها ماذا تفعل؟؟".

وختم الدكتور رمضان حديثه في هذه الزاوية بالقول:" إننا في الجهاد الإسلامي نمد أيدينا لإخواننا في "حماس" ولإخواننا في "فتح" ولكل القوى والفصائل والفعاليات، أن نعمل سوياً للخروج من هذه الأزمة ومن هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه شعبنا، لأننا ندرك أنه ليس هناك حركة تحرر في العالم إلا وقع فيها تدافع واستقطاب وانقسام، لكن في فلسطين يجب أن لا يطيب لنا المقام عليها على هذا الحال. فالأرض تسرق من تحت أقدامنا، والقدس تهوّد، والحق يضيع، ونحن منشغلون بأنفسنا وهمومنا وصراعاتنا الداخلية ..".

من جانبه، قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،:" إن ذكرى الشقاقي تعد فرصةً لحشد الطاقات وصهر الجهود رغم الخلاف والاختلاف"، مؤكداً على جملة نقاط.

وشدد على أن المقاومة هي الخيار الأصوب والأجدى للدفاع عن هذا الشعب وحماية حقوقه مهما اختلفت التوازنات، موضحاً بالقول :" لا يمكن أن نتخلى عن المقاومة أو نساوم عليها فهي من حمى شعبنا وأربك حسابات العدو".

ورأى عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أن الهجمة الإسرائيلية على القدس دليلٌ صارخ على وحشية العدو، وتحديه لمشاعر شعبنا وأمتنا، واستهزائه بكل القيم والأعراف، مشيراً إلى أن في هذا العنف الجاري في القدس تأكيدٌ على عدم تغيير السياسة الإسرائيلية، وفي ذات الوقت إدانة للإدارة الأمريكية.

وجدد الشيخ عزام إصرار حركته على مواصلة الجهود من أجل تحقيق المصالحة، مبيّناً أن المصالحة يجب أن تنطلق من التمسك بالثوابت والحقوق وتحفظ حق الشعب في المقاومة والتصدي للعدو وتؤسس لعلاقة متوازنة بين الفلسطينيين.

من جهتها قالت الأسيرة المحررة أم محمود الزق مسؤولة العمل النسائي في حركة الجهاد الإسلامي في غزة:" في هذه الذكرى العطرة ذكرى استشهاد القائد والمفكر الدكتور فتحي الشقاقي نجدد العهد والبيعة من الله أولا، من ثم مع شعبنا الصابر الأبي على مواصلة الجهاد والمقاومة لأجل تحرير فلسطين ودخول المسجد الأقصى المبارك.

وأضافت قائلة :" وأنا أتحدث بلسان الأسرى يعني أني أتحدث بلسان الدكتور الشقاقي: إن هذا الرجل كان أمة بل هذا الأمة الذي حمل بقلبه وعقله وفكره هموم وقضية أبناء شعبه وعمل بكل ما أوتي من قوة بأن يكون معهم وبينهم ولهم.

وتابعت أبا إبراهيم كيف نخاطبك يا صاحب الذكر العطرة إذ غرست شجرة الجهاد منذ أن كنت طالباً يا من عرفنا غرسك الطيب في رصاص مصباح الصوري ومحمد الجمل واخوانهم، في روح صلاح شاكر وأنور سكر ومحمود الخواجا، في عزم هاني عابد ومحمود طوالبة في تصميم هنادي جردات وهبة دراغما ورياض الدير ولؤي السعدي وماجد الحرازين وخالد الدحدوح وكل الشهداء.العظام.

يا صاحب الدم وتلك الروح المجلجلة بالعظمة والكبرياء والعزة، كيف نتحدث إليك وماذا نمتلك غير الوقوف أمام روحك ودمك خشوعاً وانتماءاً.

