خبر دراسة تحذّر من تغاضى الحكومة الفلسطينية عن احتلال إسرائيل المنطقة العازلة بغزة

الساعة 05:47 ص|30 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

حذّرت دراسة حديثة من آثار استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي للشريط الحدودي على طول قطاع غزة والذي سمى ب (المنطقة العازلة) تبلغ مساحتها (55 ) كيلومتر متر طولي يبدأ من شمال غرب بيت لاهيا حتى جنوب شرق مدينة رفح ، ويتراوح عرضها من جهة الشرق من 500 -1500  ومن جهة الشمال تمتد لحوالي 2000 متر داخل القطاع .

ووصفت الدراسة - وهى الأولى من نوعها أعدها الباحث احمد الصوراني مدير لجان الإغاثة الزراعية بغزة -  الآثار  الناجمة عن استمرار احتلال هذه  المنطقة بالكارثية والتدميرية على الإنسان والأمن والزراعة والبيئة الفلسطينية.

واستهجنت الدراسة عدم ايلاء المستوى الرسمي الفلسطيني سواء في رام الله أو قطاع غزة هذا الموضوع الاهتمام المطلوب وحذرت من أن استمرار الحال الراهن سيؤدى إلى نتائج تدميرية على الفلسطينيين,  وقالت الدراسة  " إذا ما تم التعامل مع هذه المنطقة كأمر واقع فان ذلك  يشكل  تهديداً وخطراً استراتيجيا يمس المستقبل الديموغرافي والاقتصادي لقطاع غزة ويحمل  تهديدا ًمباشراً للأمن الغذائي للفلسطينيين ..

وأوصت الدراسة "الجميع الفلسطيني رسميا وأهليا القيام بالدراسات الأزمة ووضع التدخلات المطلوبة ضمن برامجها ومشاريعها من أجل دعم وتعزيز صمود المزارع على أرضه وحماية ما تبقى من مواردنا الطبيعية المحدودة وتشكيل فرق ومجموعات الضغط والمناصرة في هذا الاتجاه خصوصا الضغط على الجهات المعنية بالوضع في القطاع و اعتبار هذا الأمر ضمن أولوياتها.

كما أوصت  بتشكيل " اللجنة الوطنية لمواجهة المنطقة الأمنية العازلة في قطاع غزة" بمشاركة جميع الجهات المعنية رسمية وأهلية ...

وبين الصورانى في دراسته مخاطر  المنطقة العازلة حاليا  فقال " استمرار وجود هذه المنطقة يعني أن حوالي 25% من الأراضي الزراعية الخصبة في قطاع غزة عملياً لا يتم استغلالها مما يشكل تهديداً إضافياً لمسالة الأمن الغذائي الزراعي,  وأيضا حرمان أكثر من 15% من مزارعي القطاع من فرص العمل في أراضيهم الخاصة وبالتالي انضمامهم إلى جيش العاطلين عن العمل واعتمادهم على المساعدات الغذائية بدلاً من مساهمتهم في إنتاجها .

وأشار إلى أن وجود المنطقة العازلة أدى إلى تعطل أو تضرر أو تدمير حوالي 50% من منشئات الإنتاج الحيواني والمخازن الزراعية  والتي تتواجد تاريخياً في المناطق الشرقية لقطاع غزة لأسباب اقتصادية وبيئية معروفه.

وعددت الدراسة أهم الآثار التدميرية للمنطقة العازلة كما يلى (أولا)  تدمير العشرات من آبار المياه المستخدمة لأغراض الري والشرب في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في إقامة المصائد المائية شرق قطاع غزة وتحويل مياهها لري المستوطنات الزراعية شمال النقب . (ثانيا) انكشاف وتلويث خطير للتربة بمخلفات عمليات الهدم والتدمير للمنشئات الزراعية وشبكات الري الرئيسية والفرعية والدفيئات البلاستيكية وغيرها.

( ثالثا)  تدمير وتجريف حوالي 40000 دونم زراعي في سنوات ما قبل حرب غزة يضاف اليها حوالي 15000 دونم خلال الحرب  (رابعا)   تدمير عشرات الكيلومترات الطولية من الطرق الزراعية والتي تشكل جزءا هاما من البنية التحتية الزراعية  .

(خامسا) بسبب التدمير والأضرار التي أصابت بيوت المزارعين اضطر العديد منهم للنزوح والعيش في المناطق والتجمعات السكانية الداخلية وما ترتب عن ذلك من مشكلات ونزاعات اجتماعية ونفسية وتكاليف اقتصادية إضافية .

(سادسا)  تعطيل العديد من البرامج والمشاريع  الإغاثية والتنموية الزراعية إضافة إلى  الخدمات الطبية والإنسانية والحقوقية بسبب  صعوبة الحركة والتنقل ووجود المخلفات الحربية وفقدان الأمن عموما في المنطقة .

(سابعا)  حرمان المزارعين وأصحاب المنشئات من ممارسة ابسط حقوقهم أبرزها حق الوصول الي الممتلكات الخاصة واستخدامها.

(ثامنا)  الحد من التمدد السكاني والاقتصادي الطبيعي باتجاه الأراضي الشرقية والشمالية لقطاع غزة

وسردت الدراسة تاريخ نشوء المنطقة العازلة فـ ( بعيد اتفاق أوسلو و انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة في العام 1994 وتقسيم القطاع لمناطق ABC ، بدا التعامل مع هذه المنطقة ضمن الترتيبات الأمنية بين السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وكان عرضها  في ذلك الوقت حوالي 50متر . ومع بدايات الانتفاضة الثانية عام 2000 تعرضت جميع الأراضي الفلسطينية الحدودية لاجتياحات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. و منذ ذلك الحين  بدأ جيش الاحتلال بتوسيع المنطقة العازلة على حساب الأراضي والممتلكات والمنشآت الزراعية والصناعية  ليصل عرضها إلى أكثر من 150متر داخل أراضي القطاع حيث أعلن جيش الاحتلال عن ذلك بشكل رسمي  وأعاد انتشار قواته على طول الحدود الشمالية الشرقية للقطاع . وشهد القطاع  اجتياحات متكررة كان لها آثارا كارثية وتدميرية على هذا الشريط إلى جانب تدمير بيوت المزارعين واضطرار معظم عائلاتهم للعيش داخل التجمعات السكانية في عمق القطاع طلبا للأمن والأمان . وفى السنتين الأخيرتين تزايدت الاجتياحات والقصف الإسرائيلي و نقاط المراقبة العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود ,وأخذت مساحة هذا الشريط بالاتساع والتمدد مما شكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين وأدت إلى منعهم وحرمان المئات من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم أو استغلالها .

وتابعت الدراسة انه في أوائل شهر أغسطس 2008، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع المنطقة الأمنية العازلة باتجاه الغرب ليصبح بعرض 300متر، ولكن المساحة الفعلية على أرض الواقع تختلف وتتعدى ذلك بكثير لتصل إلى حوالي 600متر، وصولاً إلى فترة الحرب على غزة حيث تفاقمت الأمور وأصبحت مساحة تلك المنطقة تتراوح من 500 إلى 2000 متر باتجاه الأراضي الداخلية للقطاع.