خبر محللون وسياسيون يطرحون ثلاثة سيناريوهات « سوداوية » للانقسام

الساعة 08:15 ص|30 أكتوبر 2009

محللون وسياسيون يطرحون ثلاثة سيناريوهات "سوداوية" للانقسام:

استمرار رفض "حماس" للورقة المصرية أو قبولها من دون تنفيذ أو انتخابات منفصلة في الضفة وغزة

فلسطين اليوم- القدس الفلسطينية

 مع دخول ملف المصالحة الفلسطينية في نفق مظلم بعد رفض حركة "حماس" التوقيع على الورقة المصرية، وما أعقبها من إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً يقضي بعقد الانتخابات مطلع العام المقبل، تبدو الساحة الفلسطينية مرشحة إلى تواصل حالة الانقسام المزمنة منذ سنوات، مع بروز ثلاثة سيناريوهات "سوداوية" من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة.

ويتمثل السيناريو الأول في الاستمرار على الحالة الراهنة من رفض حركة "حماس" للورقة المصرية، ومن ثم مضي الرئيس الفلسطيني عباس قدماً في الانتخابات التشريعية والرئاسية ومنع "حماس" الانتخابات في قطاع غزة، الذي سيعتبر فيما بعد (منطقة متمردة) فيها تنظيم خارج عن القانون كما قال المحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش.

وفي الوقت الذي دعت فيه لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية جميع الأطراف والأحزاب والقوى السياسية للتعاون معها لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في جميع مناطق السلطة الوطنية: القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، أعلنت "حماس" أنها ستمنع الانتخابات في قطاع غزة، وتوعدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بمسائلة كافة الجهات التي تتعامل مع الانتخابات.

وقال أبراش : " ويتعلق السيناريو الثاني بتوقيع حركة حماس على الورقة المصرية في محاولة لتجنب تحميلها أي مسؤولية عن تعثر المصالحة، ولكن من دون المضي قدماً في تنفيذها".

وأضاف: "هذه الخطوة تحرم الرئيس عباس من عقد الانتخابات في موعدها الدستوري في كانون ثاني (يناير) 2010، ويمكن فيما بعد الحديث عن عراقيل كثيرة في طريق التنفيذ من شأنها أيضاً عدم عقد الانتخابات وفق التاريخ المحدد في الورقة المصرية في حزيران (يونيو) المقبل".

وبحسب أبراش وغيره من المحللين السياسيين الفلسطينيين فإن السيناريو الثالث يدور حول تنظيم السلطة الفلسطينية لانتخابات في الضفة الغربية، وإقدام "حماس" على انتخابات منفصلة في قطاع غزة في نفس الموعد، الأمر الذي من شأنه عودة الأمور إلى ما قبل المربع الأول في صورة تكرس الانقسام في مختلف السيناريوهات المطروحة.

من جانبه هدد النائب عن حركة "حماس" مشير المصري بالإقدام على خطوات متعددة في حال مضي الرئيس عباس في سيناريو الانتخابات، مؤكداً أن حركته تمتلك خيارات كثيرة للرد على هذه الخطوة ستعلن عنها في حينها.

وقال : "موقف أبو مازن انقلاب على الورقة المصرية التي حددت موعداً أخراً للانتخابات، وهو مرسوم لا قيمة له ولن يغير شيء في الساحة الفلسطينية، لأنها دعوة غير شرعية وليس لها علاقة بالقانون".

وأوضح أن مرسوم الانتخابات أو غيره لن يستطيع وضع حركة "حماس" في الزاوية، "لأنها تعبر عن نبض الشارع ولا يعنيها الرضى الأميركي أو الأوروبي أو الصهيوني"، معتبراً أن المخرج يتمثل في العودة إلى ما ورد في محاضر جلسات الحوار في شأن الورقة المصرية.

وفي سياق متصل، اعتبرت النائب عن كتلة "الطريق الثالث" حنان عشرواي أن سيناريو الانتخابات في كافة مناطق السلطة الفلسطينية يعد مخرجاً أساسياً من الأزمة الراهنة، "إذ سيتمكن الشعب الفلسطيني من قول كلمته الفاصلة من خلال صندوق الاقتراع، وبالتالي لا معنى لتأجيل التوقيع على المصالحة أو رفض عقد الانتخابات". وقالت لـ: "الشعب الفلسطيني سيحاسب من يرفض المصالحة والانتخابات، طالما أن المصالحة لن تقصي أي طرف".

وأشارت عشراوي إلى أن سيناريو استمرار الوضع الراهن وتأزم ملف المصالحة يعكس حرص حركة "حماس" على الحصول على الاعتراف العربي والدولي ورفع الحصار عنها، واعتبارها عنوان للفلسطينيين مقابل ما قدمته للأمن الإسرائيلي، وإبقاء الجميع رهنا لهذه الأهداف.

وأوضحت أن موقف السلطة الفلسطينية يبدو أكثر واقعية وقرباً من المصالح الفلسطينية عند قبولها الورقة المصرية بصرف النظر عما جاء فيها، مؤكدة أن السيناريو المطلوب هو أن يقول الشعب الفلسطيني كلماته وليس أي سيناريو آخر تستمر معه حالة الرفض والتأجيل والمعارك اللفظية والإعلامية.

ويبدو أن سيناريو الانتخابات بالتوافق يحتاج إلى تغيير في المواقف السياسية لمختلف الأطراف الفلسطينية، خصوصاً في ظل الوقائع السياسية والميدانية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.