تحية ملؤها الحب والانتماء اليك .. أبا ابراهيم ها هي الأيام قد طوت أعمارنا ليمر عام بعد عام على رحيلك يا حبيب وها هو ميلادك من جديد يا من أحببت الجميع والجميع احبك دون ان يراك لانك تحمل هم الاخرين بل هم فلسطين.

إن هم فلسطين والقدس هي البوصلة التي لا يمكن أن تنحرف فكانت فلسطين ودوما هي التي تصوب للاخرين اراءهم واجتهاداتهم، ولان فلسطين تتسع للجميع بل تريد الجميع فكل ينافس حسب اجتهاده للوصول لفلسطين والقدس.

فبورك لهذا الشعب ان اصطفاه الله بأن يكون في ارض الرباط وفي التماس لمواجهة أخطر عدو على هذه الأرض.

بورك كل القادة الأحبة الذين يعملون ويحاولون ويجتهدون من احل الاقتراب من القدس وفلسطين على اختلاف توجهاتهم السياسية والدينية.

ونقلت خلال كلمتها في مهرجاء احياء الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد مؤسس حركة الجهاد الدكتور فتحي الشقاقي رسالة الأسرى في سجون الظلم والطغيان وقالت:" أنقل لكم تحيات أخواتنا الأسيرات من سجون الظلم الطغيان.. فرسالة إخواننا الأسرى هي "أن ارفعوا خنجر الانقسام عن جسد فلسطين.. فلا زالت فلسطين تنزف دما من هذا الانقسام وإن كنت أؤكد أن هذا الانقسام سيكون غيمة تمر وتنقشع وتبقى فلسطين صافية. وسيحاسب شعبنا كل من كان له ضلع في هذا الانقسام الذي شل يد المقاومة هنا في غزة وهناك في الضفة الحبيبة وترك إسرائيل تتحرك بحرية لتنفيذ مخططاتها دون أن يكون للمقاومة رد على هذه المخططات.

وقالت إن اعتداءات العدو وزيادة الاستيطان في الضفة والهجمة الشرسة المركزة على القدس والأقصى دون أن يكون هناك رد فلسطيني يتجاوز الاستنكارات والمسيرات السلمية والندوات في الأروقة والفنادق المغلقة يجعلنا نحن في الجهاد الإسلامي نصرخ بأعلى صوتنا أن أوقفوا هذا الانقسام المدمر ووقف التفاوض مع العدو الذي لن يسمح العدو من خلاله بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأن أوقفوا الهدنة والتهدئة في ظل الاحتلال والقتل والأسر وتهويد القدس والسيطرة على الأقصى ومحاولات تدميره، فإلى متى تستمر التهدئة المتواصلة في غزة، وإلى متى سيتواصل النهج التفاوضي العبثي وقمع المقاومة والجهاد في الضفة فالفصائل لم تؤسس من أجل سلطة هنا وهناك على حساب تحرير فلسطين اطلقوا يد المقاومة في الضفة وغزة وفي كل أرجاء فلسطين . فأعمال المقاومة والجهاد في قلب الكيان هي الرد الطبيعي والواجب على أعمال العدو في الاقصى والقدس.

وأضافت إذا استمرت إسرائيل في مشروع هدم الأقصى ومحاولات هدمه فعلى الرأي العام الدولي أن يتفهم المقاومة عندما تمارس العمل الاستشهادي في قلب الكيان الصهيوني.

اقول لكل القوى من خارج فلسطين:" كل من يريد فلسطين ويحاول عمل من اجل القدس عليه أن لا يدعم طرف من أطراف النزاع الفلسطيني باتجاه الانقسام.

فنحن الفلسطينيون كلنا نقوم بمحاولات واجتهادات نسعى لأجل مصلحة شعبنا الفلسطيني ونصرة القدس ولا بد أن نكون يد واحدة حتى نصل للهدف الأساسي.

بورك لأبناء شعبنا العربي والإسلامي بوركت قياداتهم على مختلف توجهاتهم السياسية لخدمة تحقيق وآمال الشعوب.